الصحفي صلاح حبيب يتمسك بالبقاء في أمدرمان ويروي قصص الناس والحرب

Spread the love


*من حرض حميدتي للاستيلاء على السلطة كان ظنه خائبا

*اعلم ان الاقدار بيد الله فما كتب لك سيصيبك وما لم يكتب لك فلن يصيبك

*التحية لوالي الخرطوم الذي وفر الدعم اللازم من السلال الغذائية والايواء للوافدين لكرري

*لم اسمع إلا أصوات العصافير وزخات الرصاص فكان الصمت يخيم على كل المنطقة

استمع إليه: محجوب أبوالقاسم
في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها السودان حيث تتصاعد التحديات والصراعات، يبرز صوت من قلب الحدث إعلامي مميز ظل في بلاده يتأمل آلام شعبه ويعكس آمالهم. اليوم نستضيف هذا الإعلامي الذي يجسد الشجاعة والمثابرة، ويواصل توثيق أحداث وطنه بنظرة فريدة ومؤثرة دعونا نطالع تجربته ورؤاه
وسبب تمسكه بالبقاء في أرض النيلين رغم كل الصعوبات، الاستاذ صلاح حبيب رئيس تحرير صحيفة المجهر السياسي السابق استضافته صفحة (الناس والحرب) فروى لنا حكايات وروايات.

*اصل الحكاية*
قال الاستاذ صلاح حبيب على الرغم من كل الارهاصات التي كانت تؤكد بأن هناك حرب قادمة في السودان لم نكن نتوقع أن تكون بهذه الشراسة وهذه الصورة التي أخرجت العديد من ديارهم ، ففي الخامس عشر من أبريل اتصلت بأبن اخي وكان مرافقا لوالدته التي تستشفى بمستشفى شرق النيل وكان قد حدد لها إجراء عملية كسر فقال لي الحرب قامت وتم إخراج كل المرضى من المستشفى واتجهنا صوب كبري امدرمان ولكن عندما وصلنا القصر الجمهوري وجدنا عدد كبير من الجثث ملقاة على الطرقات ، وأضاف حببب توقعت بأن الحرب ستنتهي بعد اسبوع او اسبوعين لذلك خرج المواطن وترك منزله منهم من غادر إلى خارج السودان أو الى ولايات السودان المختلفة ،ورفضت المغادرة رغم الإغراءات بالخروج الى ولايات  اوخارج البلاد
لانى اعلم الاقدار بيد الله فما كتب لك سيصيبك وما لم يكتب لك فلن يصيبك،وأكد حبيب بأن مليشيا الدعم السريع كانت تخطط منذ فترة طويلة لهذه الحرب والاستيلاء على السلطة ولكن حميدتي ومن اوشى له الاستيلاء على السلطة كان ظنه خائبا ولم يقدر الموقف وإمكانية الاستيلاء على السلطة باي طريقة لذلك اندفع من خلال الدعم الكبير لقواته والاسلحة التي بدأت تدخل لولاية الخرطوم في فترات مختلفة حتى حكومة ديسمبر التى جاءت بعد تغيير حكومة الإنقاذ لم تعي أو تفكر بأن هنالك مخطط يجري للاستيلاء على السلطة في السودان ، وقال الاستاذ صلاح حبيب لم نخرج من مدينة امدرمان وظللنا موجودين وحسب ظننا والآخرين انها حرب ستستمر لفترة قليلة يعود بعدها الأمر إلى طبيعته فكانت هنالك عمليات استهداف للمواطنين ونحن في منطقة امدرمان وعند مدخل محلية كرري بدأت عملية الهجمات على الاحتياطي المركزي في المنطقة الفاصلة بين امدرمان القديمة ومحلية كرري فكانت عمليات الفر والكر يوميا وعمليات إطلاق النار بكثافة ولكن الحمد لله استطاعت القوات المسلحة من السيطرة على المنطقة وأصبحت آمنة وعلى الرغم من الأمن الذي شهدته محلية كرري الا ان الدانات التي تطلقها المليشيا بكثافة تجاه المواطنين وعلى منازلهم ويسقط الرصاص الطائش وحصدت الكثير من أرواح المواطنين، وقال حبيب بدأت المرحلة الثانية وبعد الشهور الأولى كان تفكير المليشيا أن تخلي المناطق من المواطنين حتى يتثنى لها البقاء والسيطرة على هذه المناطق وتهجير المواطنين لذلك بدوأ بإطلاق الدانات والرصاص من محلية أمبدة على حارات الثورات ذلك عجل بخروج بعض من المواطنين ودخل الرعب في قلوب الكبار والصغار.
واضاف حبيب بان الحرب لم يشهدها السودان في كل العهود السابقة منذ الاستقلال ومابعده حربا بهذا المستوى حرب استهدفت المواطن وليس القوات المسلحة وكان الهدف منها تهجير المواطنين من ديارهم وسرقة أموالهم.

