محمد بخيت العوض : المؤتمر الوطني؛ خطوات تنظيم؛؛ و ترتيب داخلي

ا

الحرب على وشك ان تضع اوزارها و ذلك بكسر عظم و سحق تمرد الدعم السريع؛؛ و نصر مستحق للقوات المسلحة؛؛ و حتما سيشهد السودان متغيرات كبيرة علي كل المستويات؛؛ اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا؛؛ و ستكون هذه المتغيرات مبنية على المواقف و ليس على العواطف؛؛ فنجد ان أصغر وحدة في بناء المجتمع ستطالهاهذه المتغيرات؛؛ و سيحدث تقارب بين البعض و تباعد بين الآخرين؛؛ اما على مستوى المجتمعات فقد كانت الصدمة في الخذلان و عدم القبول بالاخر و الانكفاء على الذات؛ بالرغم من وجود اشراقات كبيرة لقطاع المغتربين؛؛ الذين سدو الثغرات و تصدوا لقضايا أهلهم و عشائرهم؛ و في الجوانب الاقتصادية ابانت هذه الحرب الخلل في البناء الاقتصادي و التوزيع الغير عادل لحركة التجارة و الصناعة و الاستثمار؛؛ و مثال على ذلك نجد أن الحرب أخرجت 90٪ من الإنتاج الصناعي من دائرة العمل؛ بسبب الدمار الشامل الذي لحق المصانع؛ و جلها يقع في مناطق و مدن وولايات كانت مسرحا للحرب؛ وفي الجانب السياسي؛ فقد فضحت الحرب أحزابا كانت تتمشدق بالوطنية و حب الوطن؛؛ الا انها انحازت و اصطفت بجانب التمرد و الدعم السريع ودنست ثوب الوطن بعمالتها و ارتمائها في حضن العدو؛؛ هذا الأحزاب سيقول الشعب فيها قوله بعد الحرب؛؛ و يكون مصيرها التلاشي؛ فيما ثبتت أحزاب أخرى و قدمت أبنائها و قيادتها و عضويتها لحمل السلاح سندا لقضية الوطن و عضدا للجيش؛؛ و كان حزب المؤتمر الوطني متقدما هذا الشرف الوطني؛؛ تقدم الحزب تيار الشرف الوطني و لا ينتظر في ذلك حافز او استحقاق سياسي؛
لذا لا بد أن يستعد الجميع و يهيئ نفسه لهذه المتغيرات و ارتداداتها؛؛ ولان هذه المتغيرات ستطال كما اسلفت؛؛ كل القطاعات الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية َ؛؛ فلا شك أن حزب المؤتمر الوطني لن يكون بمعزل عن هذا؛؛ فالواقع السياسي ما بعد الحرب يتطلب من الحزب حراك في إعادة البناء الهيكلي و التنظيمي بما يتوافق مع معطيات المرحلة؛ بأن يتقدم الصف شريحة الشباب و أصحاب السبق في العطاء من المجاهدين و المرابطين؛ و ان يراجع الحزب امر علاقاته و تحالفاته؛ بأن تتم مع من توافق معه في الوقوف مع قضايا الوطن؛ و ان يقدم الحزب الأولويات في برامجه؛ مثل التواصل مع العضوية و إيجاد موطأ قدم في برامج الأعمار و تجاوز مرارات الحرب؛ و لان القيادة تمثل النبض الحي للحزب؛ لذا لا بد من وجود قيادة فاعلة مبادرة و متقدمة في الفهم للمرحلة؛؛ قيادة غير متماهية بشأن قضية الحرب والسلام؛؛ قيادة كانت حضورا في معركة الكرامة بنفسها و أبنائها و مالها؛؛ قيادة عاشت مع شعبها ويلات الحرب؛؛ تقاسمت معه اللقمة؛ عانت معه شظف العيش و احساس الخوف؛ و كانت معه في محطات الرباط؛؛ نعم تحتاج المرحلة المقبلة لقيادة ترضخ لادب المحاسبة و الجرح و التعديل؛ و القراءات و التنبؤات تؤكد صعود القيادات الشبابية للحزب الموجودة بالميدان لاستلام الراية و تجاوز القيادات التاريخية التي سدت أفق التداول الطبيعي للقيادة بين الاجيال المختلفة؛؛ مما أدى لتعطيل مسيرة الحزب و الحركة؛؛ و أضعفت العطاء السياسي و الفكري و كسرت مجاديف التطور و العبور للغايات العليا؛؛ و اظن ان المسوقات الأخلاقية ستقطع الطريق لكل من هاجر من القيادات و باسرته مع الطلقة الأولى للحرب او ما قبلها؛؛َ أمثال هؤلاء سيقف الوعي الجماهيري للحزب ضد وجودهم مرة أخرى في سدة القيادة و القرار؛ و لتتفهم القيادات التاريخية بالحزب؛؛ التي بقيت بمواقعها من عشر سنوات و أكثر بان العطاء الجسدي و الفكري للانسان يقل؛؛ و يصبح الاداء روتيني بلا إبداع؛ و يصبح القيادي حجر عثرة في طريق التطور؛؛ و لا بد من فسح المجال للشباب أصحاب القدرة والطاقة؛؛ المهيئين لخدمة مشروع الحزب و فكرته عبر مقدراتهم الفكرية و مواكبتهم لسرعة ايقاع التقدم التقني؛؛؛ فان يكونوا في الاستشارة و التوجيه أجدي وانفع من التشبث بالمواقع.
محمد بخيت العوض

إرسال التعليق

error: Content is protected !!