(المقرن) تقرأ آثار الحرب على المسيحيين بالسودان مع الاستاذة مارثا جوزيف

على الدول المساندة للمليشيا مراجعة مواقفها .. والتاريخ لايرحم

المليشيا استهدفت الكنائس والمساجد.. ونبشوا القبور

شكرا للبرهان زيارته للكنيسة وتعهده باعادة اعمارها

الجيش مؤسسة قومية نرفض مساواته مع المليشيا المتمردة

لدينا معتقلين لدى المليشيا لا نعلم عنهم شيئا ومفقودين لم يتم العثور عليهم

شكرا لكل من زار الأب فليوثاوس فرج وتفقد صحته

حوار: عبود عبدالرحيم – محجوب ابوالقاسم
اكدت القيادية السابقة بالمؤسسات الشبابية السودانية مسؤولة شئون المسيحيين بوزارة الاوقاف الاستاذة مارثا جوزيف، ان الحرب في السودان تسببت في مآسي وكوارث للسودانيين بدون تمييز ونددت بانتهاكات المليشيا في الجزيرة والجنينة والفاشر وكل انحاء البلاد، وقالت خلال حوار مع (المقرن) ان المليشيا استهدفت الكنائس والمساجد، مشيدة بزيارة رئيس مجلس السيادة للكنيسة بامدرمان واعلانه باعادة تاهيلها، كما ثمنت اهتمام والي الخرطوم بالمسحيين ضمن كل المواطنيين بالولاية.
والاستاذة مارثا جوزيف هي أختصاصية علم نفس وتمتاز بخبرة 14 عاما في العمل العام، حيث عملت في وزارة الشئون الدينية والاوقاف مسئولة الجمعيات الشرقية وشئون المسيحيين في السودان.

ويلات الحرب
بداية كيف اوضاع المسيحيين بالسودان مع الحرب؟
مرحبا بصحيفة (المقرن) وسعيدة ان اكون معكم .. بداية أتقدم بالتعازي لكل الذين فقدوا ذويهم في السودان بسبب ويلات الحرب، كلهم سودانيين مسلمين ومسيحيين فالجميع تعرضوا للانتهاكات في الحرب، ورغم ذلك لازال هناك مقيمين بالبلاد لم يتمكنوا من مغادرتها وانتشروا في كل ولايات السودان من المسيحين وغيرهم.

هجرة ولجوء ومفقودين
كيف تعامل المسيحيين بالخارج مع أوضاعكم في السودان بعد اندلاع الحرب؟
المسيحيون بعد الحرب انتشروا في الولايات وجزء كبير منهم لجأ إلى جمهورية مصر العربية والحقيقة هناك تواصل من المسيحيين خارج السودان ويوجد حصر للأسر التي تم التواصل معها ولكن للأسف هناك أشخاص مفقودين وحتى الآن لاتوجد معلومات بشأنهم، لكن الناس حاولت تساعد بعض واسناد بعض في هذه الظروف، ويوجد حصر من الكنيسة لمعرفة معلومات عن المتضررين وتقديم المساعدات للمصابين والجرحى ومعالجة المرضى، وكان هناك ايضا عدد من المسنيين جزء منهم سافر إلى جنوب السودان وهناك آخرين في بورتسودان وتحاول الكنيسة أن تقوم بدورها، وعبر صحيفتكم في (المقرن) نوصل لهم صوت شكر لهذه الخدمات الاجتماعية التي يقدمونها.

المساعدات
المساعدات التي ذكرتيها من الكنيسة داخل السودان، ماذا بالنسبة للكنائس خارج السودان؟
نعم اكيد هنالك أسر خارج السودان مدت يد العون لأهلها وذلك عن طريق الكنائس، فالمساعدات يتم تجميعها في الكنيسة وتوزيعها على المتضررين.

