*مراقبون:انهيار السدود ظاهرة عالمية*
*السفير المقلي: يجب إعلان السودان منطقة كوارث*
*الامم المتحدة:حصيلة الضحايا قد ترتفع بشكل كبير*
*تقرير: أحمد قاسم البدوي*
أعلنت السلطات المحلية يوم الاثنين الماضي انهيار سد أربعات الواقع بولاية البحر الاحمر شرق البلاد ويبعد عن مدينة بورتسودان حوال (20) كيلو مترا .
ويعد سد اربعات احد المصادر الرئيسية التي تغذي مدينة بورتسودان بسعة (25) مليون متر مكعب، وأدى ذلك الانهيار المفاجئ إلى سيول وفيضانات جرفت مئات القرى وأودت بحياة مئات المواطنين بما يعتبر اسوا كارثة إنسانية تشهدها المنطقة طوال تاريخها.
ورغم هول تلك الكارثة الا ان السلطات المحلية تكتمت على الكثير من المعلومات والتفاصيل الدقيقة عن حجم تلك الكارثة والتبعات المترتبة عليها.
وقال مدير هيئة المياه في الولاية، عمر عيسى طاهر، إن ما حدث في أربعات مسح المنطقة بالكامل.
*إحصاءات اولية:*
وفي إحصاءات تقديرية أولية، اشارت تقارير بأن ما لا يقل عن 60 شخصاً لقوا مصرعهم، فيما جرفت السيول السيارات مما يستدعي إلى تدخلات عاجلة، لا سيما أن المواطنين الذين صعدوا الجبال لاتقاء الماء يواجهون خطر لدغات العقارب والثعابين».
*ارقام صادمة:*
وأعلنت غرفة الطوارئ المركزية عن تأثر 10 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية، بالأمطار والسيول والفيضانات هذا العام، مشيرة إلى أن الضرر طال 50 محلية بتلك الولايات.
وذكرت الغرفة في بيان، الاثنين، أن عدد الأسر المتضررة ارتفع إلى 31666 أسرة، بينما ارتفع عدد الأفراد المتضررين إلى 129650 فردا، مؤكدة انهيار 12420 منزلا انهيارا كليا، وانهيار 11472 منزلا انهيارا جزيئا.
وأشارت إلى أن معظم الأضرار بولاية نهر النيل والولاية الشمالية، الحدودية مع مصر.
*اهتمام اممي:*
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الاثنين، إن 30 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في أعقاب انهيار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر بشمال غرب السودان، ويعتقد أن مئات آخرين في عداد المفقودين، حسبما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء.
وأضاف “أوتشا” أن الفيضانات المفاجئة دمرت 20 قرية وألحقت أضرارا بـ50 قرية أخرى بعد انهيار السد، الأحد، وقدر أن 50 ألف شخص “تضرروا بشدة” من الكارثة.
ونقل المكتب الأممي عن مسؤولين قولهم إن السكان في قريتي خور بركة وتوكر أجبروا على الفرار بحثا عن الأمان، وأضاف أن حصيلة القتلى النهائية “قد ترتفع بشكل كبير”.
وأظهرت لقطات لوكالة الصحافة الفرنسية شاحنات مدفونة في الوحل والحطام، بعضها محمل بصناديق وممتلكات شخصية.
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن التقارير الأولية أشارت إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في انهيار السد، مضيفًا أن هذا أدى إلى “تجفيف الخزان خلفه بالكامل”.
ويوفر مرفق السد المياه العذبة لبورتسودان، خامس أكبر مدينة في البلاد، والتي تقع على بعد حوالي 38 كيلومترا (23 ميلا) إلى الجنوب الشرقي.
وذكر المكتب أن الأضرار من المتوقع أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في ولاية البحر الأحمر.
*السودان منطقة كوارث:*
ويتخوف خبراء ومراقبون إن تؤدي السيول التي خلفتها معدلات الامطار العالية هذا العام إلى الكثير من التبعات والآثار الخطيرة على الصعيد البيئي والانساني مما يستدعي ضرورة التدخل العاجل لدرء آثار هذه الكارثة الأسوأ في تاريخ المنطقة وهذا ما دعا السفير الصادق المقلي إلى ضرورة إعلان السودان منطقة كوارث واستغاثة جميع المنظمات الإنسانية للدخول ودرء اثار الكارثة .
وقال المقلي إن انهيار سد أربعات في شرق يعتبر كارثة إنسانية اودت بحياة المئات وتشريد الآلاف مع صمت حكومي تام عن تفاصيل وتداعيات هذه الكارثة وآثرها على الإنسان ، واشار في حديثه إن كارثة السيول اثرت على ثلاث ولايات تاثيرا كبيرا في ولايات كسلا ونهر النيل والشمالية والبحر الاحمر وتسببت في القضاء على الاخضر واليابس بعد ان جرفت المياه المحاصيل الزراعية
موضحا إن هناك اهتمام اممي بكارثة انهيار سد اربعات.
