ظلّت العلاقات الكويتية السودانية قويّةً متينةً ، علي مر الدهور والأزمان، لولا أنْ شابها فترةً، شيئٌ من فتور!، إبّان غزو العراق للكويت ونتيجة سوء فهم بوقوف الحكومة السودانية آنذاك مع العراق، الأمر الذي سبّب صدمةً قويةً لكويت الشيخ جابر الصباح، الذي كم أحبّ السودان وأهله، وكويت الأديب السفير عبد الله السُّريِّع، رحمه الله، الذي عشق السودان وأرضاً كانت عزيزةً في نفسه وأنفسنا! حتي اقترن اسمه بها وسُمِّي “عبد الله جوبا”!، بل وألّف في ذلك كتاباً ممتعاً رائعاً، عبّر فيه عن مدي حبه وأهل الكويت للسودان، سمّاه “سنوات في جوبا”.
الكويت تلك الدولة العربية الشقيقة التي فتحت صناديقها، وأسهمت في بناء سد مروى، وتعلية خزان الرصيرص، وبناء سد خزان ستيت، ونهر عطبرة، ودورها الإنساني في تسخير الجمعيات الخيرية الكويتية لمساعدة إنسان السودان، هذا بالإضافة لجهود الكويت المميزة الممتازة، في دعم ولايات دارفور وشرق السودان ، والتي كانت آخرها افتتاح القرية الكويتية النموذجية في منطقة “فاشا” في ولاية جنوب دارفور، والتي شاركت في تمويلها الهيئة الخيرية، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة، والأمانة العامة للأوقاف بمليوني دولار.
وقد تم إنشاء تلك القرية من “48” وحدة سكنية متكاملة بمساحة “400” متر مربع للوحدة، بجانب مسجد ومدرسة، ومحطة مياه، مع شبكة توزيع ، ومركز صحي ، ونادي اجتماعي، ومركز تأمين للشرطة.
وقد سبق أن استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لإعمار وتنمية شرق السودان، بمبادرة من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله.
والكويت.. نحكي ليكم عن “حنانا”!! .. دي فرّحت كل الحزانَي.. عندما أنشأت قرية “حنان” بشرق السودان! وزي الشعاع.. تدخل رواكيبنا وأُوَضْنا!.
والوطن العزيز السودان تتآلب وتتكالب عليه بعض الدول ، وتساند التمرد ، إذ يبرز المعدن الأصيل والصديق وقت الضيق !..
الكويت وما أدراكم الكويت!، إنها الدولة التي لم تعاملنا بالمثل ، ولم تؤاخذنا عن ذلك الموقف أيام الغزو ورغم اعتذار أولئك القادة عن سوء الفهم إلّا أنّ ذلك مازال يشكِّل وصمة عار في جبين بعض أهل السودان! رغم نسيان الكويت لذلك الخراب والدمار وسيئ تلك الأفعال!.
ظلت الكويت تقف مع السودان في كل الأحوال وخاصة أيام النكبات والإبتلاءات، وبالأخص في هذه الفترة الحرجة من تاريخ السودان .
الكويت ياسادة فتحت جسراً جوياً لإغاثة السودان، حتي بلغ رقم الطيران الإغاثي الآن إثنتي عشرة طائرة وصلت مطار بورتسودان أمس طائرة محملةً بعدد “36” طن من المساعدات الإغاثية، بجانب سيارات إسعاف لدعم المتضررين من ويلات التمرد والسيول والأمطار .
آخر القيود :
مهما تحدث الشعب السوداني عن الكويت ودورها الإنساني، فلن يوفيها حقها.
التحية في هذا الصباح للأمير المُفدّي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصّبّاح، ولحكومة ومنظمات وجمعيات الكويت الخيرية وللشعب الكويتي الكريم وحفظ الله الكويت وأمير الكويت وشعب الكويت.
لواء شرطة م.
عثمان صديق البدوي
6 سبتمبر 2024
قيد رقم (234)