الدكتور الفاتح علي حسنين.. إلتقاء النهر والمحيط
بقلم: د. سلوي حسن صديق
اقرأ واتأمل سيرة العالم الجليل الفقيد الدكتور الفاتح علي حسنين فتصيبني رهبة و خوف حقيقي ويتردد بداخلي سؤال وربما يتبادر للكثيرين و هو هل مثل هؤلاء بشر عاديون ياكلون كما نأكل وينامون كنا ننام يتألمون ويفرحون مثلنا ؟
ام ان رب الكون زادهم مددا فاصبحوا ورثة الانبياء عطاء وسعة وقدرة ؟
عرفت عن كثب الشيخ وهو صديق اخوالي التقاهم في واحدة من محطاته في الامارات المتحدة فتتبعت سلوكه وسيرته وعطاءه من خلال علاقتهم به و التي ما انقطعت حتي بالسودان فرأيت وسمعت عجبا
يحدثونك عنه و كانهم يحدثونك عن ولي من اولياء الله تحتشد الخلوق حوله حبا وصحبة وقربي بلا اوراق او اذكار بلا ضجيج او حواريين..وبلارغبة حتي في العلن ..
الكل من حوله يستمتع بالصحبة ولا يتذكر احد ان يرفع ذكره بها او ان يشيعها بين الناس او حتي ان يسند بها ظهره فمن حوله يشبهونه في العطاء في الله ولله و ربما ايضا لعظمة العلاقة وصدقها اوربما لان الدوائر مشغولة بالفعل ولا وقت له او للصحبة من حوله في الحديث فالاهم هو الافكار وجعلها حية تمشي بين الناس..وكذا كان ديدن الدكتور في الحياة.
المدهش حقا في سيرة الرجل ان تتعدي انجازات دكتور الفاتح دائرة نشر الاسلام الحركي في اوربا الي دائرة الفعل.
الروابط والجمعيات ومن بعد البرلمانات وحتي الرئاسة التي تتبعناها في سيرته
كل هذه المسميات ليست في دول عربية يعرف الفاتح ان طرق العمل فيها ممهدة بحكم المشتركات وانما في دول اوربية مصادمة تتقوقع خلف عقائدها وافكارها كما تحتضن الطيور بيضها..
المفا رقةان يكون إبن نهر النيل الازرق قرية كركوج فقيدنا الدكتور الفاتح علي حسنين هو محور كل هذا التغيير في اوربا ومحط كل هذه الصناعة للمواقف.
دكتور الفاتح بدات فتوحاته مع الاخرين بصدق انتمائه لحركة البعث الاسلامي وليس البعث العربي..
الحركة الاسلامية هي التي جردته من كل الاهواء والانتماء لغير الاسلام ولهذا بدأ عطاؤه فكريا خاطب العقول واستلهم حاجة الناس لما يبعث
فكانت الترجمة لكتاب حسن البنا وكتابي سيد قطب (هذا الدين ) و( المستقبل لهذا الدين) وكانت كتاباته ومنشوراته العميقة في كل المطبوعات التي انشأها وخدم بها المسلمين في تلك البقاع
رحم الله الرجل الزاهد المتواضع وريث الانبياء والصالحين.
السودان يظل معطاءا للاخرين بتنوع اهله وسماحتهم ووسطيتهم من لدن شيخ الاسلام ساتي ،
كونتهم الهجرات فكان هذا المزيج العابر للقارات ومابين المغرب العربي والسودان تنبت وشائج عميقة اساسها نشر الاسلام والاعمال الجليلة والصفات السمحة .
وكله لعظم المرجعيات وحسن التوجه لله ،
اعظم به من دين جمع فاوعي واحسن به من شعر ردده الشيخ القرضاوي رحمه الله من قبل
( يا اخي في الشرق او في المغرب.
لا تسل عن حسبي او نسبي .
.انه الاسلام امي وابي )
إرسال التعليق