استهداف دور العبادة
كيف تنظرين لاستهداف المليشيا للكنائس.. خاصة ان يوجد داخلها رجال الدين المسيحي؟
انا انظر هنا لكل دور العبادة على درجة واحدة لانها جميعا لم تسلم من استهداف المليشيا.. لم تسلم كنيسة ولا مسجد ، وهذا امر لاول مرة نشاهده في تاريخ السودان والشى المؤلم حتى القبور تم نبشها، ولا اعرف لماذا تم نبش هذه القبور وماذا يبحثون عنه.. والحقيقة كان هناك دمار وخراب كبير جدا ونحن مصدومين من ذلك والكل يعرف بأن المسيحيين مسالمين لايمسوا شخص ولايتدخلوا في شؤون الغير ولايضروا شخصا والبطش من قبل المليشيا كان عام، وكانت هناك عدة كنائس تم حرقها وتدميرها ونزح من كانوا يقيمون في تلك الكنائس.

اعتقال ونزوح
هل توجد اى إحصائيات للكنائس التي تعرضت للانتهاكات وهل لديكم اي معتقلين بطرف المليشيا؟
نعم يوجد هناك معتقلين ومفقودين لم يتم العثور عليهم وهناك ايضا نازحين واعتقد أن الكنائس كلها تضررت ولايوجد فرق بين هذا وذاك ولكن الجميع تضرروا ونزحوا من ويلات الحرب والانتهاكات التي حدثت الي جميع ولايات السودان وهناك أشخاص لانعلم عنهم شيئا كما فقدنا الكثير ونتمنى الشفاء للجرحى ورغم ذلك هناك عدد من شبابنا يقفون بجانب القوات المسلحة يدافعون عن وطنهم وبذلك يؤكدون أن السودان وطن يسع الجميع.

تحرير رهائن الكنيسة
تداولت الأنباء بأن جهاز المخابرات استطاع أن يحرر عدد من الرهائن في عدد من الكنائس كيف تنظري لذلك؟
الحقيقة هذه الفترة كانت صعبة جدا لكن حقيقة كان لجهاز المخابرات والقوات المسلحة وهي المؤسسة السودانية القومية، كان لها دور في اثراء المحبة والسلام، وتم إطلاق سراح عدد من الرهائن وكانوا يعيشون ظروف سيئة جدا من تعذيب.

زيارة البرهان للكنيسة
بالأمس سجل رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان زيارة تفقدية للكنيسة بأمدرمان؟
ان يقوم السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بزيارة الكنيسة بنفسه هذا موقف له دلالاته واعتقد انها كانت تعزية شاملة لكل المسيحيين داخل وخارج السودان وعبركم تتقدم بالشكر لمبادرة الرئيس لتفقده الكنيسة ونتمنى ان يعود السودان افضل من الاول وان نكون جميعنا داعمين للقوات المسلحة في أن يكون السودان خالي من هذه المليشيا وان تتوقف كل الانتهاكات وان يكون السودان مستقر وأمن بإذن الله.

لا مساواة بين الجيش والمليشيا
رسالتكم للمجتمع الدولي وداعمي المليشيا بعد تمردها في السودان؟
الحقيقة نقولها بكل وضوح، لايمكن مساواة جيش الدولة السودانية بالمليشيا وللاسف هذا مانراه في الإعلام.. لا يمكن بعد كل مافعلته المليشيا من اغتصاب ونهب وسرقة أن يتم مساواتهم بالجيش الوطني، ورسالتنا للمجتمع الدولي أن نعمل معا لنحقق السلام وإيقاف الحرب فورا وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية عبر الدولة والقنوات الرسمية للحكومة الى كل المتضررين من ويلات الحرب، ونتمنى ان يفرض السودان سيادته، واعتقد كانت هناك بعض المفاوضات لكنها فشلت بسبب تعنت المليشيا، ونقول ان الشأن السوداني يظل خاص بالسودانيين فقط وهو شان سوداني خاص بكل السودانيين ليضعوا لمساتهم في تحقيق السلام ولابد أن تنتهي الحرب سواء في العاجل القريب أو البعيد فهي ستنتهي حتما.