*تهجير المواطنين*

قال الأستاذ صلاح حبيب أن عملية تهجير المواطنين كانت مستمرة وكذلك الرعب ايضا ولكن هنالك بعض المواطنين اثروا البقاء في مساكنهم وذلك بسبب نجاح والي الخرطوم الأستاذ أحمد حمزة  في استقرار الخدمات في مناطق كثيرة بمحلية كرري وهذه النقطة جعلت المواطنين أن يستمروا في العيش في مناطقهم واحيائهم من استقرار المياه والكهرباء وعدد كبير من المرافق الصحية والاسواق كانت تعمل ولكن على قلتها استطاع المواطن أن يبقى في كرري وكنت حينما اذهب الى الأسواق لشراء بعض الاحتياجات لم اسمع إلا أصوات العصافير وزخات الرصاص فكان الصمت يخيم على كل المنطقة وحينما ترى احدا في الشارع تفرح بأن هناك أحد ثم بدأت الناس تعود وترجع ومعظم الذين خرجوا رجعوا إلى ديارهم
، واضاف حبيب بأن مليشيا الدعم السريع استطاعت أن تهجر بعض المواطنين في امدرمان القديمة حيث احتلت مناطق كثيرة وضربت المواطنين في أحياء بيت المال وود اروا وابروف وسوق الشجرة والهجرة والموردة وكل الاحياء وشارع الأربعين وامبدات وصالحة فتهجير المواطنين في تلك المناطق جعل محلية كرري تستقبل هؤلاء المهجرين قسريا ، فلذلك اكتظت المحلية  بعدد كبير من المواطنين فإذا كان سكان كرري اثنين مليون تضاعف عدد سكانها مابين ٤ إلى ٥ مليون ورغم ذلك استطاع السيد الوالي أن يأمن للنازحين والوافدين والقادمين من المناطق التي هجرت المليشيا سكانها وفر لهم الدعم اللازم من السلال الغذائية والايواء في المراكز والمدراس المخصصة لذلك فتحقق لهم عملية الأمن والاستقرار، واستدرك حبيب قائلا بأن الأمن قد تحقق في المنطقة ولكن الخوف من الدانات التي تطلقها المليشيا تجاه المواطنين ظل مستمر بكثافة كبيرة على الأسواق وحصدت أرواح   المواطنين وبتر الأطراف وذلك جعل المواطنين بالتفكير للنزوح من المحلية إلى مناطق أخرى والبعض منهم اتجهوا إلى ولاية البحر الأحمر وولاية الجزيرة قبل دخول التمرد فيها واستمرت رحلة النزوح إلى مناطق أخرى،  لذلك الحرب أدخلت هلع وخوف في قلوب الناس وتمت سرقة ممنهجة ومنظمة لمنازل المواطنين.

*فرض الحرب على السودان*

أكد الاستاذ صلاح حبيب بأن الحرب التي فرضت على السودان لم تكن حرب بين الجيش والدعم السريع فكان الهدف منها المواطن السوداني ويؤكد ذلك دخول هذه المليشيا منازل المواطنين وسرقة سياراتهم واخلوا كل المنازل من اشيائها من العفش وغيره وتركت البيوت أرضا خالية وسرقة أموالهم، واضاف حبيب بأن هذه الحرب جاءت لتوطين عرب الشتات واستبدالهم بالمواطنين ولكن خاب ظنهم والسودان الذي وقف منذ المهدية وطرد الإنجليز وعاش حروب كثيرة لذلك لن تستطيع هذه المليشيا أن تبقى في السودان وان تهجر المواطنين مهما تمت من هجرة فهم عائدون ، والحمد لله الان القوات المسلحة استطاعت أن تدحر هذه المليشيا وان تسترد مناطق كثيرة استولت عليها هذه المليشيا والان بدأت مدينة امدرمان القديمة الحياة ترجع لها بعد تحريرها واستطاعت القوات المسلحة الدخول لبحري والخرطوم والاستيلاء على آليات ضخمة جدا من المليشيا، وأن هذه الحرب ستعيد صياغة المواطن السوداني وخاصة أن هذه الحرب بين السودانين بل هناك عدد كبير من الجنسيات التي اشتركت في هذه الحرب كمرتزقة بالمشاركة مع المليشيا من آجل المال وليس لهم هدف غيره لذلك لن يستطيعوا الصبر كثيرا والبقاء في السودان واذا توقف الدفع لهم لن يحاربوا لذلك الحرب الآن في نهاياتها والأمن والاستقرار بدأ يدب في كثير من مناطق السودان  وباذن الله ولاية الخرطوم عائدة وولاية الجزيرة قادمة وكل ولايات دارفور التي استولاء عليها المتمردين عائدة إلى حضن الوطن وان شاء الله هنالك فارق مابين ١٥ أبريل ومابعدها وستكون هنالك محاسبة لكل الذين شاركوا في هذه الحرب والذين بثوا الرعب في قلوب المواطنين وحتى الذين سرقوا بيوت وعربات المواطنين وتشكيل لجنة للبحث عن سيارات المواطنين واين ذهبت واموالهم ايضا ، وطالب حبيب النائب العام لتشكيل لجنة ومحاسبة  الذين وقفوا مع المليشيا حتى المواطنين لان هنالك مرشدين استغلتهم المليشيا إلى جانبها مقابل المال وضعاف النفوس الذين ارشدوا المليشيا على منازل المواطنين لسرقتها لابد أن يتم محاسبتهم ولن يكون لهم موقع في المرحلة القادمة لأنها هي مرحلة فاصلة مابين الماضي والحاضر لذلك اي من شارك من السودان في هذه الحرب سيكونوا مرصودين ومعروفين  وهم من الفاشلين والساقطين في هذه الاحياء لذلك لابد من محاسبتهم محاسبة عسيرة لأنهم هم الذين اججوا الحرب واستمرارها وتمددها لولايات أخرى.
اخيرا نحمد لله على أن القوات المسلحة تقف بثبات ومستمرة في دحر المتمردين في كل ولايات السودان المختلفة ولاحت بشائر النصر القريب بإذن الله.

