شكرالله خلف الله يكتب: الفاتح حسنين.. انسان اخضرار الأرض


اليوم نعي الناعي العالم الدكتور الفاتح على حسنين الذي عرفته عن قرب قبل بث تلفزيون ١٩٩٤ في الفضاء جاني الصديق الفاتح عبدالحي والذي طلب مني مشوار لعالم اسمه الفاتح ذهبت وقابلت رجل وسيم الطلة مبتسم بثقة عرفني بنفسه واشاد بطريقتي في العمل التلفزيوني وطلب بوضع خطة لبرنامج يتحدث عن انتشار الإسلام في شرق أوربا بفهم اجتماعي من خلال تجربته الثرة تبادلنا الحديث عن فهمي بأن لا اريد الخوض في مجال منظور احادي سياسي ووضحت له طريقة فلسفتي في الطرح الغير مباشر ولا اود في خوض ساس يسوس وربما هنالك مخرجين أقرب لمنهجه الفكري واحتفاظي بمسافة برغم قناعتي بمنهج التصوف ولكن قاطعني بلطف َورقة انا اقترحتك بهذا المبدأ بانك تنتمي للتصوف العميق بارحت المكان واحسست برجل يشبه صفاء السما ولون المطر بغير تطرف وبدأنا رحلة صداقة وعمل برنامج (الإسلام في كل مكان) وطفنا أوربا الشرقية اكلنا وشربنا وضحكنا وكثير مايجدنا اميل للاستماع لوردي والمديح لاولاد شيخنا دفع الله الصايم
وبدأت رحلة صداقة اسرية بيننا وعندما تزوجت أنجبت ذكر اسميته الفاتح فكنت عندما يهاتفني ارد له اهلاااااااا ياابني فيضحك ففي كل ترحاله وحتى حضوره للسودان لم تنقطع العلاقة وفي كل ما اقدم يهاتفني ومن المرات قد اسري لي باعجابه بقصيدة مليون سلام في مولد الرسول الكريم لصديقي الشاعر عبدالوهاب هلاوي وقد دعاه لمنزله بدعوة غدا وسمع منه القصيدة فطلبت منه أن يستمع القصيدة فراش القاش واسر في الجلسة باعجابه بالفنان حمد الريح والذي ذهب معنا لزواج أخيه في كركوج الشريف.
لم أجد رجل في سماحته وسمو اخلاق واهتمام بقيمة الإسلام وكثير ما ناقشته في قضايا الوطن والتعليم وعصبية بعض اهل السودان في عدم قبول بعض ومن المفارقات عند اختياره لي للعمل معه في إخراج البرنامج ساله البعض في اختيار لاينتمي لتياره الفكري فكان رده فلسفة هذا المخرج الذي ينتمي للسودان المتصوف لايريد غيره ودافع عني وتمسك بي مما جعلني واحد من أسرته فكان يهاتفني كل أسبوع منذ قيام الحرب ويبدي ملاحظات عن الاداء الاعلامي وعن وضعي في منطقة الأمان لي وللاسرة.
الدكتور الفاتح حسنين علامة في حياتي ستظل امام عيني وقلبي مادام ابني الفاتح أمامي كل يوم اليوم حزنت وبكيت بدمع سخي للحبيب الفاتح وسافتقد الاهتمام الابوي، فعندما توفي ابي جا من اقصى بلاد الدنيا ومكث يومين معي واسرتي فكانت كلمته انا ابوك وابنك فضحكنا وبينا معا اليوم افتقدك كما تفتفدك خريطة الوطن وأسرته الكبيرة والصغيرة لك الرحمة والمغفرة والقبول بقدر اهتمامك بالاسلام والتصوف ولكن ماتركه لنا من تجارب وكتب وحياة ثرة عرفته عن قرب وليس لي غير الدعوات والمحبة التي لن تنقطع باذنه تعالى.

شكرالله خلف الله
الاعلامي والكاتب السوداني
الاثنين ١٩ أغسطس

إرسال التعليق

error: Content is protected !!