(إشراقات) انتصار جعفر: ذكرى الاستقلال.. ما بين الحزن والفرح والامنيات
يجيء الاحتفال بالذكرى (69) للاستقلال المجيد وفي الحلق غصة وفي القلب أسى وحزن عميق لما يحدث في وطننا الغالي السودان من قتل ونهب وسلب واغتصاب ودمار شامل للبنية التحتية وتشريد ونزوح ولجوء داخلي وخارجي.. وأصبحت الأسر السودانية مقسمة كل في الاتجاه..
بجانب التآمر الإقليمي والدولي ضد الحكومة الشرعية في السودان وشعبه متخطين كل القوانين واللوائح الدولية لحفظ حقوق الشعب السوداني ومن خلفه قواته المسلحة الباسلة والتي تعمل بكل ما كفلته المواثيق الدولية في حماية شعبها وصد العدوان والتمرد لصون مكتسبات ومقدرات الشعب فهي أوجب الأولويات ودورها الرئيسي.
تجيء ذكرى الاستقلال المجيدة والحرب اللعينة توجه اسهمها وضرباتها الموجعة لكل جموع الشعب السوداني المغلوب على أمره من مليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة التي تبذل كل جهدها في ذل وإهانة وتركيع الشعب بكافة صنوف الجرائم التي يندى لها الجبين في انتهاك واضح وصريح لكل الحقوق الإنسانية وأدبيات الحرب .. فهم اوباش ليس لديهم أخلاق وأدب.
ولكن في الاتجاه المغاير كان الصمود والدفاع من قبل القوات المسلحة الباسلة وقوات الشرطة والأمن وكتائب الاستنفار
والإسناد الشعبي العريض حتى تحقق فعليا (جيش واحد.. وشعب.. واحد.. ووطن واحد) رغم كيد الأعداء وتربصهم لفصل الجيش عن الشعب وتشويه صورته وحصره في جهة سياسية واحدة وإطلاق إشاعة جيش كيزان وفلول.
هذا التلاحم والتلاقح الوطني أدى إلى هزيمة الجنجويد في كافة محاور القتال وتقهقرها وانشقاقها وخروج وانسلاخ الآلاف منها والانضمام إلى الجيش لأنها أدركت كنه هذه الحرب اللعينة فكانت الضربة القاضية للمليشيا في عقر دارها.
ثم كانت انتصارات السودان تتوالى فى الرياضة والاقتصاد خاصة في الز راعة وتعدين الذهب برغم هذا يصرون على وجود مجاعة في البلاد حتى تنفذ أجندة خفية من وراء هذا الإدعاء الكاذب المضلل. ومن الجانب الآخر انتصارات مهمة على صعيد العملية التعليمية والنجاح في التحدي الأكبر بقيام امتحانات الشهادة السودانية متجاوزين كل العراقيل والصعوبات وكان التحدي في قيامها في الموعد المحدد.
ولكن هيهات كان ما اراده الشعب.
ثم كانت الصولات والجولات القوية المبهجة لبعثة السودان في الأمم المتحدة بمجلس الأمن بقيادة السفير الهمام الحارث إدريس وأركان حربه في أداء رفيع جعلنا بالفعل نقول إنه (حارس مالنا ودمنا) فلهم التحايا والتجلة.
فضلا عن الوقفات الاحتجاحية والتظاهرات الشعبية للجاليات الخارحية في مختلف البلدان كحراك دبلوماسي شعبي له بالغ الأثر في تعريف الرأي العام العالمي حول مجريات حرب الكرامة في السودان.
بالرغم من مساويء الحرب اللعينة هذه إلا أنها وبكل شفافية وصدق عززت وزادت من عشقنا لهذا الوطن العزيز الغالي الذي سيظل داخل حنايا وسويداء الفؤاد وفي حدقات العيون مسيطرا علينا كل شواغلنا.
إنه إحساس طبيعي لدى كل وطني غيور شريف عفيف وفي داخله يردد : (أحب مكان وطني السودان).
إشراقة أخيرة
السودان إشراقة جديدة
في خطوة مستحقة قام مجلس وزراء الصحة العرب في جامعة الدول العربية بمنح جائزة الطبيب العربي للعام (٢٠٢٤) م تكريما للكوادر الطبية السودانية التي قدمت عطاءا جزيلا من أجل المرضى وجرحى ومصابي المعارك .
نأمل أن يكون العام (٢٠٢٥) م من مبتدأ انتهاء الحرب اللعينة هذه بانتصار ساحق للجيش السوداني وهلاك المليشيا المتمردة وعودة الأمن والأمان والسلام لسوداننا الحبيب .. وحينها سيكون السودان القوي المتوحد الناجح في كل مناحي الحياة.. وسيكون إشراقة أفريقيا الجديدة المتوهج دوما بل إشراقة العالم الوضاءة الوضاحة في كل شيء بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد.
نصر من الله وفتح قريب.
إرسال التعليق