في إطار سعيه للارتقاء بحركة النشر والبحث العلمي واثراءاً للنشاط الثقافي نظم مركز المقرن للخدمات الصحفية والاعلامية بمقر مؤسسة الجودة التربوية والتعليمية الخاصة بالقاهرة بالقاهرة تدشيناً لكتاب مدير المؤسسة الدكتور عبد الله محمد بدوي الموسوم بـ (الجودة في التعليم الأساس – دراسة تطبيقية) والكتاب في إصله أطروحه جامعية نال بها بدوي درجة الدكتوراة في الإدارة والتخطيط التربوي.
حسناً فعل مركز المقرن أن حشد لتدشين الكتاب جمعاً متنوعاً من أهل التربية والفكر والأدب والثقافة والإعلام تقدمهم الدكتور عاصم أحمد حسن المستشار الثقافي لسفارتنا بالقاهرة والمستشار بالسفارة محمد فتح الرحمن لذلك كانت التغطية بقدر المحفل وزيادة، وقد تبارى المتحدثون بدءاً من البروفيسور سهام محمد أحمد مدير جامعة الزعيم الازهري سابقاً ومبتدر في طرح الافكار النيرة التي ستكون بالتأكيد إضافة حقيقية للكتاب حين عرضه في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورة يناير من العام القادم بإذن الله، وقد اشتمل الحفل على العديد من الكلمات ذات الصلة وتكريما لبعض الشخصيات سنعود إليه في مقال منفصل بإذن الله .
إن الجودة أصبحت ضرباً من ضروب الإدارة وفي كثير من المؤسسات كونت لها إدارة وفي بعض الدول شكلت لها وزارة لذلك اختار الباحث الدكتور عبد الله البدوي أن تكون الجودة عنوانا لمدارسه استنارة.
ذلك لأن الدكتور البدوي باحث نقاد وليس نقال وكل معلم هو بالضرورة باحث عن حقيقة الاشياء وما هو مخفي من عالم المادة فيسعى لهز المسلمات حتى تساقط عليه فهماً جلياً يدركه أولاً ثم يلقنه لطلابه علماً سهل الهضم ميسورا .
ولعل ذلك يأتي اقتباساً من هدي خير معلم مدبر الكون ومؤتي العلم، واتساقاً مع نهج نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه فينا رسولاً منا يعلمنا الكتاب والحكمة ويزكينا، ويهدينا سبل التماس الجودة قائلاً: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
إن تعقيدات حياتنا المعاصرة وتطوراتها المتسارعة في كافة الميادين جعلت من العسر أن نجد وقتاً للتفكير والتدبر من أجل استقراء واستخلاص الحقائق المثبتة، واستمزاجها بالأدلة العلمية الموضوعية، كما في هذه الدراسة التطبيقية التجريبية، لذلك جاء هذا الكتاب بعنوان الجودة في التعليم الأساسي – دراسة تطبيقية لمؤلفه الدكتور عبد الله البدوي ليحاول عبره أن يلقي حجراً يحرك به سكون غدير تلك المجالات.
إن تدشين هذا الكتاب مناسبة للحديث عن مؤسسة الجودة راسخة الاقدام في السودان و ذائعة الصيت في مصر، تلك المؤسسة التي لم تكتف بالريادة التعليمية، ولكنها اهتمت بالانشطة الثقافية اللاصفية والوطنية فكان لها في مقدمة مؤسسات أخر قدحاً مثل قدح ود زايد في دعم القوات المسلحة في معركة الكرامة والتي سينتصر فيها الحق بأذن الله ويزهق الباطل كما وعد، بل أنها اصبحت ملتقى للسودانيين في تواصلهم الاجتماعي وكأنها تتأسي بابيات محمد الحسن سالم حميد التي تغنى بها مصطفى سيد أحمد : (أيه الدنيا غير لمة ناس في خير أو ساعة حزن).
ولعل نقاش الكتاب يقودنا الى مدارسة مفهومي الجودة والتميز ، ذلك لأن الجودة قد تكون موجودة ولكنها رديئة او ممتازة كما مؤسسة الجودة مثلاً بينما التميز قرين التفوق والدرجات العلى من النجاح، ولربما نكون قد ترجمنا مصطلحي الكم والكيف من اللغة الانجليزية ترجمة حرفية غير مناسبة، وكان حقيق حلينا ان نقول التميز والابداع عندما نقوم فنصل القمة، والقمة من القيام (يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ (1) قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا (2))ٰٓ (يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ (1) قُمۡ فَأَنذِرۡ).
ولعل ذلك ما قام به أيضاً الدكتور عبد الله البدوي الى احدى القمم كما تقول سيرته الذاتية أنه مؤسس ومدير عام مؤسسة الجودة التربوية التعليمية الخاصة بالسودان وجمهورية مصر العربية وحائز على درجة دكتوارة الإدارة والتخطيط التربوي من جامعة امدرمان الاسلامية وتقلب في العديد من المواقع الادارية وعمل معلماً ومدرباً معتمداً لمديري المدارس ومحكماً بجائزة الجمهورية للأداء الحكومي المتميز ومدققاً في نظام الجودة والايزو (٩٠٠١)، بالإضافة الى اسهامات أُخر قد لا يتسع المجال لذكرها .
إن تدشين هذا الكتاب مناسبة قيمة نسجل فيها صوت شكر مستحق لمركز المقرن للخدمات الصحافية والاعلامية، ذلك المركز الذي نطق في المهد صبياً فتداعى الناس للنهل من معين خبره اليقين، والتحية موصولة لمدير ومؤسس المركز الدكتور عمار زكريا ، الذي أكد أن العزيمة سبيل النجاح والمثابرة نبراس التقدم.