ياسر عائس (وهج الحروف): الأمة.. إنتحار حزب !!


تفرج حزب الأمة القومي على رئيسه المكلف وهو يتماهى مع المليشيا المتمردة وينخرط في إجتماعاتها ويشارك عملياً في صناعة الإنتهاكات والقتل وأعمال النهب َالسلب والاغتصاب والتي تتناقض تماماً مع أعراف السودانيين وقد جاءت بها القبائل الغابرة للحدود في شكل جريمة منظمة رفعت لها رايات الديمقراطية والعدل كذباً وزوراً ، فقد كان الهدف هو الإستيلاء على السلطة بقوة السلاح وفرض الزمر الواقع.
بعد فوات الأوان ووقوع المحظور إستدرك حزب الأمة انه يسير في طريق مجهول عاقبته ستكون نهاية الحزب العريق وزواله من خارطة الفعل السياسي.
استشعر الحزب الخطر الدراهم والمستقبل القاتم بعد توقيع رئيسه المكلف مع شركاء الدم والقتل ، وقد تلطخت أياديه بدماء وأرواح الشهداء ويتحمل وزرها جنباً الي جنب مع المليشيا التي ارتكبت الفظائع بحق المواطنين العزل.
قررت مؤسسة الرسالة إعفاء فضل الله برمة من التكليف، في خطوة متأخرة لتصحيح وضع الحزب المضطرب الذي كانت قراراته قاتلة بسبب إختياره الضفة الخطأ من التاريخ وإنتظار عامين كاملين عاث خلالها برمة ظلماً ، وخاض مع الخائضين من المليشيا في الدماء المسفوحة.
لم يحترم برمة شرف الجندية وزمالة السلاح وعلاقة الخنادق والبنادق والبيارق… خان كل ذلك وتنكر للقوات المساحة التي أوصلته لرتبة رفيعة ورفعته لمقام ضابط عظيم.
استشعر حزب الأمة الخطر علي مستقبله السياسي ولكن بعد أن وقع الفأس على الرأس… و ظن وهماً ان المليشيا قادرة على هزيمة القوات المسلحة ولهذا سمح لرئيسه المكلف بالمشاركة الفاعلة في كل الأنشطة الهدامة التي استهدفت المواطنين ، وتفرج على الإنتهاكات الجسيمة التي إرتكبتها المليشيا بحق الجزيرة كمثال وكل الحواضن التأريخية لحزب الأمة ومركز قواعده وثقلها الإنتخابي على مستوى السودان.
فطن الحزب العتيق مؤخراً لتحرك الرمال من تحت أقدامه ، واتخذ القرار المتأخر مكرهاً لا بطلاً خوفاً على الغد وصناديق الإنتخابات والدوائر الجغرافية وليس إنتصاراً لمواطن مظلوم ودمٍ مسكوب.
وقبل أن يجف قرار إقالة برمة سارع الأخير لحل مؤسسة الرئاسة وكل المكاتب القائمة التي عاقبته… إنتصارات لنفسه لا للحزب كدليل جديد على نهاية حزب عريق قاده أبناوه لحتفه في غياب الحكيم الإمام الراحل الذي ترك إرثاً ذاخراً وطأته الأقدام بسبب السباق على المال وشراكة الدم.
قراءة الواقع المرير المؤسف مقروناً بإنشقاق الحزب الكبير إلى مجموعة من الأحزاب تحمل ذات الاسم والقرارات المتصادمة يحق لنا أن ننعي حزب الأمة بعد أن قادته الاطماع للإنتحار.
بوفاة حكيم السودان الإمام الصادق المهدي فقد الحزب البوصلة ومضى في صحراء التيه يشكو سوء المنقلب والمآل ، تتقاذفه الأمواج ويتحدث بأكثر من لسان ، مرتبك المواقف مضطرب القرارات.
النتبجة النهائية لتباين وتناقض القرارات الأخيرة ستكون خسارة كبيرة للحزب على مستوى الجماهير… سيفقد شعبية كبيرة وقواعد مؤثرة بعد أن لفظته الأنفس من قلوبها بسبب التردد وموالاة المليشيا والولوغ في دم الشهداء الأبرياء من المواطنين.

إرسال التعليق

error: Content is protected !!