الناس والحرب.. جولة واسعة لواقع الحياة في عدد من الولايات

اعداد: محجوب ابو القاسم
في خضم أتون الحرب التي اجتاحت السودان يعيش المواطنون في الولايات واقعا شديد القسوة ومعاناة لاتنتهي،  وتتجاوز هذه المعاناة اليومية حدود التحمل والصبر الا انهم تحملوا هذه الصعاب وتقلبوا عليها.
بينما تتكسر ملامح الحياة الطبيعية يبقى المواطن في قلب المشهد مضحيا بكل ما يملك في سبيل الحفاظ على كرامته ووجوده. بين الصمود في وجه الأزمات الاقتصادية، والأمل في غد أفضل ومشرق، تبرز التضحيات التي قدمها المواطنون كرمز للثبات والإرادة التي لا تنكسر، رغم قسوة الحرب وتعقيدات الواقع، هنالك شخصيات أثرت البقاء في الولايات المختلفة وضاقوا طعم المعاناة نستنطق منها نماذج في هذه المساحة من صفحة (الناس والحرب).
*رحلة نزوح لسنار*

قالت الاستاذة المحامية هديل عباس نزحت من ولاية الخرطوم الي ولاية سنار بعد اندلاع الحرب بعد  ٦ أشهر  وذلك لأن الوضع أصبح لايطاق في الخرطوم بعد دخول كمية من الدعم السريع الي المنطقة التي اسكن فيها بامدرمان المربعات وتذايد اعدادهم واصبحت تصرفاتهم غير محمودة وقبيحة من سرق ونهب ورعب الخ وتتزايد انتهاكاتهم  يوم بعد يوم.
واضافت هديل قائلة اختر ولاية سنار لوجود الاهل والاصدقاء ولكي اعيش حياة افضل وآمنة وذلك لأن ولاية سنار من الولايات الحيوية والتي تتصف بالانتاج المحلي والذاتي آنذاك وهي حقيقة بالفعل تنعم بجميع الخيرات وكل ابواب العمل فيها مفتوحة لكل المجالات
ولكن تضررت هذه الولاية بعد سقوط مدني في يد مليشيا الدعم السريع وبعدها اصبحت سنار تصفق باليد الواحدة  لأن مدني كانت الساعد الأيمن لها  في التجارة وفي بعض النشاطات مكملة لها.
واضافت المحامية هديل قائلة بالرغم  من ذلك استمرت هذه الولاية تعمل برغم كثافة السكان واستقبالها لعدد كبير من النازحين اليها وانفتح سوق العمل والنشاط التجاري بحركة النازحين
ولكن جاءت الطامة الكبرى عندما حاول الدعم السريع دخولها إلا أنه فشل في  كل المحاور  وفر الي سنجة واستلمها وهنا كانت الضربة القاضية لولاية سنار لأن سنجة هي الولاية والمحرك الأساسي لها وهي الرأس وسنار الجسد فقطعو الرأس باستلامهم لها وأصبح الجسد يفرفر من غلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء والماء لمدة تقارب ال٣ اشهر
وأصبح المواطن الذي يعيش في سنار معاني من كل النواحي.

*اوضاع صعبة ومعقدة*
وصفت لنا الاستاذة هديل عباس عن مايدور في سنار من الحياة العامة وحياة الناس والمؤسسات وقالت بان جميع مؤسسات الولاية  الخاصة والحكومية مغلقة ولايوجد فيها حركة غير النشاط التجاري في السوق وحتى البنوك يعمل فقط بنك امدرمان الوطني والمدارس مغلقة لأسباب  انعدام الأمن ووجود النازحين فيها كذلك المحاكم مغلقة والسجل المدني مغلق حتى شركات الاتصال مغلقة، وأضافت هديل بأن  التعايش مع الأوضاع اصبح صعب جدا  مما أدى الي نزوح عدد كبير من سكان  الولاية حتي النازحين إليها خرجوا منها مرة اخرى بحثا عن المعيشة وحياة افضل.
اما بالنسبة للعلاج والمؤسسات الصحية ذكرت هديل بانه غير متوفر لكل المرضى وخاصه أصحاب الامراض المزمنة مثل السكري والضغط بالأخص مرض السكري
والذي يتعالج  بالانسولين وذلك لعدم توفر الكهرباء لايستطيع المواطن شراءه 
وكذلك مريض الضغط انعدمت انواع كثيرة من علاج الضغط وحتي الأسبرين يصعب تواجده والفشل الكلوي يوميا تخرج أربعة جثث من مستشفي الكلى ولأن المستشفي تعمل بالجاز فعادة يغسلون شخصين فقط فتتاخر جرعة الباقين الي اليوم التالي ويصادف لايوجد جاز.
وأضافت هديل بأن مستشفي سنار الحكومي تعمل بها  الطوارئ فقط والعمليات غالبا تكون في مستشفي الكفاح الذي يتبع للجيش بالنسب لقسم  النساء والتوليد لا يوجد اخصائيين بل تتواجد فقط قابلات مما ادى الى وفاة بعض حالات الولادة المستعصية.
ووصفت المحامية هديل بأن هناك صعوبة في المواصلات الداخلية وعدم تنقل المواطنين من مكان لآخر وذلك لعدم توفر الوقود حيث يذهب المواطن لمسافات بعيدة سيرا على الأقدام لجلب احتياجاته.

