الفريق إبراهيم الماظ يتلقى تعازي الأمة السودانية في وفاة والدته بـ “بيت السودان”
القاهرة : آمال حسن
في مشهد مؤثر يجسد أسمى معاني التلاحم والتكافل بين أبناء الشعب السوداني، تحوّل “بيت السودان” في حي السيدة زينب بالقاهرة، يوم الأربعاء 30 يوليو، إلى قبلة للمحبين والمعزين، حيث توافدت جموع غفيرة من قيادات المجتمع السوداني في مصر، إلى جانب عدد من الإعلاميين البارزين، لتقديم واجب العزاء للفريق إبراهيم الماظ دينق، مستشار حركة العدل والمساواة للشؤون المجتمعية والأهلية، في وفاة والدته الكريمة.وقد تجلت في هذه المناسبة روح السودان الأصيلة التي جمعت أطياف الشعب كافة تحت خيمة واحدة من المحبة والتآزر. وخلال اللقاء، ألقى الإعلامي القدير ضياء الدين الطيب كلمات مؤثرة لامست القلوب، تخللتها محاضرة عن حكمة الموت وجمال الحياة، وعن قيمة الصبر والرضا بقضاء الله. واستشهد الطيب بالآية الكريمة:”تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ”مؤكداً أن الموت آية من آيات الله الكبرى، ومذكّراً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:”عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.” (رواه مسلم).من جانبه، تحدث الأستاذ نجيب الماظ، شقيق الفقيد، بكلمات ملؤها الفخر عن شخصية أخيه، واصفاً إياه بـ “الصوفي والختمي من الطراز الأول”، ومشيراً إلى صبره وصلابته التي استمدها من تتلمذه على يد عمه العالم الجليل، في شهادة عكست عمق التجربة الروحية والإنسانية للفريق الماظ.وفي لفتة مؤثرة، وقف القائد إبراهيم الماظ دينق ليعبر عن عميق امتنانه لكل من حضر لمواساته، قائلاً:”رغم ألم الفقد، فإن أجمل ما في الأمر هذه اللمة السودانية وهذا الحب والتآزر.”ثم تحدث عن والدته الراحلة، كاشفاً عن قصة حياة فريدة عاشها في كنف ثلاث أمهات، لكل واحدة منهن حكاية كفاح نسجت في وجدانه معاني الصبر والعطاء، رغم صعوبات الطفولة وما رافقها من تحديات.ولم تفته الفرصة ليحلّق بالمعزين نحو فضاء السودان الشاسع، متحدثاً عن تنوعه الفريد وأهمية السلام الذي يجمع أبناءه، مستعرضاً مسيرته الطويلة في ميادين الدفاع عن الوطن، ومستذكراً بطولات الأجداد والآباء من عبد الفضيل الماظ إلى كل من رفع علم السودان عالياً. وقال بفخر:”أنا ابن هذا السودان شماله وجنوبه.”كلمات رسمت لوحة وطنية جامعة تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة.ورغم الحزن الذي يعتصر قلبه، حافظ الفريق الماظ على ابتسامته المعهودة وهو يستقبل المعزين بحرارة وود، داعب الصغير وربّت على كتف الكبير، مقدّراً كل من حضر لمواساته. وبنبرة يملؤها الأسى، عبّر عن حزنه العميق لعدم تمكنه من زيارة والدته مرات عديدة بسبب ظروف الحرب، موضحاً أنه جاء إلى القاهرة للعلاج، لكنه عازم على العودة إلى السودان “لمواصلة النضال وتحرير البلاد من دنس الأوباش والجنجويد”.واختتم كلمته بعبارة خالدة تلخص مسيرة حياته:”قضيت حياتي كلها في ميادين الكفاح، ولا أريد أن أموت كالبعير على السرير.”مستشهداً بالمقولة المأثورة عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، الذي تمنّى الشهادة في أرض المعركة، ثم أدركه الموت على فراشه. وختم الفريق الماظ كلمته مذكّراً بقول الله تعالى:”أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ”ومؤكداً إيمانه الراسخ بقضاء الله وقدره.
إرسال التعليق