نفيسة حجر عضو هيئة محامي دارفور: ما حدث في 15 أبريل لم يكن تمرداً

القاهرة نجحت في جمع القوى المدنية وتفاجأت بغياب (تقدم) عن مؤتمر أديس أبابا

اكبر خطا ارتكبته القوى السياسية بان اصبحت حاضنة لاحد طرفي الصراع

ماهو تقيميك للجهود الإقليمية والدولية لحل الازمة السودانية؟
نلاحظ هنا تغيير كبير في توجه المجتمع الدولي تجاه القضية السودانية والقراءات اصبحت مختلفة تماما بعد عام من الحرب خصوصا فيما يتعلق بتصوره في ان هذه الحرب لن تستمر طويلا لكن اختلفت كل تلك الحسابات لا سيما وان موقع السودان الاستراتيجي وتاثيره على المحيط الإقليمي فضلا عن التحرك الحوثي في البحر الأحمر، كل تلك الاسباب هي ما دعا المجتمع الدولي بضرورة التحرك تجاه الازمة السودانية حتى دول الجوار على سبيل المثال الجارة مصر استشعرت مدى تأثير هذه الحرب على امنها القومي وان استمرار هذه الحرب قد يساعد على تنامي مجموعات ارهابية تهدد امن المنطقة.

هل هي نفس الرؤية المرتبطة بمسألة تداعيات الحرب وتاثيرها على المواطنيين وتهجيرهم من منازلهم بعد تمدد الدعم السريع في عدد من المدن والمناطق المختلفة؟!
الحرب كانت لفترة طويلة محصورة في ولاية الخرطوم قبل ان تتمدد بصورة متسارعة في عدد من الولايات وهذا ما كشف حقيقة المجموعات المتصارعة التي لم يكن صراعها في الاصل من اجل بناء الدولة وانما كان صراع من اجل الثروة والسلطة.

ألم يكن هناك تمردا؟
لا اعتقد ان هناك تمرد وذلك لان قوات الدعم السريع انشات بموجب قانون تمت إجازته من قبل البرلمان وتم تعديله في الفترة الانتقالية لتصبح قوات الدعم السريع جيش موازي للجيش السوداني فبالتالي الطرفين كانوا موجودين على السلطة الاول رئيس والثاني نائب للرئيس، كذلك لا ننسى ان الجيش السوداني اهمل قوات المشاة فاصبحت قوات الدعم السريع هي المشاة في الجيش السوداني كمؤسسة يعاني من مشكلة حقيقية هي استغلال بعض الاحزاب له عندما تعجز عن الوصول للسلطة كانت تستغل منسوبيها داخل المؤسسة العسكرية لصناعة الانقلابات، فبالتالي الفترة التي تخللت انقلاب الإنقاذ كانت اكثر فترة حدث فيها خلل في المؤسسة العسكرية حيث اصبح الانضمام للكلية الحربية مبني على اسس الولاء فضلا عن انشغال المؤسسة العسكرية في مجال الاستثمار وابتعادها عن مهامها الاساسية.

الدعم السريع كمؤسسة انشأت بموجب قانون ألم تتمرد بقوة السلاح حتى على القانون الذي انشأت بموجبه؟
نعم تمردوا على شريك اساسي لهم وهذا التمرد مبني على تنافس حول الثروة والسلطة..

(مقاطعاً) وتمردوا على المواطن؟
نعم الآن هم يقولون انهم يريدون استعادة الديمقراطية والديمقراطية لا يمكن استعادتها عبر البندقية وانما من خلال صناديق الاقتراع هناك خلل صاحب هذه الحرب هو المتمثل في ضعف القوى السياسية الوطنية خلال فترة الثلاثين سنة من حكم الإنقاذ حتى الاجيال التي نشأت في ظل الثلاثين سنة لم يكن لها ارتباط واضح بتلك الاحزاب التي لم يكن لها برامج واضحة تقنع بها جماهيرها ولم تكن في الاساس هناك انتخابات حقيقية.

الا ترين إن هذه الاحزاب اصبحت الحاضنة السياسية للتمرد؟
هذا اكبر خطا ارتكبته القوى السياسية السودانية بان اصبحت حاضنة لاحد طرفي الصراع وهذا رايي على الدوام اننا ضد خيار الحرب التي اوصلت الشعب بان يكون نازحا ومتشردا بعيد عن عدد القتلى الذي تجاوز المائة وخمسين الف قتيل هذا الرقم كبير وهذا بعيد عن الرقم المجهول لعدد القتلى في صفوف الجيش وقوات الدعم السريع حتى الآن لا يوجد حصر، لهذا كان من الافضل للقوى السياسية ان تقف في صف وقف الحرب بدون ان تقحم نفسها ضمن اطراف الصراع وهذا كان يمكنها من ان تخلق برامج جديدة تقدمها للمجتمع .

