بعد مهلة ال (48) ساعة.. الفاشر تكسب رهان تحدي المليشيا

تقرير: أحمد قاسم
لازالت هناك حالة من الترقب رغم انقضاء مهلة ال(48) ساعة التي منحتها مليشيا الدعم السريع للمقاتلين في قيادة الفرقة السادسة مشاة بالفاشر بالتسليم .
وتشهد مدينة الفاشر حتى ساعات هذا اليوم هدوءا وسط استعداد تام من القوات المسلحة والقوة المشتركة .

وكانت مليشيا الدعم السريع قد أمهلت عبر بيان لها المسلحين والمقاتلين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، 48 ساعة لتسليم المدينة ومغادرتها. و تضمن البيان الذي أصدرته قوات الدعم السريع تعهدا بحسن معاملة المقاتلين.

الجيش يرد:
وفي تطور متصل أصدرت الفرقة السادسة مشاة بيانًا ترد فيه على قوات الدعم السريع، حيث منحتهم مهلة 96 ساعة لمواجهة القوات في مدينة الفاشر بشكل علني.

وجاء البيان في إطار تصعيد التوترات بين الطرفين، حيث أكدت الفرقة أنها لن تتسامح مع أي محاولات للتهرب من المواجهة، مشددة على أستعدادها للدفاع عنها بكل قوة.

محاولة دعائية:
وقلل محللون سياسيون من اهمية المهلة و النداء الذي أطلقته مليشيا الدعم السريع لقيادة الفرقة السادسة مشاة بالفاشر واصفين إياه بالمحاولة الدعائية لرفع الروح المعنوية .

وقال المحلل السياسي والخبير في شؤون القرن الافريقي عمار العركي
إنه وبناءا على المعطيات الحالية، يبدو أن مهلة الـ 48 ساعة التي حددتها مليشيا الدعم السريع للقوات الحكومية في الفاشر تفتقر إلى الواقعية، خاصة بعد سلسلة الهزائم المتلاحقة التي تعرضت لها المليشيا. سيطرة القوات المسلحة على قاعدة “الزرق” العسكرية، التي تُعد واحدة من أهم مواقع المليشيا، مما شكلت ضربة قاصمة لقدرتها على التحرك والتصعيد.

واضاف العركي في حديثه لموقع (المقرن) إن تدمير القوات القادمة من الحدود الليبية التي كانت تهدف إلى فتح طريق يربط ليبيا بدارفور يؤكد فشل المليشيا في تأمين الإمدادات الاستراتيجية، مما يزيد من ضعفها على الأرض هذا فضلا عن حالات الاستسلام والهروب المتزايدة بين عناصرها والتي تعكس انهيارًا واضحًا في الروح المعنوية لهذه القوات، ما يجعل من هذه المهلة مجرد محاولة دعائية لرفع المعنويات وإظهار السيطرة.

ولفت العركي في حديثه إن تصريحات والي الفاشر في هذا الإطار تؤكد الثقة الكاملة في قدرة الجيش السوداني على احتواء الموقف وحسم المعركة لصالح استقرار دارفور، مع التزامه بحماية المدنيين ومنع وقوع أي كوارث إنسانية نتيجة لتصرفات المليشيا.
واشار العركي في سياق متصل إن الوضع الراهن يشير إلى أن الوقت يعمل لصالح الدولة وقواتها النظامية، ما يجعل مناورات المليشيا مجرد محاولات يائسة لن تغير من موازين القوى الحالية.
الروح المعنوية:

وأكد القيادي في مجلس نظارات البجا الاستاذ/احمد موسى عمر في حديثه لصحيفة (المقرن ) إن المليشيا ليست لديها القدرة العسكرية على دخول مدينة الفاشر .

معتبرا إن النداءات التي اطلقتها ممثلة في مهلة (٤٨) ساعة تأتي في سياق رفع الروح المعنوية لمقاتليها بعد الهزائم الكبيرة التي منيت بها في سنار ومدني والآن الخرطوم وربما كانت رسالة ايضا للخارج خاصة تلك الدول الداعمة لها، معللا ذلك في خانة الحرب البديلة او الحرب الإعلامية مستبعدا في ذات الوقت ان يكون النداء لفتح ممرات إنسانية آمنة للمقاتلين في صفوف الجيش السوداني والمجموعات التي تقاتل بجانبه.
ولم يستبعد في ذات الوقت إن يكون ذلك النداء محاولة لتشتيت الانظار للهروب من محور المصفاة الذي تدور فيه عمليات عسكرية .

ورغم انقضاء المهلة المحددة من قبل مليشيا الدعم السريع الا ان مدينة الفاشر التي صمدت في وجه القصف والهجوم المتواصل لما يقارب العام الكامل اثبتت انها مدينة عصية وكسبت الرهان والتحدي بعد انقضاء تلك المهلة.

إرسال التعليق

You May Have Missed

error: Content is protected !!