aboody

Related Posts

الناس والحرب.. جولة واسعة لواقع الحياة في عدد من الولايات

Spread the love

Spread the loveاعداد: محجوب ابو القاسمفي خضم أتون الحرب التي اجتاحت السودان يعيش المواطنون في الولايات واقعا شديد القسوة ومعاناة لاتنتهي،  وتتجاوز هذه المعاناة اليومية حدود التحمل والصبر الا انهم تحملوا هذه الصعاب وتقلبوا عليها.بينما تتكسر ملامح الحياة الطبيعية يبقى المواطن في قلب المشهد مضحيا بكل ما يملك في سبيل الحفاظ على كرامته ووجوده. بين الصمود في وجه الأزمات الاقتصادية، والأمل في غد أفضل ومشرق، تبرز التضحيات…

مواطنون ينقلون عبر (المقرن) نبض حياة الناس بالولايات في ظل الحرب

Spread the love

Spread the love من كرري: د.محمد أبوحنان يروي مشاهد من الثبات في يوميات الحرب وتدمير المستوصف الخاص به من أم روابة: قصة اغرب اتفاق مع المليشيا بغرض «الحماية».. والناس نزحت لمناطق سيطرة الجيش من مروى: الاوضاع آمنة.. السلع متوفرة.. أزمة سيولة نقدية وقلق موسم البلح من حلفا: ترحيب بالنازحين وبشريات الانتاج الوفير.. والجيش «عين لاتنام» *إعداد: محجوب أبوالقاسم*في خضم أتون الحرب التي اجتاحت السودان يعيش المواطن في…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You Missed

والي الخرطوم يتسلم قافلة الجعافرة لدعم الناجين من مذابح المليشيا المتمردة

  • من aboody
  • نوفمبر 21, 2024
  • 2 views
والي الخرطوم يتسلم قافلة الجعافرة لدعم الناجين من مذابح المليشيا المتمردة

شرطة المباحث المركزية بكسلا تستعيد سيارات منهوبة

  • من aboody
  • نوفمبر 21, 2024
  • 3 views
شرطة المباحث المركزية بكسلا تستعيد سيارات منهوبة

الناطق الرسمي باسم الحكومة يزور (سونا) ويدعو لضبط الخطاب الاعلامي

  • من aboody
  • نوفمبر 21, 2024
  • 4 views
الناطق الرسمي باسم الحكومة يزور (سونا) ويدعو لضبط الخطاب الاعلامي

اطلاق نار في جوبا بعد اعتقال جنرال سابق متهم بتنفيذ انقلاب تدعمه الامارات

  • من aboody
  • نوفمبر 21, 2024
  • 5 views
اطلاق نار في جوبا بعد اعتقال جنرال سابق متهم بتنفيذ انقلاب تدعمه الامارات

صفاء الأصم تكتب (شوشرة): مستعمرة الفراغ

  • من aboody
  • نوفمبر 21, 2024
  • 6 views
صفاء الأصم تكتب (شوشرة): مستعمرة الفراغ

توجيهات سيادية عاجلة بالاستجابة لمطلوبات الموسم الزراعي بولاية الجزيرة

  • من aboody
  • نوفمبر 21, 2024
  • 5 views
توجيهات سيادية عاجلة بالاستجابة لمطلوبات الموسم الزراعي بولاية الجزيرة
error: Content is protected !!