*غلاء مستمر*
قالت المحامية هديل عباس بأن الوضع في السوق أصبح لايطاق بسبب ارتفاع الأسعار بصورة باهظة ووصل سعر كيلو الدقيق ٤٥٠٠ جنيه ورطل الزيت أربعة الف ج ورطل اللبن الف ج وصابونة الحمام ٩٠٠ج وصابون الغسيل ١٥٠٠
ومعجون الاسنان  ٢٥٠٠ج وكيس الشعيرية والمكرونة بالف وستمائة  ودقيق الكسرة الملوة بعشرة الف وكيلو السكر باربعة الف وخمسمائة جنيه.اما اللحوم قد أصبحت من الرفاهيات وأصبح  كيلو اللحمة العجالي بأربعة عشر ألف ج وكيلو اللحمة الضأن بثمانية عشر ألف ج اما بالنسبة للفحم حدث ارتفاع في أسعاره  لانو كان يأتينا من ولاية النيل الازرق وأصبحت الطرق مغلقة ووصل الشوال الي ستين الف جنيه.
واضافت هديل بأن  اسعار الخضروات ليست غالية وذلك لأن أغلب الناس يزرعون في منازلهم لأن سنار ارض زراعية والكل اختار زراعه البيوت لأن المناطق التي يزرعون فيها يتواجد فيها الدعم السريع مثل ابوالقوني ..والسكر …والعمارة .الخ
ومازال هنالك غلاء نصبح علي سعر ونمسي علي سعر اخر بالإضافة إلى حصار  المدينة  وعدم دخول المواد التموينية لها والاغاثات وذلك لأن الشارع قافل وصعوبة وصول الشاحنات لها
والمواطن يعاني في الطواحين لانقطاع الكهرباء تعمل الطاحونة بالجاز ويتوفر بصعوبة وهنالك صفوف طويلة ليس لها حد تصادف أن تطحن اخر اليوم او تعود بلا فائدة.

*شندي الحياة طبيعية مع غلاء طاحن*

أدلى المواطن أمجد عبدالحفيظ افادات لصفحة الحرب والناس وقال نزحت من الحلفايا بعد اجتاحتها مليشيا الدعم السريع وبصعوبة وصلت إلى ولاية نهر النيل واخترت العيش في مدينة شندي وقال بأن الحياة طبيعية شديد بس الاسعار غالية فوق طاقه المواطن العادي الشغال رزق اليوم باليوم اما بالنسبة للايجارات بتاعت البيوت حدث ولا حرج غرفة واحدة بمنافعها بمبلغ ٢٠٠ الف جنيه وغرفتين وصالة ب ٥٠٠  الف.
واضاف عبد الحفيظ بان اسعار اللحوم ارتفعت بشكل كبير وقال كيلو اللحمة العجالي بي ١٦ الف جنيه والضان بمبلغ ٢٠ الف جنيه وتتفاوت اسعار الخضروات من يوم لليوم الآخر.
اما الاحتياجات التي يحتاج اليها الناس بصورة يومية اصبحت مستحيلة شراؤها مثل ربع دقيق الكسرة بمبلغ ١٢ الف ج وربع القمح بمبلغ ١٤ الف جنيه و رطل اللبن ب٩٠٠ جنيه ورطل الشاي الحب بمبلغ ٨ الف وصابونة الغسيل بمبلغ ٨٠٠ جنيه وصابونة الحمام بالف جنيه ومعجون الاسنان ب ٣ الف وارتفعت أسعار ملء  أسطوانة الغاز وأصبح ملؤها بمبلغ ٦٠ الف جنيه ، أما جوال الفحم ب ٣٥ الف  وكيلو السكر ب ٣ الف وكيلو لبن البدرة ب ١٦ الف ورطل الزيت طعام بمبلغ ٢ الف وكيس سلطة ب٥ الف والخبز ٦ رغيفات بالف جنيه.
واضاف أمجد بأن  اي حاجة متوفرة بكثرة  بس عدم توفر فرص العمل وانعدام السيولة بالنسبه للنازحين دا كان سبب في عدم استطاعتنا لشراء بعد الاحتياجات الضرورية، وقال أمجد  ناس البلد الاصلين شغالين وحياتهم طبيعية لان معظم الاهالي مزارعين وقليل منهم تجار.
وقال امجد بان العلاجات متوفر بس غالية والدكاترة متوفرين وفي كمية من العيادات الخاصة في كل التخصصات بس رسوم المقابلة غالية جدا  بمبلغ  ١٥ الف والفحوصات والموجات والاشعة والعلاجات غالية، أما بشأن الحركة قال أمجد بأن المواصلات متوفرة سواء سفرية أو داخلية والاسعار تتفاوت مثلا حافلة هايس شندي عطبرة بمبلغ ٨ الف وحافلة كبيرة من شندي لامدرمان  بمبلغ ١٠ الف والمواصلات الداخلية تتراوح مابين الف جنيه  الي ٥ الف ومعظم المواصلات الداخلية بعربات تكاسي صغيرة.
وقال المواطن أمجد عبد الحفيظ بان  ابسط اسرة عشان تاكل وتشرب اكل يسد رمق الجوع محتاجة مابين ٧ الي ١٠ الف في اليوم واختتم حديثه قائلا ربنا يلطف ويفرجها علي الناس ويتولاهم برحمته وعنايته والنصر لقواتنا المسلحة.

