السودان بين مطرقة الضغط الدولي وسندان الصمود الداخلي…!!
تقرير: آمال حسن
تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، لحظة حرجة تختزل أبعاد الأزمة السودانية بأكملها: حرب ضروس، حصار خانق، ومأساة إنسانية تتفاقم مع كل يوم.واشنطن: إصبع الاتهام نحو الدعم السريع…!!من واشنطن، جاء الصوت عالياً هذه المرة. مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للشؤون الأفريقية، أطلق تحذيراً شديد اللهجة حول ما يجري في الفاشر. رسالته كانت واضحة: قوات الدعم السريع تتحمل المسؤولية المباشرة عن منع دخول المساعدات، وعليها أن تفتح الممرات فوراً.هذا الموقف ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2736، لكنه يكشف أيضاً عن استراتيجية أميركية لزيادة عزلة الدعم السريع دولياً، سياسياً وعسكرياً.الفاشر… مدينة على حافة المجاعة…!!على الأرض، تبدو الصورة أكثر قتامة. برنامج الأغذية العالمي يحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة: آلاف المدنيين بلا غذاء كافٍ، والإغاثة محتجزة خلف خطوط الصراع.تحولت المساعدات الإنسانية إلى ورقة مساومة، بينما المدنيون يُتركون لمصير مجهول بين الجوع والخوف. إنها واحدة من أخطر صور “تسييس الإغاثة” في العالم اليوم.الجيش السوداني: صمود ومعركة رمزية…!!في المقابل، يرفع الجيش السوداني راية التحدي. اللواء الركن محمد أحمد الخضر، قائد الفرقة السادسة مشاة، تعهد بفك الحصار عن الفاشر، مؤكداً أن “المليشيات المتمردة” لن تنتصر.التصريحات تزامنت مع الذكرى المئوية لتأسيس الجيش السوداني، في رسالة رمزية تحمل بعداً معنوياً: الجيش ليس مجرد قوة قتالية، بل مؤسسة ذات جذور تاريخية في حماية الوطن.معادلة معقدة: ضغوط الخارج وحسابات الداخل…!!المجتمع الدولي يوجّه سهام الانتقاد نحو الدعم السريع.الجيش السوداني يستثمر البعد الرمزي لتاريخه لتعزيز شرعيته.المساعدات الإنسانية تتحول من حق إنساني إلى أداة تفاوض.المدنيون يبقون الحلقة الأضعف، عالقين بين صراع داخلي وضغوط خارجية.الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة؛ إنها مرآة تعكس جوهر الأزمة السودانية. صراع دموي يشتبك فيه البعد العسكري مع السياسي والإنساني، وضغوط دولية تصطدم بواقع داخلي معقد.النتيجة: مأساة إنسانية تتفاقم، وحل سياسي يبدو أبعد من أي وقت مضى.
إرسال التعليق