القمة الصينية الأفريقية.. مكاسب متعددة وشراكة جديدة نحو التنمية والازدهار

*الهندي عز الدين: اتفاقيات منظومة الصناعات الدفاعية سيكون لها أثر كبير في معركة الكرامة

*مكي الغربي: الغرب فقد كل معايير المصداقية وحقوق الانسان في التعامل مع ملف السودان

*الخبير الاقتصادي حاتم حسن: من ابرز المكاسب حصول السودان على منح وقروض من بعض الدول الشقيقة والصديقة

تقرير: محجوب ابوالقاسم
شارك السودان في القمة الصينية الأفريقية التي انعقدت في الصين في الفترة من (5-6) سبتمبر الجاري بوفد عالي المستوى برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وعدد من الوزراء ومدراء المؤسسات الاقتصادية واستقبل الوفد بترحاب مميز من قبل الحكومة الصينية ومثلت القمة نقطة تحول حاسمة في مسار العلاقات السودانية الصينية الأفريقية  بحيث التقى رئيس مجلس السيادة بالرئيس الصيني وعدد من رؤساء الدول الافريقية ،وجاءت القمة في ظل ظروف حساسة يمر بها السودان على الصعيدين الداخلي والدولي، لتفتح أبوابا جديدة أمام فرص التعاون والشراكة مع الصين التي تعد واحدة من القوى الاقتصادية العظمى في العالم.
وخرج السودان من هذه القمة بمكاسب متعددة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وحصل على حزمة شاملة من المساعدات. والاستثمارات التي تغطي مجالات حيوية مختلفة.

مكاسب اقتصادية
من أبرز المكاسب التي حققها السودان من هذه القمة هو تعزيز الشراكة الاقتصادية مع الصين ويعد السودان من الدول ذات الموارد الطبيعية الغنية، وخاصة في مجالات الزراعة والمعادن، وقد أبدت الصين اهتماما كبيرا بتطوير هذه القطاعات في إطار شراكة استراتيجية طويلة الأمد وتم الاتفاق على تعزيز الاستثمارات الصينية في مجال البنية التحتية والطاقة،ووعدت الصين بتمويل مشاريع كبرى تشمل بناء السدود ومحطات الطاقة الكهربائية، إلى جانب تطوير الطرق والموانئ
وتم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال الزراعة، وهو قطاع يعد حيويا للسودان في ظل سعيه لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي. وقدمت الصين وعدا بتقديم الدعم التكنولوجي وتدريب الكوادر السودانية لتحسين الإنتاج الزراعي باستخدام تقنيات حديثة، هذه الشراكات الاقتصادية تمثل دفعة قوية للاقتصاد السوداني الذي يمر بتحديات كبيرة في ظل الظروف الحالية.

التعاون التكنولوجي والتعليمي
إلى جانب المكاسب الاقتصادية حقق السودان مكاسب كبيرة في مجال التكنولوجيا والتعليم وتم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية والتحول الرقمي، بما يعزز من قدرة السودان على الاستفادة من التطورات التكنولوجية العالمية. ووعدت الصين بتقديم مساعدات تقنية وتكنولوجية للسودان في مجالات مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،وفي مجال التعليم تمت مناقشة تعزيز برامج التبادل الأكاديمي والمنح الدراسية بين السودان والصين هذا التعاون يتيح للطلاب السودانيين فرصة الدراسة في الجامعات الصينية الرائدة، مما يسهم في بناء قدرات جيل جديد من السودانيين المتخصصين في مجالات الهندسة والتكنولوجيا والعلوم.

الصناعات الدفاعية هي الأهم بالنسبة للسودان
الاستاذ الهندي عز الدين المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي قال ان مشاركة الرئيس البرهان في هذه القمة حققت مكاسب عديدة ، سياسية ودبلوماسية واقتصادية والأهم من ذلك توقيع اتفاقيات مهمة بين منظومة الصناعات الدفاعية وشركات تصنيع عسكري صينية ،واضاف عزالدين بأنه سيكون له أثر كبير في سير معركة الكرامة لتحرير عدد من ولايات السودان من احتلال قوات التمرد.
وابان الخبير والمحلل الاستراتيجي الهندي عز الدين ان الظهور السياسي والدبلوماسي لوفد حكومة السودان يعزز شرعية الدولة السودانية في محفل مهم ومن دولة عظمى مثل الصين ، وهي واحدة من الخمسة الكبار في مجلس الأمن الدولي.
وأعتقد عز الدين بأن اتفاقيات التعاون الاستراتيجي في مجال الصناعات الدفاعية هي الأهم بالنسبة للسودان.

المكاسب السياسية والدبلوماسية
لا تقتصر مكاسب السودان على الجانب الاقتصادي فقط بل امتدت لتشمل المكاسب السياسية والدبلوماسية. حيث تعتبر الصين أحد اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية، ولديها علاقات متينة مع العديد من الدول الأفريقية،واستطاع السودان من خلال هذه القمة أن يعزز من مكانته الدبلوماسية على الساحة الأفريقية والدولية عبر تعميق العلاقات مع الصين.

