بيان مثير للجدل من الإمارات بشأن السودان
متابعات – المقرن
أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة بيانًا مثيرًا للجدل، أكدت فيه دعمها للشعب السوداني ضمن موقفها الثابت وسعيها لتحقيق السلام والاستقرار وضمان مستقبل كريم له، مع رفضها لما وصفته بـ “تصاعد الادعاءات الزائفة” في إطار حملة ممنهجة من قبل ما أطلقت عليها “سلطة بورتسودان”، والتي – بحسب البيان – تعمل على تقويض الجهود الرامية لإنهاء النزاع واستعادة الاستقرار.وجاء البيان الإماراتي عقب سلسلة قرارات اتخذتها أبوظبي ضد السودان، تمثلت في قطع جميع العلاقات الاقتصادية، بدءًا بمنع هبوط طائرات الشركات السودانية في مطاراتها، ووقف التواصل بين موانئ أبوظبي وميناء بورتسودان، ثم حظر استيراد الذهب من السودان، في خطوات متسارعة لم تُعلن أسبابها المفاجئة.وتشهد العلاقات بين الإمارات والسودان توترًا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023م، وبلغت ذروتها في مايو 2025م عندما اعتبر السودانُ الإماراتَ “دولة عدوان”، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، مع الإبقاء على القنصلية السودانية في أبوظبي لخدمة المواطنين السودانيين.وكان مجلس الأمن والدفاع السوداني قد ناقش الإجراءات الاقتصادية الإماراتية، ووجه بوضع خطة وتدابير لتفادي آثارها السلبية على البلاد.وأوضحت وزارة الخارجية الإماراتية في بيانها أنها قدّمت منذ اندلاع ما وصفته بـ “الحرب الأهلية” دعمًا متواصلاً للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف المتحاربة. كما أكدت التزامها بدعم عملية يقودها المدنيون، وتقديم احتياجات الشعب السوداني على مصالح أي طرف آخر.وأضاف البيان أن “المزاعم الباطلة المتزايدة تشكل جزءًا من نهج مقصود للتهرب من المسؤولية، وإلقاء اللوم على الآخرين، والتنصل من تبعات الأفعال، بهدف إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مسار حقيقي للسلام”.كما شدد على أن أبوظبي عازمة على العمل مع شركائها لتعزيز الحوار، وحشد الدعم الدولي، والمساهمة في المبادرات الهادفة لمعالجة الأزمة الإنسانية، وإرساء أسس سلام مستدام يحقق تطلعات الشعب السوداني نحو الأمن والتنمية.وفي تعليق له على البيان، قال الصحفي عزمي عبد الرازق إن حكومة أبوظبي منزعجة من التصعيد الدبلوماسي والإعلامي ضدها، ومن صمود الشعب السوداني في مواجهة ما وصفه بـ “مؤامرتها”، مشيرًا إلى أنها أصدرت خلال أيام قليلة عدة بيانات تحاول فيها تحسين صورتها والرد على الاتهامات المؤكدة بشأن ما جرى لمرتزقتها في الفاشر ونيالا، وإلغاء اجتماعات “الرباعية”، بالإضافة إلى الفيتو الروسي ضد القرار البريطاني.وأشار إلى أن الإمارات أقدمت لاحقًا على منع الطيران السوداني من الهبوط في مطاراتها، ووقف المعاملات التجارية، إلا أن هذه الخطوات – بحسب وصفه – باءت بالفشل، ولم يتبق لها سوى المواجهة المباشرة، وهي مواجهة ستكلفها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ما لا تستطيع تحمله.
إرسال التعليق