الزبير مالك يكتب: (يجو عايدين)
لم نقرأ في التاريخ أو نسمع في القصص أو الروايات أن مليشيا قوامها مرتزقة اجانب لم يعرفوا لغة بعضهم البعض وسندها وحاضنتها عملاء خائني وطنهم يحملون جنسيات غربية وغريبة يرضعون من ثدي السفارات دولارات ودريهمات ثمنها اغتصاب حرائرهم وتشريد شعبهم ونهب بلادهم وحتى بيوتهم في قراهم ومدنهم…
لم نسمع أن مليشيا بهذه القذارة من التكوين البكتيري وخيوط العنكبوت أن وقفت أمام جيش عمره فاق المائة عام دربة ودراية وتكتيكا وعلما يحمل سفره قصصا وبطولات تدرس للأجيال في أسفار حملتها ارفف مكتبات العرب والعجم …. من لم يقرأ التاريخ عن القوات المسلحة السودانية والجندي السوداني فليتحسس ماذا يقرأ ؟ الجندي السوداني هو الذي قطع رأس غردون ولازالت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس تدرس وتحلل هذه الحالة ولازالت تقرأ من خلال هذه الحادثة وتسعي لأن تكتشف ماوراء الجندي السوداني وتحلل بالبحث والتنقيب الشخصية السودانية المثيرة للجدل التي لايضاهيها احد في العالم في الشجاعة والكرم والمروءة والآيثار….
والامبراطوريات الأخرى اما مندهشة أو معجبة من ذلك…
فالجندي السوداني يشهد له التاريخ وتاريخ بعض المدن والعواصم ففي أقرب جارة إريتريا القوية التي نشهد لها انها وقفت مع السودان والشعب السوداني في هذه المحنة وقفة لا تخازل فيها ولا خوف ولا تردد… التحية للجارة الشقيقة إريتريا حكومة وشعبا وكذلك التحية لكنانة العرب وأم الدنيا جمهورية مصر العربية التي احتضنت أبناء وبنات الشعب السوداني وعبرت عن موقف أصيل مصر يا اخت بلادي….
بالعودة لارتريا الشقيقة ولمدينة كرن الارترية في هذه المدينة تاريخ صنعه الشرفاء من أبناء القوات المسلحة السودانية الذين استبسلوا في المعركة الشهيرة في الحرب العالمية الثانية معركة (كرن) حيث تم دحر القوات الإيطالية وتم على أيديهم تحرير كرن ولا زالت مقبرتهم شاهده على البسالة والبطولة الحقة الشهداء الجندي الشهيد سليمان أحمد آدم والجندي الشهيد سيد أحمد عف عبد الله جبريل والجندي الشهيد منيا جارا والجندي الشهيد أحمد آدم محمد والجندي الشهيد كباشي صاغا والجندي الشهيد كاتشو كوكو والجندي الشهيد حامد محمد والجندي الشهيد علي حسن الشيخ والجندي الشهيد حسن عبد الله عمر والجندي المسيحي (بروس) شهداء الشرف والتاريخ لازالت تحكي مقبرتهم بذلك الشرف وكتبت أسمائهم على شواهد القبور في مدينة كرن الارترية الساحرة لتؤكد عمق العلاقة الازلية بين الشعبين السوداني والارتري… ولعبور خط بارليف قصة أخرى حيث عبر عدد من الجنود السودانيين القناة إلى جانب القوات المصرية.. ومشاركة السودانيين في حرب أكتوبر لم تبدأ في أيام الحرب ذاتها فقبل الحرب كان هناك وجود للقوات السودانية على خط القناة في حالة استعداد تام وشاركت في حرب الاستنزاف والحفاظ على ضفة القناة. كما حاربت القوات السودانية إلى جانب القوات المصرية كقوة مشتركة بجانب عدد من المتطوعين الذين قاتلوا في الجبهة السورية.
وما بين 1961-1963، شاركت أيضا كوكبة من القوات السودانية ضمن كتيبة مع مجاميع القوة العربية بقرار من الجامعة العربية، بسبب تهديد الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم في ستينيات القرن الماضي بغزو الكويت، حيث نشرت في تلك الفترة 3 كتائب من قوام الجيش السوداني ضمن قوة الردع العربية.
لاتكفي آلاف الصفحات لسرد القليل من ماقدمه الجندي السوداني من مواقف بطولية تعكس قوة الإرادة والحس العربي المشترك والدفاع عن موروثات وتاريخ الأمة العربية لكن لم يجني السودان كدولة والشعب السوداني من ذلك إلا الخذلان والتآمر من كثير من الدول التي لم تحفظ الجميل ولا العهد بل تكالبت مع غيرها للنيل من السودان وشعبه وموارده فحشدت من عرب الشتات ودول غرب أفريقيا وحتى من البلاد البعيدة المرتزقة لتخطف السودان لكن القوات المسلحة السودانية وشعبها كان بالمرصاد لهذه المليشيا الإرهابية استطاع الجيش السوداني أن يبهر العالم إدارته لهذه الحرب ليتغزل في قائده وحنكته وتخطيطه لقيادة هذه المعركة وإبادة المليشيا ولا يزال جنرالات العالم يتساءلون كيف استطاع البرهان أن يواجه هذه القوة بهذا العتاد والاستعداد الجاهزية والحشد اللوجستي والمعلوماتي لكن وبفضل الله ، القوات المسلحة السودانية استطاعت تبرز مهنية عالية وجدارة نادره في التعامل مع المؤامرة رغم حصار القيادات وسيطرة المليشيا كل المواقع الاستراتيجية ومحاصرة حتي المطارات واحتلالها وضع مقر قيادة الجيش والقائد تحت رحمة نيران الجنجويد لكن بفضل الله تصدى الجنود وصغار الضباط بفطرتهم العسكرية وجاهزيتهم العالية وشجاعتهم وتضحياتهم الكبيرة أفشلوا ذلك المخطط (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) .. سالت دماؤهم فداءا للوطن.
حيث تم تامين قائد الجيش وتحريره من قبضة وحصار الجنجويد وبعدها بدأت تتغير ملامح المعركة ولم يرى حينها المرتزقة وعرب الشتات كما يقولون الا النور،، فبدأت القوات المسلحة تلتقط أنفاسها وتدير المعركة حتى ظهرت بوادر الانهيار الكامل للجنحويد وسقوط المخطط وانتصار القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني.
هي إرادة الله وقوة الجيش السوداني ومن ورائهم دعوات وصلوات وقنوت المصلين في كل صلاة بالدعوات الصادقات أن ينصر الله القوات المسلحة ومن ساندها على الطغاة الباغين إلى أن جاء فجر النصر حينها علم الناس جميعا ماذا تعني عبارة… (*الحفر بالإبرة*)
إرسال التعليق