د. عبدالكريم محيي الدين يكتب: بالمختصر
ولا تزر وازرة وزر أخرى
الذين خططوا لقيام هذه الحرب و لاستدامتها يريدون من شعبنا خلط الاوراق و ضياع الحق و غياب العدل …
يريدوننا تحميل بعض القبائل وزر ابنائهم أو قادتها بمشاركة مليشيا الدعم السريع مقاتلة الشعب السوداني …
يريدونها حربا اهلية و عشائرية تدور في كل قرية و في مدينة و تدخل كل بيت و حتى بين الاخوان الاشقاء و بين الاب و أبناء صلبه …
يريدون إشاعة الكراهية و القبلية و الجهوية ليكثر الهرج و المرج و يسيل الدم أكثر مما سال و تطول الحرب أكثر مما استطالت …
فلا تحققوا لهم هدفا …
لا تنساقوا لاغراضهم …
ابعدوا نَفَس العاطفة المميت . فلا تشفوا الغليل إلا في ذات المعتدي و لا تتعدوه لغيره من القبيل و الاهل و الحزب …
ليس كل الرزيقات مليشيا و لا المسيرية أو الهبانية . و ليست جميع اعراب دارفور معتدية …
ليس آل هباني في النيل الابيض معتدون و خونة و إنما العملاء منهم أفراد لا يعدون في أصابع اليدين …
لا تضع نفسك حكما و أنت لا تملك كل البيانات و الادلة الدامغة لتجريم الاخرين . و من شككت في أمره فعليك فورا و دون أي إبطاء التبليغ عنه و تسجيل شهادتك عليه و دع الجهات المختصة مواصلة التحري و التقاضي …
لا تكن جزءا من الفتنة بتصفية حساباتك الشخصية و أغراضك الذاتية و أمراضك النفسية . بل كن انت العدل الضابط ضبطا تاما و كن أنت العدل المستقيم ميزانا منصوبا …
عدونا المليشي و الداعم و المتعاون بواقع الافعال و الاقوال . و عدونا السياسي الذي ساق المليشيا إلى مصارع السوء و مجاهل الظلم . و عدونا من الادارات الاهلية من سخر موقعه لخدمة العدوان و عدونا من ورطته المواقع و كشفه الواقع …
الحرب انتهت تماما بانتصار الحق و هزيمة الباطل و لكن التحدي الذي يواجه بلادنا هو اقامة العدل بجميع صوره و مراحله و سائله و في كافة مواقعه و انتشاره …
يجب توجيه الاعلام و تسخير الميديا و منظمات المجتمع المدني الراشدة و مؤسساته الاهلية إلى خلق توعية تحصر الجريمة في مرتكبيها فقط . و لا تتعداهم إلى الغير . قال تعالى : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) …
اللهم احفظ بلادنا و شعبنا من الفتن اللهم إني بلغت فاشهد …
إرسال التعليق