دور القطاع الخاص في إعادة الإعمار: مبادرات الشركات الوطنية لدعم الاستقرار بعد الحرب….!!

تقرير: آمال حسن

بينما تتعافى البلاد من آثار الحرب، تتجه الأنظار إلى شركاء الدولة في عملية إعادة البناء، وفي مقدمتهم القطاع الخاص. فالشركات الوطنية، وفي طليعتها مؤسسات الاتصالات، البنوك، والمؤسسات الزراعية، بدأت تبرز كلاعب حيوي في تقديم الدعم الإنساني والخدمي، ليس فقط بوصفه مسؤولية اجتماعية، بل كمساهمة وطنية ضرورية لإعادة بناء السودان واستعادة ثقة المواطنين في مستقبلهم.الاتصالات أولاً: نحو تغطية شاملة وبنية تقنية داعمة..!!”سوداني”: التزام بخدمة المجتمع ودعم الاستقرارضمن هذا السياق، التقى والي ولاية الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، بوفد من الشركة السودانية للاتصالات “سوداني”، لبحث إمكانية توسيع تغطية الشركة لتشمل كافة مناطق الولاية، مع التركيز على المناطق المتضررة. وأكدت الشركة استعدادها للمساهمة في إعادة الخدمات الأساسية ودعم الاستقرار، خصوصاً في مجالي الصحة والتعليم، عبر برامج المسؤولية المجتمعية.”زين”: مبادرات تنموية لربط المجتمعات وتأهيل المدارس والمراكز الصحيةشركة “زين السودان” هي الأخرى شرعت في تنفيذ مبادرات نوعية خلال الأشهر الماضية. حيث أطلقت الشركة مشروع “اتصال من أجل التعليم”، الذي يستهدف ربط المدارس الابتدائية والثانوية بشبكة الإنترنت، وتوفير أجهزة ذكية ومعامل حاسوب في بعض مناطق النازحين. كما قامت بدعم تأهيل عدد من المراكز الصحية في ولايات دارفور والنيل الأبيض، في إطار شراكاتها مع منظمات المجتمع المدني.”إم تي إن”: دعم نفسي وتعليمي للأطفال في مناطق النزوحأما شركة “MTN السودان”، فقد ركزت جهودها على الجانب الإنساني، عبر برنامج “فرص جديدة”، الذي يقدّم دعمًا نفسيًا واجتماعيًا للأطفال المتأثرين بالحرب، إلى جانب تقديم منح تعليمية ورعاية مراكز مؤقتة لتعليم الأطفال في معسكرات النزوح بولايات الجزيرة وسنار.البنوك: تمويل التعافي الاقتصادي وتسهيلات للمواطنين..!!تدخّلت بعض البنوك التجارية السودانية لتقديم مبادرات من شأنها دعم الأسر المتضررة وتشجيع النشاط الاقتصادي المحلي. على سبيل المثال، أعلن بنك الخرطوم عن حزمة تسهيلات مالية لصغار التجار والمزارعين، إضافة إلى إطلاق برنامج تمويل لمشروعات إعادة الإعمار في مناطق أم درمان الكبرى. كما تعهد بنك فيصل الإسلامي بتوفير منح دراسية لطلاب الجامعات المتأثرين بالحرب، ضمن برنامج تضامن التعليم الجامعي.الشركات الزراعية: من الدعم الغذائي إلى الإحياء الزراعي..!!لعبت الشركات الزراعية دورًا مهمًا في توفير الغذاء، وساهم بعضها في استئناف الإنتاج الزراعي في المناطق الآمنة. شركة زادنا العالمية، على سبيل المثال، أطلقت مبادرة “موسم أمل” لزراعة مساحات شاسعة من الذرة والفول السوداني في ولاية الجزيرة لتأمين الأمن الغذائي الوطني. كما قامت شركات أخرى بتقديم دعم فني للمزارعين النازحين في مناطق العودة، بما في ذلك توزيع البذور المحسنة والمبيدات.نحو شراكة وطنية لإعادة البناء…!!ما يميز هذه المبادرات أنها جاءت من صميم رؤية وطنية مسؤولة، تتجاوز الجانب الدعائي إلى الفعل العملي المؤثر، مما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية دور القطاع الخاص في بناء الدولة ما بعد الحرب. ويتفق خبراء التنمية أن توسيع هذه الشراكات بين الدولة والقطاع الخاص قد يكون المفتاح لمرحلة انتقالية أكثر استقرارًا واستدامة.بينما لا تزال تحديات ما بعد الحرب ماثلة، فإن الخطوات التي بدأها القطاع الخاص تعطي بصيص أمل في طريق التعافي. ومع استمرار التنسيق وتوفير بيئة محفزة للاستثمار والخدمة، يمكن لهذه الجهود أن تشكّل نواة حقيقية لإعادة الإعمار وبناء وطن يتسع للجميع.

إرسال التعليق

You May Have Missed

error: Content is protected !!