بقلم : إبراهيم عربي
في تقديري الخاص لابد من إعتراف النخب السودانية بفشلها عبر الحقب المتعاقبة ، في إدارة هذه البلاد في إطار هذا التنوع الثر الذي هو بمثابة مصدر ثراء للسودان وليس معول هدم لوجود الوطن ، وبالتالي عجزت جميعها دون إنتاج رؤية وطنية متفق عليها تؤسس لدولة القانون والتي تقوم علي المؤسسات واحترامها لأجل وطن واحد مستقر ومزدهر يعيش فيه الجميع متساوين في الحقوق والواجبات الوطنية ..!.
وبالتالي يعتبر تمرد محمد حمدان دقلو (حميدتي) بقوات الدعم السريع التي كان يقودها ذراعا للدولة منتصف أبريل 2023 ، ظاهرة سيئة وفريدة بالبلاد ،وهو بلا شك نتاجا طبيعيا لذات الفشل بسبب الطمع والطموحات الشخصية تماهيا مع أجندات خارجية ، وقد ألقت بآثار سالبة حيث صاحبتها إنتهاكات طالت المواطن في نفسه وماله وعرضه وبالتالي خلخلت النسيج الإجتماعي وتفشت بموجبها أمراض الجهوية والعنصرية والقبلية وساد خطاب الكراهية ..!.
هذه الحرب المدعومة دوليا وإقليميا أدت لتدمير البلاد إقتصاديا وإجتماعيا وخدميا وتنمويا ، وبالتالي كشفت عن خلل بنيوي يهدد كيان الدولة السودانية بالإنهيار والتفكك إلي دويلات صغيرة ، واهتزت معها الثقة المجتمعية لتحقيق العدالة والعدالة الانتقالية ، وبالتالي لابد من التغيير بعد أن تضع الحرب أوزارها لمرحلة جديدة يشارك فيها كل أهل السودان ..!.
ولذلك اعتقد أن وثيقة العقد الإجتماعي التي طرحها الجهاز الشعبي لنهضة السودان أمس السبت التاسع من نوفمبر 2024 في مؤتمر صحفي ببرج الضمان الإجتماعي في بورتسودان، طرحها للشعب للتوقيع عليها ، المتحدثون بإسم الجهاز قالوا إنهم إعتمدوا عدة وسائل لتحقيق الأهداف على رأسها الحوار الوطني مع توسيع قنوات الاتصال علاوة علي الإستفادة من مراكز البحوث وتفعيل العمل الشعبي والإعلان بشتي ضروبه ..!.
اعتقد الوثيقة جاءت في أوانها ولابد من الوقوف عندها من بين أكثر من (40) مبادرة مطروحة بالساحة ، وقد إتفقت في بعض فقراتها مع عدد من تلكم المبادرات ولكنها جاءت متفردة في رؤيتها الشعبية دون غيرها ، قال رئيس الجهاز الشعبي لنهضة السودان البروف أحمد صباح الخير ، إنها وثيقة وطنية تنطلق من واقع رؤية مستقبلية ثاقبة وتؤكد دعمها للقوات المسلحة في معركة الكرامة التي انتظمت فبها كل مكونات الشعب تعزيزاً للوحدة الوطنية ، مؤكد أن الجهاز جسم شعبي مفتوح لكل السودانيين الذين يؤمنون بأهداف الكيان الذي يرفع شعار السودان أولا ..!.
بينما أجمع كل من المهندس عوض الله محمد نائب رئيس الجهاز والدكتور هالة خلف الله كرم الله الأمين السياسي للجهاز والدكتور أحمد فاروق أبو زيد المتحدث الرسمي للجهاز ، أن الوثيقة ركزت علي مبدأ المواطنة ومحاربة خطاب الكراهية والمضي قدما لتعزيز الديلوماسية الشعبية وتحقيق العدالة الإجتماعية والعمل على سيادة حكم القانون ، وعدالة السلطة والثروة ومجانية خدمات التعليم والصحة ، وبل رفع مستوى دخل الفرد وتحقيق العيش الكريم للمواطن ، مع العدالة في فرص التوظيف للجميع والتمثيل وبشفافية .
علي كل إنها رؤية وطنية ثاقبة لهذه الكوكبة لأجل أن يكون السودان وطنا في ظل تحديات فرضتها ظروف هذه الحرب اللعينة التي تمر بها البلاد حيث تتجاذبها الأجندات وتقاطعات المصالح الدولية والإقليمية لتقديرات خاطئة لنفر من أبنائه لم يحسنوا المطلوبات الوطنية وذهبوا مع أهوائهم وطوحاتهم وتطلعاتهم الذاتية خصما علي الوطن ..!.
علي كل اعتقد لابد من الإستفادة من إخفاقات كل التجارب السابقة التي مرت بها البلاد والتي فشلت دون الحفاظ علي تماسك الوحدة الوطنية ، وعلي رأسها مبادرة المائدة المستديرة وعدة مبادرات هنا وهناك لم تكتب لها النجاح مرورا بتجربة الحوار الوطني في فترة الإنقاذ والتي هزمتها الأيديلوجية الحزبية القابضة للحزب الحاكم حينها رغم إنها خرجت بتوصيات يعتبرها البعض من أفضل ماخرجت به التجارب السودانية ..!.
الوثيقة ركزت علي الثوابت الوطنية والقضايا المشتركة بين مكونات المجتمع لأجل تحقيق المصلحة العليا للبلاد وشملت قضايا الهوية السوداناوية والمواطنة والحقوق والحريات ، وجعلت الأمن القومي خطأ أحمرا ، كما جعلت الولاء للدولة وحب الوطن ، شملت أيضا قضايا الحكم علي مبدأ الشورى والديمقراطية والفصل بين السلطات ، وطرحت الوثيقة كيفية إعداد الدستور الدائم للبلاد بمشاركة الجميع ، ووضع قانون للأحزاب والتنظيمات السياسية دون المساس بالأمن القومي للبلاد ..!.
الرادار .. الأحد العاشر من نوفمبر 2024 .
(وجه الحقيقة) إبراهيم شقلاوي: دوافع روسيا لاستخدام (الفيتو) وأثر ذلك على مستقبل العملية السياسية في السودان
Spread the loveاستخدمت روسيا أول أمس حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قراربريطاني كان يستهدف انتقاص السيادة السودانية عبر فرض قيود على الحكومة السودانية في ظل الأزمة الراهنة في البلاد . هذا الموقف الذي أثار ارتياحاً واسعاً في الشارع السوداني وسخطا كبير وسط أنصار تنسيقية القوى المدنية” تقدم”، فتح المجال لتساؤلات حول دوافع روسيا السياسية والأمنية وراء هذه الخطوة وأثرها علي العملية السياسية في…