برأيك هل هناك توافق سياسي حول المؤتمرات التي اقيمت في القاهرة واديس ابابا مع النظر في الاعتبار مقاطعة الكتلة الديمقراطية؟
الكتلة الديمقراطية لم تقاطع في اعتقادي إن مؤتمر القاهرة كان من انجح المؤتمرات التي سعت لإيقاف الحرب لان مصر لديها مصلحة كبرى في ايقاف الحرب وهي مهدت وهيأت الفرقاء السياسيين من اجل كل ذلك ،صحيح إن الجيش والدعم السريع لم يكن لهم حضور في المؤتمر لكن الحركات المسلحة كانت حضورا وكان هناك حضور لبعض القوى الديمقراطية (تقدم) وهذا تاكيد لنجاح المؤتمر الذي نجح في ان يجمع الفرقاء سياسيا واقتناعهما بضرورة وقف الحرب وهذا يعني ان طرفي الصراع فقدوا القوى الداعمة لهم والتي تعطيهم شرعية استمرار الحرب كسر الجمود بين القوى السياسية واتفاقهما حول وقف الحرب يعتبر نجاح المؤتمر الحرب كانت نتاج لغياب برنامج حقيقي للفترة الانتقالية.

تقييمك لرفض تنسيقية تقدم حضور مؤتمر اديس ابابا؟
تفاجأت بذلك رغم ان (تقدم) كانت اديس ابابا هي كانت بداية نقطة الانطلاق لنشاطها نحو وقف الحرب لذلك فاعتقد حتى مبرر إن هؤلاء فلول او غيره مبرر غير عقلاني لان القضية اكبر من كل ذلك القضية الاساسية هي قضية وطن يضيع ولا بد من تقديم كل التنازلات حتى نوقف الحرب ونمنع تمزق السودان لذلك هذه المقاطعة غير منطقية خاصة وان (تقدم) جلس مع نفس هذه الاطراف في مؤتمر القاهرة.

في تقديرك ماهي نقاط الخلاف بين تقدم والكتلة الديمقراطية؟
نقاط الخلاف للاسف مبنية على غبن شخصي نحن الآن امام امر واقع الحرب وكان لابد تجاوز كل هذه النقاط الخلافية من اجل الوطن حتى إذا افترضنا لن سبب الخلاف حول الاطاري في اعتقادي إن الاطاري لم تعد لديه اي قيمة بعد هذه الحرب ، افرازات الحرب تحتاج لنظر من زاوية اخرى وهذه مشكلة تقدم والكتلة الديمقراطية انهما لا يريدان التعاطي بحجم الازمة التي تواجهها البلاد كان لا بد من تناسي الغبن الشخصي والتفكير في كيفية بناء وطن جديد.

الان هناك تطور جديد لجمع الاطراف في مبادرة جنيف من اجل التوصل لحل؟
امريكا لم تكن لاعب اساسي كانت مجرد داعم في جدة ولكنها الآن ربما ارادت الدخول بشكل مباشر، لان امريكا من الواضح انها استشعرت الآن خطر هذه الحرب بعد تنافس الاحلاف والمحاور الدولية حول السودان خاصة المحور الروسي واتوقع إن قبول الجيش ناتج عن ضغوطات دولية..

(مقاطعاً): الجيش ربط مشاركته بتنفيذ مخرجات اتفاق جدة؟
اعتقد إن هذا مجرد حديث للاستهلاك السياسي لكن العبرة فيما يتم مناقشته في طاولة الحوار لانها هي التي ستكون نقطة البداية بعيدا عن كل ما تم في السابق، الآن اتضح إن هناك راي عام ضد الجيش في مسألة الذهاب إلى جنيف.

من خلال مايدور الآن في السوشال ميديا هل ترين إن هناك انقسام في الشارع العام حول قضية التفاوض؟
بالعكس الغالبية تريد حلول وتريد من الجيش التفاوض مايدور في السوشال ميديا هو عكس ما يدور من راي في الواقع غالبية الناس تريد ايقاف هذه الحرب التي قضت على الاخضر واليابس والناس تعاني بعيد عن شبح الحصار بسبب الحرب والذي قد يؤدي لمجاعة.

وهل يمكن تناسي مرارات الحرب خاصة بما حدث في الجنينة في غرب دارفور وقرى الجزيرة وغيرها من انتهاكات؟
لا احد يريد ان نتناسى الانتهاكات والمرارات ولنا إن نتأمل ما حدث من تجارب دول مثل رواندا وغيرها لكن هناك آليات لمعالجة تلك المرارات وافرازات الحرب يجب ان يكون هناك محاسبة حتى لا نرسخ مبدأ الإفلات من العقاب ولا بد ان تكون هناك آليات فعالة للملاحقات الجنائية لكل من أخطا وارتكب جرما في حق المجتمع.

ختاما ماهي السيناريوهات المحتملة؟
الاساس الذي يجب ان تبنى عليه المفاوضات منبر جدة، ولابد ان يكون هناك ضغط دولي وضغط شعبي لوقف الحرب إضافة لمصالح المجتمع الدولي في وقف الحرب..

إرسال التعليق

error: Content is protected !!