*ظاهرة انهيار السدود:*
ويرى مراقبون إن انهيار السدوذ اصبح ظاهرة عالمية ففي بداية شهر يوليو الماضي، انهار سد على ضفة نهر دونغتينغ في إقليم هونان وسط الصين الذي يعيش فقه نصف مليون شخص، أسفر عن فيضانات كبيرة دعت السلطات إلى إجلاء عدة آلاف من السكان.
وانهار السد جراء التصدع الذي بلغ طوله 226 مترًا وغمرت المياه أراض زراعية ووصلت إلى أسطح منازل إحدى القرى، وأفرجت الصين عن 540 مليون يوان (68,5 مليون يورو) لتمويل جهود الإغاثة في هونان ومناطق الكوارث الأخرى، حسبما أفادت “سي سي تي في” نقلًا عن وزارتَي المالية وحالات الطوارئ.
وفي نهاية أبريل الماضي، انهار سد سد أولد كيجابي في كينيا ولقي عشرات الأشخاص مصرعهم، وتضرر أكثر من 200 ألف شخص في أنحاء كينيا من الفيضانات.
وفي مدينة أورسك الروسية القريبة من حدود كازاخستان، انهار سد على نهر الأورال في مستهل شهر أبريل الماضي، وتسبب في تشريد المئات وأعلنت وزارة الطوارئ إجلاءهم من المنطقة التي غمرتها المياه، و تستخدم قوارب ومركبات صالحة لجميع التضاريس في عملية الإجلاء.
وغمرت المياه 2556 مبنى سكنيا و6886 قطعة أرض منزلية، وتم إجلاء ما مجموعه 4208 أشخاص، بينهم 1019 طفلا، بينما يقيم 427 شخصا في مراكز إيواء مؤقتة.
كما شهدت ليبيا كارثة مروعة خلال شهر سبتمبر من العام الماضي 2023 بسبب انهيار سدين في مدينة درنة شمال ليبيا جراء إعصار دانيال.
ولقي ما لا يقل عن 5 آلاف شخص مصرعهم في درنة وفُقد نحو 10 آلاف شخص، جراء الفيضانات، التي نجمت عن انهيار ارتفاع السدّين اللذين يبلغ ارتفاعهما 40 مترا قبل أن يتحولا إلى ركام.
وكشفت السلطات الليبية أن “عدم صيانة السدين في درنة كان له تأثير واضح في حدوث الفيضانات”.
وفي مستهل يونيو من العام الماضي 2023 انهار سد نوفا كاخوفكا ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية، في منطقة خيرسون جنوبي شرق أوكرانيا، مما أدى إلى عمليات إجلاء جماعية.
ويعتبر السد جزءًا مهمًا من البنية التحتية، حيث يوفر المياه لكثير من المناطق في جنوبي شرق أوكرانيا، بما في ذلك محطة زاباروجيا النووية وشبه جزيرة القرم.
وفي مايو الماضي صرح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، بأنه في حالة انهيار سد النهضة، فإنه سيشبه طوفان نوح بالنظر إلى كمية المياه المخزنة في السد المبني على نهر النيل.
وجاءت تصريحات “شرقي” في أعقاب وقوع زلزال بقوة 4.9 بمقياس ريختر بالقرب من موقع سد جيبي 3 على نهر أومو وبعمق 10 كيلومترات، منوها في تصريحات تلفزيونية إلى أنه “ليست هناك مشكلة من حجم السدود بدليل أن “سد الحجم” حجمه ضعف حجم “سد النهضة” ولكن الأهم أن يتناسب مع المنطقة من الناحية الجيولوجية بعيدا عن أي نشاط زلزالي أو فوالق زلزالية”.
وأما عن الوضع حال انهار سد النهضة، أكد شراقي أن الأمر سيكون بمثابة طوفان على السودان لم تشهده البشرية من قبل، ويعادل “طوفان سيدنا نوح”، ويهدد 20 مليون سوداني يعيشون على طول النيل الأزرق بالكامل بما فيها الخرطوم، لأن السد يقع في منطقة أعلى من الخرطوم بـ350 مترا، والمسافة 500 كلم فقط، ومن هنا يحدث اندفاع للمياه بكميات كبيرة.
ومهما يكن من واقع الحال إلا إن ما يعيشه السودان الآن منذ اندلاع حرب الرابع عشر من ابريل من العام المنصرم يجعل من كارثة السيول والامطار عبئا إضافيا يضاف إلى عبء كارثة الحرب التي خلفت وضعا إنسانيا هو الاسوأ على الإطلاق مما يجعل السودان في مواجهة خطر حقيقي يهدد انسانه بالفناء اما بنيران الحرب او بالكوارث الطبيعية ولا يزال هناك سؤال يبحث عن إجابات متى يعلن السودان منطقة كوارث؟!.