ببساطةد/ عادل عبد العزيز الفكي
اطadilalfaki@hotmail.com*
ميزانية المملكة للعام 2026 مؤشر لاقتصاد متطور*صدور (نسخة المواطن) من الميزانية دليل على احترام المواطن السعودي.أرقام الميزانية السعودية تشير لاقتصاد ضخم ومتطور.الاستثمارات في الذكاء الصناعي يضع المملكة في صدارة الدول الرقمية.أصدرت الحكومة السعودية بدايات هذا الشهر (ديسمبر) نسخة المواطن من وثيقة الميزانية للمملكة العربية السعودية للعام المالي 1447/ 1448- 2026، إن إصدار نسخة للمواطن من الميزانية فيه تقدير للمواطن السعودي، ودعوة له للتفاعل والمشاركة مع الحكومة في تحقيق أهداف الميزانية. وهي تأتي كذلك في إطار تعزيز الشفافية والتواصل مع المواطنين. أشارت أرقام الميزانية الى استهداف زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.6% عن العام 2025 ليبلغ 3.6 ترليون ريال، أي حوالي ترليون دولار، لتبقى المملكة ضمن أكبر 20 اقتصاد على وجه الأرض.يتوقع أن تبلغ جملة الإيرادات للموازنة 1.1 ترليون ريال، فيما تبلغ النفقات العامة 1.3 ترليون ريال ليبقى العجز في حدود 3.3% من الناتج المحلي وهذه نسبة آمنة جداً.توزع الانفاق المتوقع على مجالات فيها التفاتة حقيقية لاحتياجات المواطن، حيث خصص للإنفاق على الصحة والتنمية الاجتماعية 259 مليار ريال، التعليم 202 مليار ريال، الموارد الاقتصادية 92 مليار ريال، الخدمات البلدية 72 مليار ريال، فيما خصص للإنفاق العسكري 240 مليار ريال.
لكن الإيجابي في الانفاق العسكري هو توطين 50% من حجمه بالمملكة، وهذا يفتح فرص عمل واسعة للشباب، ويلاحظ أنه من ضمن الانفاق العسكري توريد 3 سفن قتالية نوع كورفيت (أفانتي 2200) وهي سفن عسكرية متطورة للغاية يشير توريدها لسعي المملكة لفرض سيطرتها على بحرها الإقليمي، خصوصاً المطل على البحر الأحمر.
من اللافت للنظر كذلك في ميزانية العام 2026 للمملكة العربية السعودية الاهتمام بالعنصر البشري، حيث تمت الإشارة لابتعاث 1080 طالب وطالبة لأفضل 30 جامعة حول العالم. وتشجيع تعلم اللغة الصينية في الجامعات والمعاهد السعودية، وإصدار مقررات جديدة للمرحلة الثانوية تشمل السياحة والضيافة، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، الإسعافات الأولية، تصميم الزياء.إن إصدار هذه المقررات الجديدة يشير لاستمرار رغبة المملكة في تنويع الاقتصاد عن طريق السياحة، والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، ومجالات الأمن السيبراني، وبالفعل يلاحظ أن نسبة 55% من الناتج المحلي الاجمالي للمملكة جاء من الأنشطة غير البترولية.
بالنسبة للسودان فإن زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بهذه النسب المقدرة يعني توسع الاقتصاد وزيادة دخل الفرد المقيم بالمملكة من هذا الناتج، وبالتالي توسع استهلاكه، وهذا يعني بالنسبة للاقتصاد السوداني سوق هائل جداً قريب للغاية ويسهل النفاذ اليه، خصوصاً في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية، التي أشارت رؤية المملكة للعام 2030 للاستثمار في مجاليهما في السودان ومصر.
قد يكون من المفيد للاقتصاد السعودي الاستفادة من الفرصة التي منحها السودان للمملكة في العام 2017، وهي مليون فدان زراعي في أراضي عالية الخصوبة أعالي نهر عطبرة وستيت شرق السودان، كما من المفيد للمملكة وللسودان الاستثمار في استخراج كنز البحر الأحمر من المعادن الثمينة القابع في أعماق البحر الإقليمي المشترك بين الدولتين. والله الموفق.


إرسال التعليق