مكاسب القطاع الصحي
من المجالات التي شهدت نقاشات هامة خلال القمة الصينية الأفريقية هو قطاع الصحة في ظل الأزمات الصحية التي تواجه العديد من الدول الأفريقية، بما في ذلك السودان، خاصة في ظل التحديات المتعلقة بالأمراض المتوطنة وانتشار الأوبئة، تم التطرق إلى إمكانية تقديم الصين مساعدات في مجال الصحة العامة.
وتتمتع الصين بقدرات متقدمة في مجال التكنولوجيا الصحية وتصنيع اللقاحات، وهو ما يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين النظام الصحي السوداني.
وقد أبدت الصين استعدادها لتقديم مساعدات طبية تشمل بناء وتجهيز المستشفيات، وتوفير المعدات الطبية الحديثة، وتقديم دعم للكوادر الصحية السودانية من خلال برامج التدريب والمبادلات الطبية.
كما تم الاتفاق على إرسال فرق طبية صينية متخصصة إلى السودان لدعم تقديم الرعاية الصحية، خاصة في المناطق الريفية والنائية التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية. هذا التعاون الصحي يمثل خطوة مهمة نحو تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للسودانيين، والتصدي للتحديات الصحية الراهنة.

تطوير قطاع السياحة
من المكاسب غير المباشرة التي يمكن أن يجنيها السودان من هذه القمة هو تعزيز التعاون في قطاع السياحة. السودان يمتلك موارد سياحية غنية تشمل آثارًا تاريخية، مواقع طبيعية، وثقافات متنوعة. ومن خلال تحسين البنية التحتية التي سيتم دعمها بفضل الشراكة مع الصين، يمكن أن يسهم هذا في تعزيز قطاع السياحة وجذب المزيد من السياح من الصين والعالم حيث تمتلك الصين خبرة واسعة في تطوير قطاع السياحة، ويمكن للسودان الاستفادة من هذه الخبرة لتحسين الخدمات السياحية وتطوير المناطق السياحية، مثل الأهرامات المروية وسواكن وغيرها. كما أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين يمكن أن يسهم في تسهيل حركة السياح الصينيين إلى السودان، مما يعزز من العائدات الاقتصادية لهذا القطاع.

فقدان الغرب معايير المصداقية
الخبير في العلاقات الدولية دكتور مكي المغربي قال بأن  السودان بلا شك حاليا يتوجه شرقا، وذلك لأن الغرب فقد كل معايير المصداقية وحقوق الانسان في التعامل مع ملف السودان.
واضاف دكتور المغربي بان الغرب لقد كان في فترة سابقة يتعامل مع المليشيا باعتبارها شيطانا رجيما، والآن يريد أن يساويها بالجيش الوطني وأيضا هنالك حالة من النفاق والحديث المتناقض، في يوم تصريحات مغازلة للجيش والبرهان حتى يدخل السودان في أجندة جنيف المعطوبة، وعندما يرغب السودان في اصلاحها ويجعل ذلك شرطا لحضوره يتغير الكلام الى النقيض تماما.

بناء القدرات السودانية
في إطار القمة تم تسليط الضوء أيضا على أهمية بناء القدرات السودانية، حيث أكد الجانب الصيني على استعداده لتقديم المساعدة في تطوير الكوادر المحلية في مختلف المجالات. السودان يسعى إلى استثمار في رأس المال البشري من خلال توفير فرص التدريب والتأهيل للشباب السودانيين. ومن خلال تعزيز التعاون مع الصين، يمكن للسودان الاستفادة من خبرات الصين في مجال التدريب المهني والتقني.
الصين لديها برامج متعددة في مجال التعليم والتدريب المهني، ويمكن للسودان الاستفادة منها لتطوير قطاعاته الاقتصادية المختلفة. وقد تم الاتفاق على برامج تبادل وتدريب في مجالات حيوية مثل الزراعة، الطاقة، والبنية التحتية، مما يساهم في تأهيل القوى العاملة السودانية للمساهمة بشكل أكثر فاعلية في عملية التنمية.

التوجه شرقا
  قال الخبير الاقتصادي حاتم حسن أحمد أن من أبرز النجاحات في المنتدي الصيني الأفريقي  حصول السودان على منح وقروض من بعض الدول الشقيقة والصديقة وبشكل خاص من الدول الافريقية والتي يجب أن يلتفت لها السودان سيما غير المحاددة للسودان ، واضاف حسن بان يبقي ذلك مرهونا بانتهاء الحرب وانطفاء أوارها فالتنمية مرتبطة بالاستقرار والأمن و الأمان حتي يتمكن المستثمر المحلي وكذلك الأجنبي العمل والإنجاز واضاف بان الصين دولة صديقة وفية في زمان عز فيه الأصدقاء ونضب فيه معين الوفاء فعلي الدولة الانتهاء من الحرب والإتجاه شرقا وأفرقة الاقتصاد السوداني حتي نمضي ببلادنا نحو أفق جديد

بارقة امل
القمة الصينية الأفريقية  شكلت نقطة تحول هامة للسودان، حيث نجح في جذب استثمارات كبيرة في البنية التحتية والطاقة والزراعة، بجانب تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية مع الصين. هذه المكاسب تأتي في وقت يحتاج فيه السودان إلى دعم دولي لإعادة بناء اقتصاده وتحقيق استقرار دائم بعد سنوات من الحروبات التي دمرت البنية التحتية له، فيبقى الأمل معقود في سرعة إنجاز هذا المكاسب وتنفيذها على أرض الواقع.

إرسال التعليق

error: Content is protected !!