جنيف.. هل تحمل مفتاح الحل أم مجرد جولة أخرى من المفاوضات؟

خبير امني: مفاوضات جنيف ستكون حجر عثرة لعلاقات السودان بروسيا وايران

قيادي بالاتحادي الديمقراطي: منبر جنيف آخر فرصة للولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الحرب

*فرص النجاح:*
تعتمد فرص نجاح مباحثات جنيف على عدة عوامل رئيسية تبدأ بإرادة الأطراف المعنية في الوصول إلى حل وسط وإن توفر هذه الإرادة يعد شرطاً أساسياً، إذ أن غيابها سيجعل من الصعب تحقيق أي تقدم كما أن الموقف الدولي له تأثير كبير على نجاح هذه المباحثات، حيث يمكن أن تلعب القوى الكبرى دور الوسيط الضاغط لدفع الأطراف نحو التفاهمات المطلوبة.
من جهة أخرى ترتبط فرص النجاح بمدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات مؤلمة ولكن ضرورية. التاريخ يعلمنا أن التفاوض بدون استعداد للتنازل يعني ببساطة إطالة أمد الصراع.

*التحديات القائمة:*
ورغم الآمال المعلقة على هذه المباحثات لا يمكن تجاهل التحديات الكبيرة التي تواجهها فالخلافات العميقة بين الأطراف، والتي غالباً ما تكون ذات طابع تاريخي تعقد من مهمة التوصل إلى حلول وسط. بالإضافة إلى ذلك، هناك تدخلات خارجية تعرقل التوصل إلى اتفاقيات حقيقية، حيث تسعى بعض القوى لتحقيق مصالحها على حساب الحلول السلمية.

*رفض وجود الامارات في المشھد*
قال الخبير الاستراتيجي والامني اللواء م.دكتور حسن التيجاني كان لزاما للسودان ان يسجل حضورا في مفاوضات جنيف وذلك بناءا علي الموافقة علي تنفيذ اجندة جدة ولعلمي ھي النقاط التي يسعى لتحقيقها الشعب السوداني ، غير ذلك لا معنى لذھاب السودان لطاولة جنيف لانه سيكون قدم نفسه فريسة لاجندة خبيثة  اعد لھا كخطة بعد فشل المليشيا بمعاونة دول الشر في الحرب الدائرة في الخرطوم واضاف سيادته بان هذه التنازلات التي تقدمها امريكا للسودان تريد ان تمهد بها طريقها لانتخابات نوفمبر المقبل بامريكا بموافقة السودان للمجئ للتفاوض ، لكن علي كل الاصعدة لن تات المفاوضات لصالح السودان لانها ستعيد الدعم السريع بصورة اخرى اقوى شراسة وضراوة بتخطيط جديد وبالتالي لن يكن السودان قد قفل صفحة تسمي الدعم السريع.. ھذه المفاوضات ستعيده للمسرح بصورة اخرى.
وذكر الخبير الامني دكتور حسن التيجاني ان  المفاوصات ستكون حجر عثرة لعلاقات السودان بروسيا وايران  بعد ان اخذت منحى قوي وسليم جعل الامريكان يعيدون حساباتهم في سياساتهم تجاه السودان وقضاياه الداخلية مردفا بان الفرصة مواتية للسودان ليحقق اھدافا ايجابية اذا تم التفاوض وفق الميل علي محوري روسيا وايران والجلوس علي جانب القوة وتنفيذ اجندة السودان ويمكن الانسحاب حالة انحراف التفاوض عن مجراه المرسوم له ان يكون بنهاية الدعم السريع ومحاسبتهم وعزلهم عسكريا وتجريدهم من السلاح واعادة ما يرغب فيهم الاندماج للجيش وفق استراتيجية عسكرية تضمن اعادة صياغتهم من جديد  للعمل في الجيش بعد التأكد من سودانيتهم غير ذلك ستكون الجولة خسارة كبرى علي الجيش والحكومة والشعب السوداني.. يجب الانتباه بحذر واختيار العناصر القوية في التفاوض.. واشتراط عدم وجود الامارات في المشهد وهذه اهم نقطة  يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند الجلسات.

*إستخدم سلاح العقوبات*
قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاستاذ خالد الفحل ان الحكومة حريصة على تحقيق ما تم الإتفاق عليه فى مايو من العام السابق، وظلت دوماً تؤكد التزامها بالحرص على تحقيق السلام من خلال الاستجابة لكل المبادرات الإقليمية والدولية، وقد استجابت الحكومة فى الشهر السابق لدعوة الأمم المتحدة تحت إشراف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمضان العمامرة ولكن تفاجأ الوفد الحكومي بتغيير أجندة المباحثات.
واضاف الفحل بان كل هذه التجارب تضع منبر جنيف تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية أمام تحديات ومحاذير يجب وضعها فى الإعتبار قبل الولوج إليها.
لذلك يأتي طلب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لعقد مشاورات مشتركة مع الحكومة الأمريكية لوضع الإطار العام ومناقشة كل القضايا قبل موافقة الحكومة.
واردف الفحل بان منبر جنيف آخر فرصة للولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الحرب بشراكة المملكة العربية السعودية دون أى اضافات أخرى حيث أن منبر جدة تأسس على شراكة ثنائية بين واشنطن والسعودية بقدر فرض نجاح تنفيذ الاتفاق المكتمل والذي يفتقد إلى الاتفاف على آليات التنفيذ بقدر ما أن فشل جولة المباحثات قد تلوح فى الأفق إذا لم تستخدم واشنطن ادوات الضغط اللازم على المليشيات بالالتزام بالتنفيذ وليس باستخدم سلاح العقوبات وإنما إتخاذ إجراءات اكثر صراحة ضد الدول التى تمد المليشيات بالسلاح والمرتزقة وتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية متطرفة.

*سيناريوهات متوقعة*
قال الأكاديمي والمحلل الاستراتيجي د.الضو زكريا أن في ظل هذه المعطيات يمكننا توقع عدة سيناريوهات لمستقبل مباحثات جنيف ويمكن ان يكون نجاح محدود ومن الممكن أن تفضي المفاوضات إلى اتفاقات جزئية تعالج بعض القضايا العالقة، وتمهد الطريق لجولات جديدة من التفاوض. هذا السيناريو يعتبر نجاحا نسبيا قد يعزز من فرص تحقيق تسوية نهائية في المستقبل واضاف زكريا بأن السيناريو الثاني يمكن أن يحدث اختراق كبير وذلك إذا تمكنت الأطراف من تقديم تنازلات جوهرية، فقد نرى اتفاقا شاملا ينهي النزاع ويعيد الاستقرار إلى المنطقة هذا السيناريو يتطلب دعما دوليا قويا وضمانات حقيقية لتنفيذ الاتفاق.
واختتم المحلل السياسي قائلا يمكن أن  تفشل المفاوضات إذا استمرت الخلافات والتباينات في الرؤى بين الأطراف قد تنتهي المباحثات دون تحقيق أي تقدم يذكر، مما سيؤدي إلى تصعيد الصراع وتعميق الأزمة.

*نظرة تفاؤل*
تظل مباحثات جنيف فرصة جديدة للسلام لكنها ليست ضماناً له نجاحها مرهون بإرادة الأطراف المعنية، وبدعم المجتمع الدولي وقدرتها على تجاوز العقبات المتجذرة وبينما ننتظر نتائج هذه الجولة، يبقى السؤال قائماً: هل ستكون جنيف هذه المرة نقطة تحول حقيقية، أم مجرد محطة أخرى في طريق طويل؟

إرسال التعليق

error: Content is protected !!