دول تساند المليشيا
واقول بأن التاريخ لايرحم احد لان هناك دول مجاورة ولا أريد أن أوجه اتهاما لدولة معينة ولكن اقول هناك دول جارة ساعدت في التخريب في السودان، والتاريخ لايرحم ونتمنى أن تقوم هذه الدول بمراجعة ما قامت به من دعم للمليشيا كما نتمنى من كل الدول الصديقة أن تساهم في إيقاف الحرب وان يعم السلام في السودان.

رسالتي عدم التخاذل
ماهي رسالتك لقيادات العمل السياسي بالبلاد الان؟
أوجه رسالتي لكل الشعب السوداني بأننا نعزي انفسنا بما حدث ونتمنى أن يرحم ربنا شهدائنا وان يشفي جرحانا وان يصحوا الشعب السودان على أنه لافرق بيننا وكلنا واحد وماحدث في الجزيرة وحدث في الجنينة والفاشر تضرر منه الجميع، واتمنى ان يصحوا الشعب السوداني ويوحد صفوفه لاننا نريد للسودان أن ينهض ويكون له دستور، ونحتكم جميعا للقانون فقط واتمنى ان يكون كل مفهوم الشعب السوداني الوطنية.

قضية وطن
والحقيقة اطلب من كل القوى السياسية عدم التخاذل وأبناء السودان الآن امامهم قضية وطن وان التاريخ يسجل المواقف واتمنى ان يصحو الجميع لوطنهم ووطنيتهم فانت مهما بلغت وانت خارج وطنك لاتساوى اي شيئا.

والي الخرطوم
كيف تنظرين لزيارة والي الخرطوم للكنيسة وتفقد احوال المسيحيين؟
نشكر السيد الوالي جهوده ووقوفه وصموده في هذه الظروف التي تمر بها البلاد، ونوصل له صوت شكر لتفقده للمسيحيين ووصوله لبعض الأسر في منازلهم ونحن عاجزين عن الشكر لتواجده في الميدان وانا بالانابة عن كل هذه الأسر اوصل للاخ والي الخرطوم صوت شكر وتقدير واحترام لما تقدمه في الولاية واتمنى من الله ان يوقف ويلات الحرب وان يكون السودان سالم آمن.

الجيش مؤسسة وطنية
رسالتك للمواطنين الذين وقفوا مع القوات المسلحة؟
نحن كمواطنين سودانيين ندعم القوات المسلحة لأنها مؤسسة وطنية والحقيقة أن كل مواطن سوداني له دور في إزالة مخلفات الحرب وبعد وقوف الحرب ستواجهنا أثار سلبية ولكل مواطن واستاذ وطبيب ومعلم ومهندس واي شخص في جميع مجالاته والحرفيين كذلك سيكون للجميع دور للمساهمة في تعمير البلد وان يزيل مخلفات ويلات الحرب .

زيارة الاب فليوثاوس فرج
كنتم ضمن وفد من رموز المجتمع السوداني بالقاهرة لزيارة الأب فليوثاوث فرج، ماهي مدلولات الزيارة والغرض منها؟
الاب فيليو رمز من رموز السودان وقائد وقيادته للكنيسة معلومة، الحقيقة وجدت الزيارة صدى كبير جدا في نفسه لانه مريض ويمر بفترة عصيبة من المرض ولكن في الحقيقة كان استقباله لنا بصورة مفرحة جدا وقال انه يتمنى السلام للبلد والعودة لارض الوطن.
ونحن شاكرين جدا لكل الاخوة الذين ساهموا في هذه الزيارة لأنه كان عندها صدى نفسي للاب وفيها تعزية له ولجميع المسيحيين بسبب كل ماحدث، ونتمنى ان كل وفد رئاسي وزاري يصل القاهرة ان يطمئن عليه وعلى كل رموز الكنائس السودانية.