إشراقات …إنتصار جعفر


عودا حميدا مستطاب

بعد كل انتصار ساحق لأبطال القوات المسلحة وتحرير مدينة من مدن بلادي الغالية إلا وتظهر عبارات (جهز شنطك وستف عفشك) للعودة الى مدينتك وحيك وبيتك الملاذ الأمن الذي عشته فيه مراحل حياتك حيث الدفء والراحة النفسية وعبق الذكريات الخالدة في الوجدان وعودة التئام الأسرة كاملة بعد تشتت ونزوح وتهجير قسري وفراق وألم وسهاد واعياء ومرض وموت فقدان للاحباب .
(جهز شطنتك) تعني العودة إلى الديار والأهل والأصدقاء والجيران والحبان وحياة عمر مليئة بكل عنفوان الحياة فرحها وقسوتها التي تقللها وقوف الناس مع بعض تشد أزر بعض تخفف من ألم واوجاع الدهر مساندين لبعض في وقت الشدة ويفرحوا لبعض يتقاسمون المسرات بكل حب وفرح مما يزيد من حلاوة مناسبة الفرح في حد ذاتها.
إنه مجتمع السودان الأصيل الذي فقد كل ما هو جميل بفعل انتهاكات مليشيا الدعم السريع التي تلفظ أنفاسها الأخيرة والتي تعيش حالة من الهلع والخوف والهروب ولكن هيهات نسور الجو لهم بالمرصاد إلى أن يهاكوا جميعا ولا يبقى لهم أثر في الوجود..وما بني على باطل فهو باطل..وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
فالعودة الطوعية المستمرة إلى ود مدني وامدرمان ومدن ولاية سنار بمساهمات مقدرة من مختلف الدوائر الحكومية بجانب المشاركات الشعبية ورجال الخير لبداية حياة حقيقية للاعمار والتنمية والاستفادة من أخطاء الماضي في خلق مجتمع وطني متعافى يكون شغله الشاغل هو البناء والإعمار ويعمل وفقا لذلك بكل جد واجتهاد.
هذا الحراك الاجتماعي الجميل يصاحبه تقدم مستمر للجيش في محاور القتال بثبات الأبطال الذين أكدوا أنهم ماضون في إنفاذ وعدهم لشعبهم بالانتصار الكامل وسحق مليشيا الدعم السريع الإرهابية المجرمة التي تصر على إيقاع الأذى بالشعب وحتى هي مغادرة ومهزومة كشيء من الحقد.. وما فعلته في مدينتي ام دوم وجار النبي من قتل وتشريد يدل على إصرارها الدامغ المستمر في الانتهاكات الإنسانية.
بالمقابل نجد في المحيط العسكري للمليشيا توترات وانشقاقات واتهامات لآل دقلو ..وفي السياسي انقسامات واسعة في تنسيقية تقدم والتي جاءت باسم جديد (صمود) وهي مجموعة متناهية مع المليشيا ترفض إقامة حكومة في وسط مناطق سيطرة حلفائهم المتمردين والتي تقلصت بل ذهبت الى زوال وقفزت من المركب لأنها أدركت الفشل وهذا ديدن (الحرباء) التلون.
إشراقة أخيرة
وداعا الرمح الملتهب
أمس انطفأ قنديل الكرة السودانية ورمحها الملتهب الدبلوماسي المشرق دكتور حيدر حسن الصديق الشهير بعلي قاقارين كابتن الهلال والفريق القومي صاحب كأس أمم أفريقيا في عام ١٩٩٧٠.
توفي أمس بالقاهرة إثر علة لم تمهله طويلا.
واشتهر الفقيد بلقب (قاقارين) تزامنا مع صعود رائد الفضاء الروسي يوري قاقارين القمر بكوكبه لأنه تميز بالسرعة والمهارات العالية في إحراز الأهداف حيث أحرز (١٩) هدفا في شباك المريخ وهو رقم قياسي لم يحرزه أي لاعب لا قبله ولا بعده.
ربنا يرحمه رحمة واسعة ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وفي أعلى الجنان
وانا لله وانا اليه لراجعون.

إرسال التعليق

error: Content is protected !!