من جهة أخرى عبود عبدالرحيم

*هل انتهت الحرب؟*

سادت حالة من التراخي العام بالتزامن مع تشكيل حكومة كامل إدريس، وتراجعت اهتمامات الناس والإعلام بمتابعة العمليات القتالية ومواجهة تمرد آل دقلو بصورة مستمرة، وعادت صراعات التوزير والتوظيف التي كانت الحرب قد طغت عليها.إن تشكيل الحكومة المدنية في ظل الحرب جاء استجابة لضغوط الخارج، ولم يتحقق أيٌّ من الوعود المبذولة إقليمياً أو دولياً؛ فلا أعيد السودان إلى البيت الإفريقي الذي كان من مؤسسيه، ولا تعامل المجتمع الدولي بجدية مع واقع التمرد المدعوم بالسلاح والمال من أبوظبي على شرعية الدولة.*هل انتهت الحرب؟*بعد تشكيل حكومة إدريس ازداد حصار الفاشر حتى سقطت، وتعرض المواطنون للتنكيل، ولم نعد نعرف على وجه الدقة عدد القتلى ولا الأسرى ولا المغتصبات.*هل انتهت الحرب؟*بعد استوزار المدنيين والخبراء القادمين من وراء الحدود، تراخى الاستنفار وتراجع الاهتمام بأخبار المتحركات، حتى يخال لحماة الثغور أن مكافآت جهادهم وقتالهم تُحصد لصالح آخرين كان البلاد لم تشهد تمردا ولا حربا ولم تبذل ارواح ودماء.*هل انتهت الحرب؟*لا، ولكنها غفوة التراخي التي زرعها أهل السياسة، وشغلوا بها القوات والاستنفار، حتى أصبح الحبر المسكوب في خلافات رئيس الوزراء ووزير إعلامه متقدماً على اهتمام إدريس بالقتال في بابنوسة وهجليج، وبشهداء رياض الأطفال بكلوقي.*هل انتهت الحرب؟*وهل حان وقت تتعالى فيه أصوات السياسيين حول اللقاءات والمفاوضات والتواصل، حتى مع عملاء أولاد زايد من نيالا إلى أبوظبي وجيبوتي؟لم تنتهِ الحرب بعد، والمليشيا ومرتزقتها يراهنون على حالة التراخي السياسي المدني الإدريسي. كما أن اهتمامات وأولويات حكومتنا المدنية، للأسف، لم تعد كما كانت.والرأي عندي ـ ويشاركني فيه كثير من الموجوعين، أو هكذا أظن ـ أن تتوقف حكومة الوافدين بقيادة كامل إدريس عند هذا الحد.. شكر الله سعيكم.وعوضاً عن ذلك، يجب تشكيل حكومة حرب عسكرية محدودة المهام، وإطلاق يد جهاز المخابرات بكل خبراته الأمنية الإستراتيجية، وتجاوز الغرب ومخططاته الواضحة مع دويلة الشر وعملائها، ثم قرارات سيادية باستعادة اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر، ورفع شأن مصالح السودان في الإنهاء الفوري لتجميد اتفاق القاعدة الروسية على البحر الأحمر، وبداية الاتجاه لتنفيذه.لا لم تنتهِ الحرب بعد، ولكن التراخي يتسرب وينتشر كما النار في الهشيم، والجيش يستنصر بالشعب، الذي يعاني صدمته في حكومة هزيلة البيانات، لم تتقدم خطوة واحدة تجاه قضاياه، ولم تحقق أي إنجاز سوى اتصال رئيس الوزراء لرفع الإيقاف عن “لينا الحدث والعربية”.*(المقرن 11 ديسمبر)*

إرسال التعليق

You May Have Missed

error: Content is protected !!