“ذئاب الصحراء”.. مرتزقة كولومبيون في قلب الفاشر وسط كارثة إنسانية تلوح بالأفق….!!!
تقرير:آمال حسن
في خضم الصراع الدامي الذي يشهده السودان، وتحديدًا في ولاية شمال دارفور، تتوالى التقارير التي تكشف أبعادًا جديدة وأكثر تعقيدًا للحرب المستعرة هناك. فقد أماطت صحيفة التلغراف البريطانية اللثام عن وجود مئات المرتزقة الكولومبيين، ضمن مجموعة تُعرف باسم “ذئاب الصحراء”، يقاتلون في صفوف قوات الدعم السريع داخل معسكر زمزم القريب من مدينة الفاشر.هذا التطور لا يُمثل فقط خطرًا أمنيًا على المدينة، بل يُفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها المدنيون، في ظل الحصار والتجويع والتهجير القسري، وسط صمت دولي مقلق.وجود عسكري أجنبي في معسكر زمزم..!!كشفت صحيفة التلغراف البريطانية، في عددها الصادر بتاريخ 4 أغسطس 2025، أن ما يصل إلى 400 مقاتل كولومبي تم رصدهم وهم يتحركون داخل معسكر زمزم، الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي.وتتبع هؤلاء المرتزقة مجموعة تطلق على نفسها اسم “ذئاب الصحراء”، وقد تم جلبهم إلى السودان عبر شركة أمنية إماراتية، أوهمتهم بأنهم سيعملون على حماية منشآت نفطية، ليتبين لاحقًا أنهم زُجّوا في أتون صراع دموي، على الخطوط الأمامية للقتال.تهجير قسري وتحويل المعسكر إلى قاعدة عسكرية..!!ووفقًا لتنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر، قامت قوات الدعم السريع بإخلاء معسكر زمزم بالكامل من نازحيه، مستخدمة التهديد بالسلاح، وأجبرت آلاف العائلات على مغادرته قسرًا.فيما بعد، تم تحويل المعسكر إلى قاعدة عسكرية متقدمة تُستخدم لشن هجمات على مدينة الفاشر، وذلك بعد استقدام مرتزقة أجانب، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.شهادات من الداخل: لغات أجنبية وجثث لم تُدفن..!!قال محمد خميس دوادة، المتحدث باسم إدارة المخيم، لصحيفة سودان تريبيون:> “لقد شهدنا جريمة مزدوجة؛ تهجير أهلنا على يد قوات الدعم السريع، ثم احتلال المخيم من قبل مرتزقة أجانب”.وأكد دوادة أن مجموعات مسلحة تتحدث الإسبانية شوهدت وهي تتجول بحرية داخل المعسكر، بين أنقاض المنازل المهدمة، وجثث الضحايا التي لا تزال ملقاة في العراء، دون أن تجد من يدفنها.شركات أمن خاصة ومرتزقة في صراع داخلي..!!وفقًا لوسائل إعلام كولومبية، فإن هؤلاء المرتزقة هم جنود سابقون في الجيش الكولومبي، تم التعاقد معهم عبر شركة أمنية تتخذ من الإمارات مقرًا لها، بعد أن وُعدوا بعقود للعمل في حماية المنشآت.لكنهم وجدوا أنفسهم في قلب معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ضمن صراع مستمر منذ أكثر من عامين، مما يسلّط الضوء على خطر عسكرة النزاعات عبر شركات خاصة ومرتزقة دوليين.كارثة إنسانية تلوح في الأفق..!!في غضون ذلك، أطلق برنامج الغذاء العالمي تحذيرًا خطيرًا بشأن الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، حيث يواجه السكان المحاصرون خطر المجاعة، بعد أن توقفت المساعدات الإنسانية نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع.وقال إريك بيرديسون، المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في شرق وجنوب إفريقيا:> “الجميع في الفاشر يكافحون يوميًا من أجل البقاء. لقد استُنفدت آليات التأقلم بعد أكثر من عامين من الحرب. وبدون وصول فوري ومستمر للمساعدات، ستُفقد الأرواح”.ويُقدر عدد السكان المتبقين في المدينة بعشرات الآلاف، وسط شح شديد في الغذاء والماء والدواء، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، إن لم يتم تدارك الوضع سريعًا. خطر يتجاوز حدود السودان..!!ما يجري في معسكر زمزم ومدينة الفاشر يُشكّل سابقة خطيرة في تاريخ النزاعات المسلحة في السودان، حيث بات الصراع المحلي ساحة مفتوحة لتدخل المرتزقة الدوليين، وسط عجز المجتمع الدولي عن التدخل أو محاسبة المتورطين.تؤكد هذه التطورات الحاجة إلى تحقيق دولي عاجل، وتحرك إنساني فوري لإنقاذ المدنيين العالقين، ووقف الانتهاكات المتكررة التي قد ترقى إلى جرائم حرب.
إرسال التعليق