الإزمة السودانية بين اصحاب المصلحة والدول ذات التاثير

د.اماني الطويل: الموقف الروسي حرك كثيرا من المياه الراكدة تجاه الازمة السودانية

صباح موسى: مصر تسعى لحل الازمة السودانية وفق ما يرتضيه الشعب السوداني

تقرير : أحمد قاسم البدوي
على هامش الجلسة الموسعة لاجتماع الوزاري الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبعة بمدينة فيوجي الإيطالية كانت الازمة السودانية حاضرة في الاجتماع الرباعي الذي ضم دولة الإمارات العربية المتحدة ،جمهورية مصر العربية ، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية .
الاجتماع تناول تطورات الازمة السودانية وضرورة توحيد الجهود للتوصل لوقف إطلاق نار والعمل على التهدئة وتعزيز الجهود الإنسانية وتنفيذ الالتزامات الواردة في إعلان جدة بشأن حماية المدنيين .
كما تناول الاجتماع إلى دعم عملية سياسية سودانية تضمن استقرار السودان والحفاظ على سيادته ووحدة وسلامة أراضيه.

مصر والسعودية:
واعلنت وزارة الخارجية والهجرة المصرية تأكيد الوزير عبد العاطي خلال اجتماع لمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة في إيطاليا بشأن السودان على هامش قمة دول السبع ، اعلنت تأكيد حرص مصر البالغ على تحقيق الاستقرار في السودان، كما اكد الوزير بدر عبد العاطي أيضًا على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية واحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه.

الوزير المصري شدد على ضرورة قيام الدول المانحة بتنفيذ تعهداتها بشأن الاستجابة الإنسانية للسودان، والتي تواجه عجزًا يقترب من (75%) من احتياجاتها، مشددًا على عدم عدالة ترك دول الجوار أن تتحمل وحدها العبء الأكبر للأزمة الإنسانية بالسودان.

وأوضح بيان لوزارة الخارجية السعودية أن المجتمعين توافقوا على ضرورة توحيد الجهود من اجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتعزيز العملية الإنسانية.
خطوة متقدمة:
وقالت الباحثة المصرية والخبيرة في الشؤون السودانية د. اماني الطويل : إن اللقاء يعتبر خطوة متقدمة فيما يتعلق بموضوع وقف الحرب في السودان ، معتبرة في حديثها لصحيفة (المقرن ) إن جزء كبير من آلية وقف الحرب يتعلق بالتوافق الإقليمي والدولي .
مشيرة إلى ان الاجتماع توافرت فيه عاملين مهمين هما الاطراف الأقليمية الضالعة في التأثير على مجريات التفاعلات السودانية على الصعيدين السياسي والعسكري، وايضا الجهات الدولية صاحبة المصلحة و المتفائلة في إطار الازمة السودانية.
ولفتت اماني الطويل إلى ان الموقف الروسي في مجلس الامن حرك كثير من المياه الراكدة بشأن جهود إنهاء الحرب في السودان ، وان هذا الاجتماع له ما بعده في إطار التفاهمات التي جرت .
وتوقعت من خلال حديثها ان يتم التوافق حول صيغة من آليات وقف الحرب في السودان استنادا لاتفاق جدة المتوافق عليه بشكل عام ولكن غير محدد فيه آليات وقف الحرب.

اختراق الأزمة

وقالت الكاتبة الصحفية المصرية صباح موسى ان الاجتماع الرباعي هو مواصلة لما تم في اجتماع القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض قبل اسبوعين وكانت تضم المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وايضا دولة الإمارات معتبرة في حديثها لصحيفة (المقرن) إن كل تلك التحركات تعتبر جهود دبلوماسية لمحاولة اختراق الازمة السودانية ، واشارت صباح موسى في حديثها ان دولة مصر تركز على ثوابتها حتى بغض النظر عن افتراض قلق من وجود دولة الإمارات في اي اجتماعات .
واضافت : هناك حائط صد آخر وهو الثوابت المصرية في حل الازمة السودانية وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان والحفاظ على المؤسسات على راسها القوات المسلحة السودانية ، هناك ثوابت مصرية معروفة واضيف إليها مؤخرا إن مصر صنفت من جانبها الدعم السريع مليشيا وتحدثت مصر أيضا إنه لا يمكن ان يتساوى الجيش السوداني مع أي جهة اخرى .
ونبهت صباح موسى إلى ان تلك الثوابت لا يمكن أن يتخطاها اي اجتماع حتى لو كان في هذا الاجتماع طرف يدعم مليشيا الدعم السريع.
مؤكدة إن مصر تحاول جاهدة في الفترة الاخيرة من خلال تحركات دبلوماسية وسياسية في موضوع الازمة السودانية ، مشيرة الى انه لا يوجد اي لقاء لوزير الخارجية المصري إقليمي او دولي الا وتحدث من خلاله عن الثوابت المصرية وضرورة إنهاء الحرب وفق هذه الثوابت. واضافت صباح موسى أن وجود مصر في أي اجتماع يخص السودان هو في صالح السودان والحكومة السودانية لا سيما وان مجلس السيادة السوداني يؤتمن مصر في ذلك على مثالا لذلك اجتماع جنيف واحد حيث كانت مصر تشارك دون تحفظ حكومة بورتسودان من المشاركة المصرية.
واكدت صباح من خلال حديثها ان الحكومة السودانية كانت ترى من جانبها إن الوجود المصري هو صمام امان ودفاع ، وكان من الممكن ان تفرض من خلال هذا المؤتمر عقوبات على الحكومة السودانية لكن مشاركة مصر و تنسيقها مع القيادة السودانية حال دون ذلك.
وأشارت صباح موسى إلى ان وجود مصر في اي لقاءات دولية بشأن الازمة السودانية يعتبر مطمئنا في إطار سعيها المستمر تحاول في تحقيق حل في السودان لإنهاء الحرب وفق ما يرتضيه الشعب السوداني وليس وفق ما ترتضيه الاجندات التي تسعى لنيل من السودان.
مراقبون سودانيون يرون إن اي محاولة لمناقشة الازمة السودانية تعتبر من شأنها ان تحدث اختراقا في جهود وقف الحرب ،فيما يرى آخرون إن كثير من التحركات التي تمت في سبيل إنهاء الازمة السودانية كانت تحمل كثير من الاجندات الامر الذي ادى الى مزيد من التحفظ عليها من قبل الحكومة السودانية والرأي العام السوداني .

إرسال التعليق

error: Content is protected !!