ياسر عائس يكتب (وهج الحروف): شندي فوق !!
هبت شندي وانتظمت على قلب رجل واحد واستنفرت شبابها ورجالها وقواعدها ومؤسساتها ومنظماتها الخيرية والإنسانية وانتفض إنسانها بالمدينة وما جاورها… تكاتفوا بالمال والسواعد لإستقبال عشرات الآلاف من النازحين الذين توافدوا إليها ولاذوا بها من بطش المليشيا المتمردة بعد إنتهاكها للجزيرة شرقها وغربها وأحالوا حياة مواطنيها الي جحيم لا يطاق فخرجوا منها مكرهين ومهجرين.
اختاروا شندي وما حولها لأنهم اهل فزعة وحوبة ، وعندهم تقضي الحاجات وتفك الكروب.
شاهدنا فيديو للأستاذ عصام الحاج المدرس المعروف والرياضي المشهور والسياسي اللامع والناشط الإنساني والمجتمعي ورجل العمل العام وهو يخاطب نفرا من أهل شندي في أرض الإستقبال والضيافة ويعلن تبرع منظمة غيث بمبلغ من المال للمساعدة في ايواء وإطعام من نكل بهم العدو وشردتهم الحرب وساروا راجلين لمسافات بعيدة ولاذوا بأرض جعل دار الأكرمين والفروسية والشجاعة والكرم والبسالة… أرض النحاس والفزع لإغاثة الملهوف ونجدة المكروب.
إستجابة شندي وما جاورها لتكون لقمة للجائع ومأوي للمستجير و سترا من الحر والزمهرير ، وفرشا ولحافا لمن تقطعت بهم السبل فافترشوا الأرض والتحفوا السماء بفعل آلة المليشيا الغادرة التي حولت قراهم ومدنهم إلى رماد تذروه الرياح .
وقف عصام الحاج بقامته المديدة التي تماثل إنسان شندي وصوته الجمهور، منطلقا من إرث تليد ليحدث الناس عن واجب الشرف والكرامة والدور المطلوب والمسئولية العظيمة الملقاة على عواتقهم.
تحدث حديث القلب بشعور نبيل وأحاسيس مفعمة بالمودة والقربى ، والحزن على ما حدث للنازحين الذين خرجوا هائمين على وجوههم وقد ضربوا في الأرض فاختاروا شندي دونا عن غيرها لثقتهم المطلقة ويقينهم الراسخ في الإيواء والإكرام بلا من ولا أذى.
حذر عصام الحاج بلسان كل نهر النيل من سقوط شندي في إمتحان الضمير والأخلاق ، مذكرا بمعاناة الأهل العشيرة ممن طرقوا أبواب دار جعل بحثا عن الأمن والأمان والملاذ اللائق والحضن الدافئ.
لن تسقط شندي في إمتحان الكرم والمروءة فلها من السواعد ما تسد قرص الشمس، وفي التأريخ صفحات ناصعات مخطوطة بدم الرجولة، وليس بعيدا عن ثقافة المشافهة ما وثقه الأدب الشعبي من موروث عميق عندما اندلع الخلاف بين الشكرية والبطاحين ، ودور الجعليين في إخماد نار الفتنة بحكمة وتعقل.
فيما لا يزال حريق المك في قلب الدخيل ونار إسماعيل تغلى في عروق الغرب، وتشعل حماس السودانيين بماض ظل محل الفخر والإعتزاز.
رتبت شندي صفوفها واستنفرت شبابها وجهزت مقراتها ووفرت المطلوب لإستقبال النازحين ،، ووضعت العشرات من أبنائها وما جاورها تحت الخدمة إستشعارا للمسئولية وإستجابة لنداء الواجب.
لن يشعر النازحون بأنهم غرباء ، سينعمون بالأمان والراحة والتعويض عن فقدان المال والأهل والوطن الصغير.
ناشد الأستاذ عصام الحاج قيادة الدولة تعطيل المؤسسات الحكومية والتعليمية وغيرها للإستفادة من مقارها كمراكز للإيواء نظرا للعدد الكبير… حتى لا تسقط شندي في الإمتحان.
عندما تجري كل هذه القيم النبيلة والمفاهيم الإنسانية في شرايين أهلها وتسارع في لهفة لإغاثة المحتاج فهذا يعني المروءة في أسمى تجلياتها.
شندي لن تسقط أستاذنا عصام الحاج… بهذه العزائم وتلك الهمم وذاك الشباب ستظل رايتكم عالية خفاقة… يستلهمون رائعة الشاعر إسماعيل حسن.
بلادي أمان بلادي حنان وناسا حُنان يكفكفوا دمعة المفجوع يحبوا الدار
يموتو عشان حقوق الجار يخوضو النار عشان فد دمعة،،،
كيف الحال لو شافوها سايلة دموع
ديل أهلي ديل أهلي يبدو الغير علي ذاتم يقسموا اللقمة بيناتم
يدو الزاد حتى ان كان مصيرم جوع
ديل أهلي البقيف في الدارة وسط الدارة واتنبر لكل الدنيا ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة ديل قبيلتي
لمن ادور افصل ديل فصلي
أصحاب روحي والإحساس وسافر في بحار شوقم زمان عقلي
أقول بعضي.. ألاقيهم تسربو في مسارب الروح بقو كلي.
محل قبلت القاهم معاي معاي زي ضلي وكان ما جيت من زي ديل واسفاي وا ماساتي وا زّلي
تصور كيف يكون الحال لو ماكنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي.
إرسال التعليق