ما الفرق بين البلد والدولة البعض يعتقد بأنهما مترادفتين، لكن هذا خطأ الدولة مصطلح سياسي أكثر مما هو جغرافي فيمكن ان تستخدم كلمة بلد حينما تهمك المنطقة الجغرافية أكثر من الكيان السياسي
فالسودان كدولة لقد واجه خلال هذا العام الذي يمكن ان نسميه “بعام الحرب” ونتمني ان لا تكون “أعوام” حيث دارت فيه رحى حرب فجعت الجميع حيث اهلكت الحرث والنسل، وخلال اشهر الحرب الماضية تكشفت لنا حقائق وقد بان لنا مابين الفرث والدم وما خلف الركام وتحت التراب حيث فاح الريح المنتن ولم تفلح تلك المدائح الذائفة في تمجيد الشخصية السودانية او تلك الاشعار والأمثال في ان تحجب عنا قبيح مانرى او تستر عنا عورات “بلدنا” ومجتمعنا التي بانت و ظهرت وانكشفت بوضوح في زمن هذه الحرب، فيجب علينا ان لا نستحي من مواجهة الحقيقة بل يجب علينا
ان نقف بكل شجاعة ونعترف بأن “الاغلبية” مننا بأنهم متفقون علي”عدم الاتفاق” وعدم قبول الاخر واحترام الرأي والراي الاخر وان معدل الحسد والبغضاء والشحناء والكراهية والعنصرية والعصبية والقبلية ينتشر مثل الوباء في مجتمعنا وان كانت للحرب فضيلة فإنها كشفت لنا هشاشة العلاقات بيننا كشعب وبين مكوناتنا القبلية واظهرت لنا بوضوح مستوى ضعف تماسك نسجينا الاجتماعي وضعفنا في اخلاقنا وقيمنا ومحبتنا واخوتنا المصطنعة الزائفةوكثيرون منا يتمنون ديمومة النزوح والهروب من الوطن وهذا نتاج لعدم الشعور الحقيقي بالامن وبالانتماء الراسخ في النفس حبا لهذا الوطن ولأهله طلما ظللنا نرتدي اقنعة مخادعة ونعيش علي زيف اشعار وقصص واهية، حتما لن يتطور الوطن ابدا ولن تبني جسور راسخة للسلام المجتمعي التفسي وسيكون الامن غريبا في وطنا، ولن يتقدم الوطن ابدا طالما ظل هذا التفكير والشعور يجتاح الكثيرين من بني وطني، ان مايمتلكه الوطن من خيرات متنوعة ومتعددة لايخفي علي احد ولسنا في حاجة لذكره وتعداده وهذه الموارد جعلت السودان مطمعا لكثير من الدول الاخري فان اول سلاح نواجه به عدونا الداخلي ” انفسنا” هو تغيرسلوكنا واخلاقنا وان يظل الصدق والامانه هو دثارنا وشعارنا وكل ما زادت معدلات الصدق والامانة والمسؤولية الوطنية والوحدة والتعاون والتكاتف بصدق وشفافية ومسؤولية وامانة نجحنا في بناء نسيجنا الداخلي القوي المتين والذي سوف يصمد امام اي غزو او اطماع خارجية من الذين يتربصون بنا من حولنا طمعا في ثرواتنا واعظم واغلي واثمن الثروات التي يمتلكها الوطن هو الانسان الذي هو نواة الدولة والوطن والمجتمع اذا صلح الانسان فسوف يصلح المجتمع و الوطن، من خلال حسن إدارة الموارد والاحصاء والتخطيط وبسط الامن والعدل الصلاح والنهضة، وحتما لن تقوم لمجتمع انسانه معوج في الامانة والنزاهة والاخلاق والعفة والصدق والأمانة وهنا يحضرني ملمح جميل ذكره المفكر الجزائري فيلسوف الحضارة مالك بن نبي وكأنه يتحدث عن واقعنا اليوم حيث يقول” إفساد النهضات يكون بإنتاج إنسان النصف” إنسان النصف هو الإنسان الشديد الإلحاح بطلب حقوقه و لكنه لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته أو من ثقافة المتاح المتوفرة بين يديه ! يذهب للمدرسة ليمضي الساعات فقط و همه الأكبر الحصول على تلخيص أستاذه أو المادة المطلوبة للإمتحان دون أن يكون هدفه التعلم ! يذهب للعمل و يقضي ساعاته بأي طريقة المهم بالنهاية أن ينقضي الوقت و يعود لحياته و يحصل على معاشه ! لا يدرس كطالب و لا يعمل كموظف و لا يبدع في معمل و لا يبتكر في متجر و لا ينجز في مشروع ! هو باستمرار إنسان النصف، يطالب بحقوقه و لا يقوم بواجباته فمتي نقوم بواجباتنا حتي ينهض وطننا السودان من كبوته التي طالت وامتدت و مازلنا نسمع صوت الصهيل ولا نجد الفارس الذي يمتطي ظهر الجواد حتي يقيل عثرته وكبوته حتي تنهض بقية الخيول ويثرن النقع في البناء والحضارة والاعمار.
(ضل التاية) بروفيسور ابراهيم محمد آدم: ألهذا جئت يا بريللو؟!
Spread the loveالمندوب غير السامي الأمريكي للسودان الذي سمي بالمبعوث هو امتداد لذات النمط الاستعماري الغربي الذي كان يسمي مناديبا في بعض الدول في ظل وجود سفراء وهذا نهج للاسف وافقت عليه حكومة الإنقاذ السابقة ولا يزال البلد يتجرع اليوم سمه زعافا.وما كان مبتدأ أن توافق الحكومة على استقبال مثل هؤلاء المندوبين الا في اطار المعاملة بالمثل وما أكثر المشاكل التي تعانيها امريكا وتتطلب ذات المكيالولسان حال…
نسال الله ان تتغير المفاهيم وتجدد الافكار والرؤي وان نكون استفدنا من دروس الحرب الكثيرة