كيفية الاستعداد لشهر رمضان المعظم..بقلم: أحمد كرموش.

.

يستعد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هذه الايام لاستقبال شهر رمضان المبارك بشراء المواد التموينية من مأكولات ومشروبات وغيره.. وهذا مطلوب..
ولكن ماذا أعددنا له من برامج دينية وروحية والتي هي المقصود الأعظم من هذا الشهر الكريم..

  • أيها الإخوة والأخوات لقد خص الله عز وجل شهر رمضان بفضائل عديدة وخصائص كثيرة نذكر منها:

١. أن الله جعل صومه ركن من أركان الإسلام، فهو شهر الصيام، روي في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبد الله ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت )..

٢. أن الله أنزل فيه القرآن الكريم، فهو شهر القرآن، قال تعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )..

٣. أن الله جعل فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، فقال جل من قائل: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ القدر )..

٤. أن الله جعل صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب، فهو شهر الغفران، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم..
وفيهما أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )..

٥. أن الله يفتح فيه أبواب الجنان ويُغلق فيه أبواب النيران، ويُصفِّد فيه الشياطين، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين )..

٦.وفيه ان لله في كل ليلة منه عتقاء من النار، فيهو شهر العتق من النيران، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي أُمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لله عند كل فطر عتقاء )..
وروى البزار ايضا من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة منه، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة منه دعوة مستجابة )..

٧. أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله إذا اجتنبت الكبائر، روي في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )..

٨. أن صيامه ثم صيام ستة شوال بعده كصيام الدهر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ) رواه مسلم..

٩. أن من قام فيه مع الإمام – يعني صلاة التراويح – حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) رواه ابو داؤود..

١٠. أن العمرة فيه تعدل حجة كاملة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: ( ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحا ننضح عليه، قال: فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة، وفي رواية لمسلم: حجة معي ) والناضح هو البعير يسقون عليه.
وغير ذلك من الفضائل كثير..

  • وبناء على ما ذكرنا من خير نقترح عليكم فيما يلي برنامجاً محكما لقضاء شهر رمضان حتى ننال بذلك الفوز والرضوان: ١. أداء ركعتي الرغيبة وصلاة الفجر في وقتها في المسجد مع الجماعة الا لعذر، ثم الجلوس لقراءة أذكار الصباح وقراءة جزء أو أكثر من القرآن الكريم..
    وصلاة ركعتين بعد طلوع الشمس..
    ٢. النوم بعد ذلك ولو لنصف ساعة مع احتساب الأجر فيه بنية التقوي على العبادة والعمل..
    ٣. الذهاب إلى العمل أو الدراسة مع احتساب الأجر فيه..
    ٤. الانشغال بذكر الله تعالى طول اليوم واتخاذ السبحة..
    ٥. أداء السنة الراتبة قبل صلاة الظهر أربع ركعات أو ركعتين، ثم أداء صلاة الظهر في المسجد..
    وأداء السنة الراتبة بعد الظهر ركعتان..
    القيلولة بوقت يسير – إن وجدت – مع احتساب الأجر فيها..
    ٦. أداء أربع ركعات او ركعتين قبل صلاة العصر، ثم أداء صلاة العصر في جماعة، ثم تلاوة القرآن الكريم قراءة جزء أو أكثر، وسماع موعظة في المسجد أو من القنوات المتخصصة او الموبايل أو نحوه..
    ٧. الاهتمام بشئون المنزل والعائلة، ومساعدة الأهل في تجهيز الافطار، وتقديم الصدقات والمساعدة في تفطير الصائمين..
    ٨. الانشغال بالدعاء قبل الفطور لانه من السنة، ثم الوضوء والاستعداد لصلاة المغرب..
    ٩. الإفطار على رطب أو تمر وتراً أو شرب ماء مع الدعاء الماثور، ثم أداء صلاة المغرب جماعة مع الحرص على أداء السنة الراتبة لصلاة المغرب ركعتان، ومن ثم الاجتماع مع الأهل أو المجموعة حول مائدة الإفطار، مع شكر الله على نعمة إتمام صيام هذه اليوم..
    ١٠. الاستعداء لصلاة العشاء والتراويح بتجديد الوضوء، ووضع الطيب، ثم أداء ركعتين، وأداء صلاة العشاء في المسجد، ثم أداء صلاة التراويح مع الجماعة..
    ١١. بعد الانتهاء من صلاة التراويح يمكن زيارة الاهل والجيران والاصدقاء وممارسة الرياضة او نحو ذلك من الترفيه والسمر المشروع، ثم عليك بالنوم مبكراً وعدم السهر..
    ١٢. البرنامج المقترح في الثلث الأخير من الليل وهو مهم جدا، الاستيقاظ قبل أذان الفجر بساعة، أداء صلاة التهجد ولو ركعتان مع إطالة الركوع والسجود، وتصلى جماعة في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ما امكن، وتلاوة القرآن الكريم قراءة جزء أو أكثر، ثم السحور من غير إسراف، مع استشعار نية التعبد لله تعالى، وهو سنة، والجلوس للدعاء والاستغفار والسبحة في يدك حتى أذان الفجر..
  • ملحوظة:
    هذا البرنامج قد يبدو صعبا بعض الشيء، ولكن وجب علينا أن نأتي منه ما استطعنا، والقاعدة في ذلك: ( ما لايدرك كله لايترك جله)..
    وعلينا مع ذلك ضبط الحواس والالات: القلب والعينين والاذنين والأنف واللسان واليدين والرجلين، والا كان لنا من الصيام الجوع والعطش كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..
  • نسال الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يوفقنا وإياكم لادائه على الوجه الذي أحبه وأراد..

والله أعلم..

إرسال التعليق

error: Content is protected !!