العلاقات السودانية الإيرانية: آفاق المستقبل وتحديات التوازن.. (تقرير)

محلل سياسي: العلاقات السودانية الإيرانية تواجه مجموعة من التحديات

إعلامي: موقف طهران من الحرب ودعمها للجيش بإعتباره المؤسسة الشرعية

تقرير: محجوب ابوالقاسم
تشهد العلاقات السودانية الإيرانية تذبذبات عديدة على مر العقود، حيث تتأرجح بين التعاون والتحفظ وفقًا لتغيرات المشهد السياسي الإقليمي والدولي ، وفي ظل التغيرات السياسية الأخيرة في السودان والتحولات الإقليمية في الشرق الأوسط يبرز السؤال حول مستقبل هذه العلاقات وما هي التحديات التي قد تعترض طريقها، حيث شهدت العلاقات السودانية الإيرانية في أواخر حكم الرئيس السابق عمر البشير مشكلات واضحة انتهت بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية وقطع العلاقات وذلك بطلب من المملكة العربية السعودية.
وقال المحلل السياسي بخاري بشير انه في تاريخ يناير ٢٠١٦ قرر السودان طرد السفير الايراني من الخرطوم واستدعاء السفير السوداني من ايران وفي سبتمبر ٢٠١٤ اغلق السودان جميع المراكز الثقافية الإيرانية (الحسينيات)، وعددها ١٥ مركز لاتهامها بالتبشير للمذهب الشيعي، واضاف بشير بأن وزير الخارجية السوداني علي الصادق زار إيران في فبراير ٢٠٢٤م وقابل علي حسين عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني واتفق الجانبين على عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واضاف المحلل السياسي بخاري بشير بأن السفير الايراني قدم أوراق اعتماده في السودان في يوليو ٢٠٢٤م وقدم السفير السوداني أوراق اعتماده في إيران.

*تراجع العلاقات*
  شهدت العلاقات السودانية الايرانية تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة من عمر النظام السابق نتيجة لعدة عوامل من بينها الضغوط الدولية والإقليمية على السودان لتقليص علاقاته مع طهران، بالإضافة إلى التغيرات السياسية الداخلية في السودان بعد الإطاحة بالنظام السابق  الا انها شهدت تطورا ملحوظا حتى نتج عنها تبادل للسفراء بين البلدين.

*التحديات الراهنة والمستقبلية*
قال المحلل السياسي والاستراتيجي الدكتور الضؤ زكريا بان العلاقات السودانية الإيرانية تواجه مجموعة من التحديات التي قد تعيق عودتها إلى مسارها الطبيعي ومنها التوازن الدولي والإقليمي حيث  يجد السودان نفسه في موقف حساس بين القوى الإقليمية المختلفة، ويسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع دول الخليج والولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى واضاف بان هذا التوازن الدقيق قد يحد من قدرته على إعادة بناء علاقات قوية مع طهران دون المساس بعلاقاته مع القوى الأخرى.
واضاف زكريا بان التغيرات السياسية الداخلية في السودان مع التحولات الجارية  وتوجهاته نحو علاقات أكثر انفتاحا مع الغرب، قد تجد الحكومة السودانية صعوبة في التوفيق بين هذا الانفتاح والحفاظ على علاقات قوية مع إيران خاصة في ظل التوترات الإقليمية المستمرة.
واردف زكريا قائلا بان الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية لإيران  تتعرض لضغوط دولية كبيرة نتيجة للعقوبات الاقتصادية والمقاطعة الدبلوماسية من قبل العديد من الدول ، هذا الأمر قد يحد من قدرة طهران على تقديم الدعم الاقتصادي أو التعاون المثمر مع السودان كما كان في الماضي.

*موقف إيران من الحرب*
اكد المحلل السياسي الاستاذ اشرف ابراهيم ان العلاقات السودانية الإيرانية من العلاقات المهمة والإستراتيجية، لكلا البلدين والسودان على نحو أخص، وقد تميزت بالتعاون في كافة المجالات، ورغم انها  مرت بقطيعة كانت سوء تقدير ولكن الآن تجاوزت القيادة في  البلدين الماضي ويتطلعون لمستقبل يقوم على تعزيزها التعاون ودفع مسار العلاقات إلى الأمام.
وقال ابراهيم مؤخراً تم فتح السفارتين في طهران وبورتسودان وتبادل السفراء وهي خطوة يتوقع أن تعيد العلاقات إلى وضعها السابق وأفضل.
واضاف المحلل السياسي بان موقف طهران من الحرب ودعمها للجيش بإعتباره المؤسسة الشرعية مؤشر إيجابي كذلك على تطور العلاقة، ولاشك ان ايران دولة لها أهميتها في الإقليم والسودان له أهميته في القارة الأفريقية والشرق الأوسط لموقعه الجيوسياسي وموارده ولذلك العلاقة ذات منافع ومصالح مشتركة للبلدين.

*آفاق المستقبل*
بالرغم من التحديات التي ذكرت إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تفتح المجال أمام تحسين العلاقات بين الخرطوم وطهران وهو في طور إعادة البناء، قد يسعى إلى تنويع شراكاته الاقتصادية والدبلوماسية، ما قد يعيد إيران إلى دائرة الاهتمام. وفي المقابل، قد تستغل إيران الفرصة لتعزيز علاقاتها مع دولة ذات أهمية استراتيجية مثل السودان، خاصة إذا ما استمر التوتر بينها وبين بعض الدول العربية.

*بارقة امل*
يبقى مستقبل العلاقات السودانية الإيرانية مرهونا بقدرة البلدين على تجاوز التحديات الراهنة وتطوير رؤية مشتركة تستند إلى المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل وسط واقع إقليمي ودولي متغير ويعتمد ذلك على الميزات التي سوف تقدمها طهران للخرطوم.

إرسال التعليق

error: Content is protected !!