صفاء الأصم تكتب (شوشرة): صمت الرغبة
يتوه الكثيرين في مضخة الحياة يفقدون ويفقدون ثم يستمرون رغم النقص الذي يلازمهم طوال حياتهم كانهم في دوامة كبيرة تقلبهم على جنبات الايام مرة تترفق بهم ومرة تخسف بهم ..
امتحان لاينتهي بسهولة ابدا ..
ولكن مثلما خلق الله التعثر فقد خلق الاستقامة وجعلنا نحن من نختار كيف نكون وكيف..
باختصار نحن ابناء المتاهة تلك، نحن من نختار الطرق ونقيم الحوجة ونرسم ملامح الخطي..
نحن من نتشبث بالبقاء علي خط الحقيقة والتوازن..
اما من يصدر الخيال والاحلام الي دروبه فقط من يدق علي ابواب الخسارة باصرار..
الحقيقة وانا اكتب هذا العمود اليوم كانت افكاري متضاربة جدا ودواخلي مليئة بشغف الحياة ..
فطوال رحلتي كنت انظر الي الزواية الجيدة واتشبث بها لكني كنت ايضا اقابل ما لااريد سواء شخص او موقف او امنية ورغم كفري المستمر بواقع لااريده لكنني كنت اري الخير في نهايته..
علمت ساعتها ان الحياة لاعدل فيها لكن العدل يأتي من اعمالنا لذلك تفهمت ان كل تلك الفوضي ليست الا تضارب الافكار وميول المشاعر والمفاضلة باوضاع الغير والتعثر بسوء النوايا وكثرة التعلق والخوف من الخذلان القدري..
اما عن المقدر فهو لعبة السماء التي دوما هي تقف بيننا وبين خطواتنا ومهما حملت من قسوة واسنكار ترسم في نهايتها شئ يشبه دواخلنا يخصنا وحدنا وهي مانستحق ….
واننا لاندرك ذلك من البدايات ولكن نفهم عندما نتقدم في العمر عندما نجر خلفنا اذيال التجارب
عندما يبتعلنا وجع الخذلان والغدر وعندما نتذوق مرارة الفقد وعندما نفقد نياط قلبنا واحدا تلو الاخر من كثرة الوخذات …..
وعندما يقل كلامنا ويصيب البرود رغباتنا ونغلق ابواب البشر في حياتنا …
عندها نحتاج من الضوء مقدار مانضع اقدامنا فقط ومن الدنيا مقدار ماناخذ نفسنا ومن الوجود مقدار رضي متناهي الابعاد يصاحب ايامنا المتبقية…..
ستصبح كل الحكايات غير مثيرة… وكل الاحلام غير ضرورية.. وكل المتبقي مجرد لحظات نتمني ان تمر في هدوء وبعد….
كل تلك الاوقات تعنينا لكن لاتخصنا بل تظل سطور في دفاتر الذكريات تترجم فوضى العمر الطويل وتحفر للتاريخ أن هنا كان يوجد انسان مليئ بصخب الحياة لكنه لم يفهمها كما يجب ولم يعنه احد عليها فاختار ان يظل بصمت..
إرسال التعليق