*بورتسودان تنتعش*

الموظف عاصم النجومي موظف بشركة الموارد المعدنية ويقيم ببورتسودان قال بأن بورتسودان مستقرة والحياة عادية جدا والناس تخرج إلى أعمالها واشغالها منذ الصباح الباكر والسوق يعمل بصورة مستقرة بس مشكلة في الزحمة في الطرقات والاسواق بسبب نزوح المواطنين إليها من الولايات التي سيطرت عليها المليشيا المتمردة.
واضاف عاصم بأن المطاعم تعمل بصورة جيدة منها مطاعم لليمنيين والسوريين والسودانيين والمططاعم البلدية والكافيهات وقال بأن الشيف احمد الذي شارك في مسابقة Mbc حق الطهي افتتح مطعم في البورت، وقال الذي يصل بورتسودان يقول انو البلد مافيها حرب وذلك بسبب حياتها العادية والمستقرة ودولاب العمل يسير بصورة ممتازة والوزارات تعمل بكفاءة، إلا أن الفترة السابقة كانت الأجواء مسخنة وانقطاع للكهرباء لأوقات طويلة، لكن الآن بدأت درجات الحرارة في النزول.
واضاف عاصم قال بأن ايام العطل تذهب الاسر لمنطقة الكيلو والسقالة للترفيه، الحياة في بورتسودان مستقرة من ناحية تجارية واقتصادية وأمنية واجتماعية ولايوجد لأي مظاهر سالبة.
وقال النجومي من حيث الاسعار في السلع الاستهلاكية هنالك ارتفاع وكذلك أسعار إيجار العقارات بسبب الإقبال الكبير.
بدأت بعض الشركات والمصانع تنتقل إلى بورتسودان وافتتحت شركة جياد لتصنيع السيارات مكاتبها هنا ويوجد إقبال لشركات التعدين الأجنبية للاستثمار وبدأت تعمل .
وقال النجومي بأن المشكلة الكبيرة التي أثرت الآن بسبب السيول التي اجتاحت طوكر واربعات وكانت قاسية
واختتم عاصم بأن بعض أحياء بورتسودان انتعشت بشكل كبير مثل حي المطار وأحياء كثيرة اخرى

*الدامر وصعوبة العيش*

قال المواطن حاتم ميسرة مصطفى لجات من الحلفايا إلى جمهورية مصر العربية عن طريق التهريب ووصلت القاهرة بصعوبة بالغة وكنت انشد الأمن والأمان والعمل هناك ولكن لم  اجد عمل وانعكس على صعوبة المعيشة فآثرت العودة إلى وطني السودان وأصبحت نازح بولاية نهر النيل بمدينة الدامر واضاف بان كل النازحين في المدينة إستاوا بسبب طول الحرب لفقدهم مصادر رزقهم وممتلكاتهم .
وقال حاتم اما بشأن الحياة والاكل والشرب الاسعار بقت غالية جدا وأصبح كيلو السكر بألفين وخمسمائة  ج ورطل لبن ١٠٠٠ج وكيلولحم ست عشر ألف جنيه و٧  عيشات ب ١٠٠٠ج.
وقال من يجد عمل يكون عائده ضعيف جدا بسبب استغلال المخدمين، أما العمل باليومية ضعيف جدا     يتراوح  من ٧ الي ٩ الف وعمال المصانع ٤ الف يومية وتم استغلال بشكل كبير للنازحين ولكن ماذا يفعلوا؟ اما بشأن السكن ارتفعت أسعار الايجارات بصورة صعبة جدا ولو ماعندك  قروش مابتتعالج  وحقيقة الوضع بالنسبة للنازحين صعب جدا

إرسال التعليق

error: Content is protected !!