إن فهم حاضرنا المعقد اليوم يتم بالنفاذ عبر بوابة التاريخ لأنها المدخل لكل مشاكل السودان بدءا بالاستعمار الذي شكل الحياة السياسية السودانية وفق هواه ورؤاه مما جعل بعض أبناء السودان أنفسهم مجرد كومبارس في فيلم التغريب الذي تحدث عنه الكاتب النيجيري شنوا اشيبي في رواية الاشياء تتداعى وهي مراد بها أن يتداعى كل شيء لصالح الغرب يمينا أو يسارا وتلك مفرداتهم فالغرب المحارب للاديان لأسباب تخص تطبيقها عندهم لا تنطبق علينا نحن في البلاد الأخرى نجد الذين تتلمذوا في مؤسساته لا يحسنون سوى ترديد كلمات لا يفهمون معناها ولكنهم يوهمون أنفسهم أن تبني نظريات الغرب هو أساس التحضر والرقي وكل ما دون ذلك تخلف.
ولعل هذا يبدأ من خلق الانسان نفسه ثم ينسرب إلى الأشياء الأخرى فعندما تتحدث الأديان كلها أن آدم هو اصل البشرية يأتيك بشر عادي مثلك ليقول في ما أسماه نظرية النشوء والتطور إن الإنسان كان قردا أو سحلية أو أن يقنعك بخرافة الديناصورات.
وقد لاحظ توفيق الحكيم تلك السطحية في دراسته في أوربا عندما تحدث عن مذهب الكوبزم أو في روايته الشهيرة عصفور من الشرق.
أما النظريات الأخرى وعلى رأسها الشيوعية فهي محض اجتهاد شخص محرر فقط جمع ما بين افكار مزدك في فارس ونظريات توماس مور في انجلترا أو العدالة الاجتماعية في الاسلام ليقوم بعملية تجميع لنظريته تلك لتحمل اسمه ثم يضيف إليها من حاولوا تطبيقها في بعض الأحيان أسماءهم .
وعندما نسقط ذلك على الحالة السودانية اليوم نجدها امتدادا لذات التدخل الأجنبي في شئوننا الداخلية عبر تلك المؤتمرات التي تمولها جهات معروفة تضع نصب أعينها مصالحها باستخدام أشخاص أصبحوا يقتاتون من ذلك التمويل وينفذون ما طلب منهم وتذهب الأمور كما يقول الأوروبيون without saying .
لذلك فإن نقطة الانطلاق الاولى في حل مشاكلنا هي عدم اي إشراك اي جهات خارجية في شأننا الداخلي مهما ادعت من قربى.
(ضل التاية) بروفيسور ابراهيم محمد آدم: ألهذا جئت يا بريللو؟!
Spread the loveالمندوب غير السامي الأمريكي للسودان الذي سمي بالمبعوث هو امتداد لذات النمط الاستعماري الغربي الذي كان يسمي مناديبا في بعض الدول في ظل وجود سفراء وهذا نهج للاسف وافقت عليه حكومة الإنقاذ السابقة ولا يزال البلد يتجرع اليوم سمه زعافا.وما كان مبتدأ أن توافق الحكومة على استقبال مثل هؤلاء المندوبين الا في اطار المعاملة بالمثل وما أكثر المشاكل التي تعانيها امريكا وتتطلب ذات المكيالولسان حال…