عضو اللجنة التمهيدية للتحالف الاتحادي الاستاذ عادل ابراهيم حمد في أول حوار مع (المقرن):

*هيمنة بعض المجموعات في مركزية القرار اضعف الحزب

*كل الفصائل الاتحادية تلتقي عند الوسطية

*فكرة النداء شأن حزبي داخلي

حوار: أحمد قاسم البدوي
اطلق الحزب الاتحادي -الاقليم الاوسط نداءا لعضويته وقواعده لتقديم تجربة لإحياء وبعث تاريخ الحزب الوطني، وطرح من خلال تلك الدعوه التي تطلقها عددا من القضايا حول الحكم الفدرالي ودولة المواطنة والقانون.
صحيفة (المقرن) التقت بعضو اللجنة التمهيدية للتحالف الاتحادي الاستاذ عادل ابراهيم حمد واجرت معه اول حوار حول ذلك النداء وطبيعته والعديد من التقاطعات والاستفهامات.. فإلى مضابط الحوار:

أهداف النداء
أطلقتم نداءا للتحالف الاتحادي باسم الإقليم الاوسط ما هي اهداف ذلك النداء؟!
طال أمد الأزمة التنظيمية في الحركة الاتحادية وتعددت واجهاتها رغم اشتراك كل اللافتات في مرجعية الوسطية الرحبة، وانعكس ذلك سلبا على التأثير السياسي للاتحاديين وتراجع دورهم كثيرا . رأينا أن من أهم أسباب الضعف هيمنة مجموعات في المركز على القرار، ساعدها على ذلك وجود هيكل تنظيمي صوري يكمل (الشكل) بدون ان تكون له فاعلية . فرأينا ان نشكل التحالف الاتحادي في الإقليم الوسط ليكون معبرا حقيقيا عن هموم وتطلعات القواعد، وتصحيحا للصورة المقلوبة التي جعلت المركز وصيا على قواعد الحزب .

الدعوة اتحادية
هل الدعوة تقتصر على الإتحاديين ام كل من يريد الإنضمام إليها؟!
نعم الدعوة للاتحاديين، فهذا التحالف ليس منبرا جهويا يخص مواطني الاقليم ، بل هو تنظيم سياسي يعني الاتحاديين بمختلف فصائلهم ويسعى لتوحيدهم على اساس تنظيمي جديد.

تكريس المناطقية
فكرة الاتصال القاعدي التي تقوم على المناطقية الا تعني تكريسا لها؟!
في هذا الوطن شاسع المساحة ، لا بد من لامركزية في الإدارة، سواء أكان ذلك على مستوى الحزب او ادارة الدولة، لذلك تنبع فكرة التحالف الاتحادي في الإقليم الاوسط وغيره من الأقاليم او الولايات من هذه القناعة . وتتضح واقعية الفكرة عند مقارنتها بمقابلها من إدارة مركزية تتجاهل خصوصية كل إقليم .

العلاقة مع مصر
لماذا التركيز على العلاقة مع مصر فقط رغم تعدد المحيط الاقليمي؟!
لان مصر هي القوة الاقليمية الاكثر تاثيرا بلا جدال ، و بما انها دولة جوار فمن الطبيعي ان نولي هذه العلاقة اهتماما خاصا ما دامت مصر تجمع بين الجوار والتأثير الاقليمي .. وقد كان ألرواد الاتحاديون بعيدي النظر حين دعوا في وقت مبكر لصيغة من صيغ الاتحاد لتحقيق المصالح المشتركة وراجت في عالم اليوم فكرة التكتلات الاقليمية مثل التعاون الخليجي والسوق المشتركة والاتحاد المغاربي وغيرها لندرك نفاذ بصيرة الرواد الاتحاديين، ونحن على دربهم سائرون

لا إنشقاق ولا حزب جديد
الا يمكن ان تعتبر هذه الدعوة في حد ذاتها إنشقاقا وميلادا لكيان مستقل عن الاتحادي الأم؟!
التحالف الاتحادي اطار تنظيمي واسع (يجمع) الأحزاب والفصائل الاتحادية ، ومظلة يمكن ان تعمل تحتها كل الأحزاب والفصائل الاتحادية بما يحفظ لها خصوصيتها ويتيح لها التواصل والعمل في إطار برامج مشتركة مما يعزز الثقة ويحقق التقارب، وهو بذلك ليس حزبا ولا فصيلا ينبئ بانشقاق جديد .
التحالف الاتحادي ينطلق من حقيقة أن الفصائل الاتحادية المختلفة تلتقي كلها عند فكرة الوسطية والاعتدال، وتستقوي كلها بأمجاد تاريخية صنعها الرواد واورثوها للأجيال اللاحقة . وعليه، تضعف تبريرات الانقسام في كيان تجمعه فكرة متسقة وتاريخ مجيد.

