(رمضانيات) ما يجب أن يفعله أصحاب الأعذار لإدراك فضل رمضان العظيم


بقلم: أحمد كرموش
يعتقد كثير من الناس أن من لا يجب عليه الصوم في شهر رمضان لمرض مزمن أو عارض أو شيخوخة أو عدم قدرة أو سفر أو مرضعة أو لما يعتري النساء في عاداتهن أو نحو ذلك سقط عنه حكم رمضان بالكلية، ولا يجب عليه أن يحفل بالشهر العظيم، وبناء على ذلك ينصرف لحياته العادية كما لو كان قبل رمضان، فيفوته بذلك الأجر العظيم والخير العميم..
والحق أن الذي يفوت على هذا الشخص هو الصوم فقط، وهو لا شك فضل كبير، أما بقية الخير فهو متاح للجميع الصائم وصاحب العذر الشرعي.. 
-قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )..
-وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الرحمة وغُلّقت أبواب جهنّم وسُلسِلت الشياطين ) رواه البخاري ومسلم..
وفي رواية أخرى: (إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان صُفّدت الشياطين ومردة الجن، وغُلّقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفُتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتُقاء من النار، وذلك كلّ ليلة) رواه الترمذي وابن ماجه..
فمن فاته فضل رمضان ولم يغفر له فقد فاته خير كثير كما ورد في كثير من الأحاديث..
-ومن الأشياء التي ينبغي أن يقوم بها غير الصائمين من أصحاب الأعذار:
١.تجريد النية: بمعنى أن ينوي مع المؤمنين الصائمين تعظيم الشهر المبارك قبل دخوله كما كان يفعل السلف الصالح..
٢.وعليه ان يقوم بواجباته الشرعية تجاه عذره حسب حالته، من قضاء او فدية ونحوه..
قال تعالى: ( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)..
وقال: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)..
ومقدار الفدية كما قال جمهور الفقهاء: مد من الطعام من غالب قوت أهل البلد عن كل يوم فاته، وذهب الحنفية إلى أن مقدار الفدية قيمة نصف صاع من البر..
وعليه أيضا عدم الأكل أو الشرب أو التدخين أو مضغ العلكة ونحو ذلك في الأماكن العامة، من الفجر حتى المغرب مراعاة لحرمة الشهر ومشاعر الصائمين..
٣.وعليه أن ينوي قيام الشهر بصلاة التراويح جماعة في المسجد أو في منزله مع اولاده أو لوحده..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم..
٤.وعليه أن يجتهد في قراءة القرآن ختمة اوختمين أو أكثر لمن شاء..
فشهر رمضان شهر القرآن..
وفي الحديث : كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ)..
٥.وعليه أن يشد المئزر في العشر الأواخر من شهر رمضان لادراك فضل هذه الأيام المباركات..
ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره)..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ) رواه البخاريُّ ومسلم
٦.وعليه الإكثار من الصدقات للفقراء والمساكين واصحاب الحاجات الاخرى وإطعام الصائمين حسب إستطاعته وقدرته فإن في ذلك فضل عظيم..
قالَ النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ) رواه الترمذي..
٧.وعليه أن يؤدي زكاة الفطر عن نفسه وعن من تلزمه نفقته..
وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الأئمة الأربعة وغيرهم، وهو أن زكاة الفطر تجب على المسلم والمسلمة القادر ولو لم يصم رمضان..

-أيها الإخوة والإخوات إن فضل شهر رمضان عظيم وخيره عميم،  وليس هذا الفضل مقصور على الصائمين فقط بل يشمل هذا الخير كل المسلمين والمسلمات، فعلينا أن نشد المئزر ونجتهد غاية الاجتهاد في اكتساب الخيرات وجني الثمرات والخروج من الذنوب والخطايا في هذا الشهر كيوم ولدتنا امهاتنا..
والله ولي التوفيق.. وهو المستعان العظيم الكريم المنان..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
والله أعلم..
*مصادر متعددة..*

إرسال التعليق

error: Content is protected !!