نقابة الصحفيين.. كفاية سلفقة وإختطاف
بقلم: عبد العزيز عبد الوهاب
لا أدري ماحجم سحابة الرمد التي تغطي عينا نقابة الصحفيين لمالكها الزميل عبد المنعم أبو إدريس؟، حين تغوص عميقا لتخرج لنا ببيان تدعو فيه وتناشد (الأطراف المتقاتلة: كفى! كفى! كفى! ما ذاقه شعبنا من قتل وتشريد وتجويع يكفي. عودوا إلى طاولة التفاوض…)
سوء حظك يا (منعم) وسوء حظ نقابتك، دعاك لتخرج بهذا البيان الخَرِب والحرب تمضي بعز عزيز أوبذل ذليل نحو نهايتها المحتومة بنصر مؤزر ، وإن تأخر ؛ لشعب السودان وجيشه الباسل .
والنقابة حين تناشد (الأطراف المتقاتلة) تكون قد تخلت تماما وإلى أمد طويل قادم عن أمجد خصائص أفرادها، وهي سلامة الحس والحدس ونجاعة التقصي والإستقصاء وبصارة الإستشراف الذي يعين على نضج الحكم وسدادة الرأي .
فكيف للنقابة بعد كل الذي جرى ويجري في الميدان أن تجعل من (الأطراف المتقاتلة) على هذا النحو الماثل الذاهل من التوازن ، وبلا أدنى درجة من الرجحان لطرف ما ؟
كيف يتم وزن العلاقة وقياسها هنا ؟ هل بقوة التجييش والتحشيد والإرتزاق والإمداد بالمهازيل اللئام والتتار الأغراب، أم بقوة الإرادة وصلابة الإصطفاف في وجه المغتصب المعتدي الأثيم لرد كيوده وردع شروره والدفاع عن العرض والأرض ؟
أم أنه الحنين والإنقياد وراء جوغة الحلف العضوض الذي باع الضمير وشرف الإنتماء ومارس الإرتماء في أقبية الخيانة والعمالة للمعتدي الأثيم ؟
مناسبة البيان الفطير فكرة ومعنى وتوقيتا ، هي مرور عامين على قيام النقابة التي فاز فيها أبو إدريس بمنصب النقيب بعدد 207 أصوات لا تزيد على 5% من إجمالي عدد الصحافيين بالسودان!.
لكن في زمان الإحتطاب ليلا والإختطاف نهارًا، بتنا نرى نقابة الصحفيين ، ونقابة مكتب حمدوك المخترقة والمشتراة باليورو الأوروبي ونقابة المحامين العجفاء الرمداء ولجنة الأطباء المركزية بلباسها الأحمر و لجنة تمكين وجدي/ مناع المعيوبة ونقابة حزب الدقير وسلك الذي ما علمنا له قاعدة ولا أصل ولا فرع .
رأينا كيف تمارس تلك الكيانات الرهوة الرخوة عمليات الفرز والإقصاء والتنمر لتتغول على حقوق القواعد العريضة والأغلبية الساكتة أو تلك التي ذمها وشيطنتها بوابل من التخوين والتخويف ، لتنصٌب أفرادا بإنتماءات سياسية محددة لتشكل واجهات نقابية لخدمة الإجتماع القحتاوي التقدمي التقزمي لاحقا الذي فشل وباء بأوجع النكسات المهنية والقيمية والوطنية .
ثم رأينا وشهدنا كيف أن القضاء السوداني المستقل والكيانات العدلية ردت ونقضت هذه النقابات وكشفت زيف إنتخاباتها وطعنت في نتائجها وأوصت بعدم قانونية تكوينها ، ورأينا عدم إعتراف اتحاد الصحافيين العرب والأفارقة بنتائج إنتخابات نقابة أبو إدريس وأبطلت شرعيتها .
تحدث البيان عن أن النقابة ولدت في ظل أزمة إقتصادية حادة وبيئة سياسية مليئة بالتوترات والاستقطاب الحاد، ما أدى إلى فقدان 25% من الصحفيين لوظائفهم وأضاف : ثم اندلعت الحرب ما أدى لغياب الصحف الورقية لأول مرة منذ أكثر من 120 عامًا، وترك 90% من العاملين في الإعلام دون مصدر دخل .
لكن البيان عاد ليعدد إنجازات النقابة التي يفترض أن يكون غالب قوتها و مواردها من إشتراك عضويتها، فقال إنها نظمت 20 ورشة تدريبية في السودان وخارجه، وقدمت دعمًا ماليًا مباشرًا لـ700 من أعضائها. فمن أين لها وكيف لها؟
وبكلمة، وغض النظر عن مجمل ما حواه البيان ، إلا أنه لم يوفق مطلقا في الوقوف على حافة هذا الحياد الشائه الشائن بين طرف يجد الدعم والتأييد المحلي والإقليمي والدولي وتعترف به الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأكثر دول العالم وبين دعم صريع بلغت روحه الحلقوم وبات في حكم المأزوم المعدوم الضمير والغاية وبلا نصير سوى دويلة الشر وطغمة حمدوك و… نقابة عبد المنعم أبو إدريس !
إرسال التعليق