بابكر يحي يكتب:ماذا يعني التحام جيشي المدرعات والقيادة.. ؟
ماذا يعني التحام جيشي المدرعات والقيادة العامة..؟!
◾️بابكر يحيى
التحام جيشي المدرعات والقيادة العامة يعني قفل آخر مسار كان يمكن أن تنسحب به المليشيا من القصر ومن السوق العربي فقد كانت تخرج بشارع القصر مرورا بمستشفى الشعب ثم الانحراف بالجنوب الشرقي وصولا لشارع المطار وحتى السوق المركزي وهذا ما فقدته اليوم بمنتهى الغباء والرعونة ؛ فقد أغلقت عليها اليوم جميع الطرق غربا وشمالا وجنوبا وشرقا .. المليشيا تقاتل وكأنها تواجه فزع قبلي ولا تدرك أنها تواجه جيش منظم ولديه خبرة في القتال تفوق المئة عام .. استطاع الجيش أن يصمد لسنتين كاملتين أمام الهجوم العنيف والمتكرر ومع ذلك حافظ على مواقعه ؛ بينما لم تستطع المليشيا حتى الآن أن تصمد أمام الحصار لمدة أسبوع واحد في كل المواقع التي حاصرها فيها الجيش ابتداء من الإذاعة وجبل مويه ومدني والجيلي وبحري وشرق النيل ؛ وبالطبع ليس انتهاء بالقصر الجمهوري ؛ فطبيعة التكوين لهذه المليشيا قائمة على الهجوم الخاطف والمباغت معتمدة في ذلك على سرعة سيارات الدفع الرباعي التي كانت تمتلكها ! وكثافة النيران التي تستخدمها ببزار شديد وقد أفقدها طول الحرب هذه الخواص وبذلك أصبحت المليشيا بلا نقاط قوة تذكر ؛ وهو الأمر الذي يجبر قائد المليشيا على الظهور كل مرة عندما تكثر عليهم الهزائم ليشعرهم بالنصر معتمدا على عدم بصيرتهم وجهلهم التام بطبيعة الحرب التي يخوضونها ؛ قائد المليشيا يعلم أنهم قوم تبع لا ينظرون ولا يتفكرون ؛ هم يسيرون من خلفه لهلاكهم كما تسير الأنعام (لأماكن الجزاره ) حينما يوفر لها العلف – لذلك وفي كل مرة يخرج منهم القادة ويتركونهم يواجهونهم الموت وهلاكهم المحتوم .. ترى كم سيهلك منهم هذه المرة في محيط القصر الجمهوري ووسط الخرطوم ؟!
إرسال التعليق