تراجع التأثير التأريخي
أنطلقت آراء واسعة بأن التأثير التاريخي للحزب الإتحادي في السياسة السودانية شهد تراجعا كبيرا لصالح قوى حديثة؟!
الاتحادي تيار عريض يضم قوى حديثة وقوى تقليدية وقد ظلت القوى الحديثة تضطلع بدورها في القيادة بينما تكتفي القوى التقليدية من إدارات أهلية وطرق صوفية بالدعم المعنوي والجماهيري، وقد صعدت القوى الحديثة لموقع القيادة كتطور مجتمعي طبيعي . وتعتبر المقارنة بين وفد السودان إلى بريطانيا في العام 1919 ووفد السودان إلى باندونق عام1955 افضل مثال للانتقال من التقليدية إلى الحداثة حيث تكون الوفد الأول من زعماء الطوائف وقادة القبائل بينما تشكل وفد باندونق ثمرة لمؤتمر الخريجين الحديث ، فقاد الوفد اسماعيل الأزهري وضم مبارك زروق وحسن عوض الله – وكلهم من الاتحاديين .
ظلت الحركة الاتحادية تحت قيادة وإدارة قوى حديثة مع احتفاظ الحركة بدعم جماهيري من قوى تقليدية وهو ما لم يتسن لقوى يسارية ولا يمينية التي جذبت نخبا حديثة ولم تجذب قوى تقليدية مما اضطرها لتشكيل أذرع عسكرية داخل الجيش .
وعليه، فإن الحركة الاتحادية حركة حديثة اصلا . ولها علاقة تاريخية متوازنة مع طائفة الختمية؛ الا ان هذا التوازن قد اختل بوصول مرشد الطريقة إلى موقع رئيس الحزب، وهو أمر غير معهود في الحركة الاتحادية، حيث ظلت القوى الحديثة تقود الحزب وتديره بلا احتكار مواقع قيادية لبيت او أسرة او قبيلة – كقاعدة أساسية في اي حزب ؛ باعتبار الحزب أحد مؤسسات الحداثة
لذلك تاثر الحزب تأثر بعض الشيء بهذا الطور غير المعهود، لكنه لم يفقد تأثيره لصالح قوى تزعم احتكار الحداثة .

التحالف ومعركة الكرامة
إطلاق النداء في ظل الحرب الا يعني عدم الاهتمام بمعركة الكرامة ومواجهة الجيش لتمرد المليشيا؟!
اتهام مردود، فالنداء صادر من تحالف يضم احزابا اتحادية أعلن كل واحد منها على حدة دعمه للجيش بلا تحفظ ولا لجلجة، اما النداء فهو شأن حزبي داخلي يخص الإصلاح داخل الحركة الاتحادية، وهذا لا يقيد أعضاء التحالف من إعلان مواقفهم من القضايا الوطنية – كما حدث بالفعل .

الموقف من (تقدم)
ماهي رؤية التحالف للتعامل مع تنسيقية تقدم بقيادة عبدلله حمدوك وموقفها من الحرب؟!
لا تتفق رؤانا مع رؤى (تقدم) خاصة وأنها لا تبدي رفضا صريحا لممارسات الدعم السريع وتساوي بينها وبين الجيش الوطني – المؤسسة العسكرية الشرعية، كما أن اتفاق الثاني من يناير مع الدعم السريع كان فيه تعجل غير مبرر. وأبدى أعضاء من تقدم تعاطفا الدعم السريع في مؤتمر أديس أبابا الأخير
ومع ذلك نحن ضد تخوين تقدم . وندعو ان يحاكمها الشعب سياسيا في اول اختبار قادم . حتى نعزز المبدأ الديمقراطي بأن يؤول كل الأمر للإرادة الشعبية بلا وصاية من أية جهة، وبلا إقصاء لأي تنظيم .

مؤشرات النجاح
هل من مؤشرات لنجاح التحالف في ظل تنافس وغيرة  سياسية داخل المنظومة الاتحادية نفسها؟!
اوضح مؤشرات النجاح هي ان استجاب لفكرة مظلة التحالف الجامعة رموز بارزة من فصائل اتحادية مختلفة ، فقد استجاب للفكرة قادة من الأصل ومن المسجل والوطني الاتحادي (ازرق طيبة) والقيادة الجماعية (حسن هلال) وحزب الأشقاء وشخصيات غير منتمية لأي من الفصائل إيمانا من كل المستجيبين بواقعية الفكرة التي تمنح رموز الإقليم دورهم الحزبي المستحق وتعيد التوازن بين المركز والإقليم.

إرسال التعليق

error: Content is protected !!