(صيد الخاطر) د.عبدالإله أبوسن: إلي مدني السني.. (ما جال فيك ظلوم.. الا انكبح وانقاد)


من أرض المحنة ومن قلب الجزيرة هلت بشائر النصر والفتح المبين
السبت الأخضر رفرفت فيه الرايات وتعالت الهتافات ودخلت القوات المسلحة ومن في ركابها من قوات جهاز المخابرات والعمل الخاص ومورال الحركات والاورطى الشرقية ودرع السودان والبراء والمستنفرين والمجاهدين مهللين ومكبرين.. عابرة كل المتاريس بعد أن دكت حصون المليشيات المتمردة وداعميها خلال معارك طاحنة استبسل فيها الرجال وصعدت أرواح الشهداء على حواصل طير خضر إلى عرش الرحمن وعبر رحلة صعودها وعروجها جاء النصر وتحرير ود مدني تلك البقعة المباركة واسطة عقد السودان النضيد جغرافية وتاريخا وقبائل وسحنات وابداعات وفنون وعشق جماعي من أهل السودان حيث التلاقي والغيث والري والترع والقطن ومارنجان وبركات وام سنط وجامعة االجزيرة وقبة السني وماذن الفجر وتواشيح شيخ شاطوط وعبدالسيد ودفع الله المصوبن وشيخ خالد ودردق وأحمد خير المحامي ود.عبدالرحيم ابوعيسى ود.يوسف الحضري ود. عثمان طه وشقدي والخواض وابو سنون ومدارس شيخ الجيلي والكاشف والمساح وابوالأمين وودعم فاروق وموسى الثعلب وحيدر قطامه ومحجوب الله جابو وسانتو وحموري وحمد والديبه وآخرين كثر من اهل الصلاح والفن والإبداع والسوق الكبير
السبت الحادي عشر من رجب الأغر ويناير الإستقلال يوم كتب بمداد من نور وسجل على صفحات تاريخ السودان الجديد
يوم انتصرت فيه إرادة (جيش واحد شعب واحد) بفضل الله وكرمه ووعده الذي لا يخيب (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وهو يوم للحمد والشكر ووقفة للتأمل والمراجعة والصفا والانتباه
والسودان الجديد الخارج بإذن الله من ركام حرب فرضت عليه بتامر داخلي وخارجي حشد له المرتزقة من عدة دول وتولى كبره العملاء وجلبت له المجنزرات والمسيرات واحدث الأسلحة التي قتلت ودمرت واهلكت الحرث والنسل واستباحت المدن والقرى والحرمات
لذلك لابد من إرجاع البصر كرتين في هذا اليوم المجيد والتأكيد على الوقفة الصلبة مع جيش البلاد العرمرم ورفع التحية لقيادته ممثلة في سعادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ورفاقه شمس الدين كباشي وياسر العطا وإبراهيم جابر وقيادة الأركان وفريق المخابرات الوطني المفضل ونائبه اللبيب وقيادات الشرطة وضباط وضباط صف وجنود كافة القوات النظامية وقيادة الحركات المشتركة ودرع السودان والاورطى الشرقية وكتائب البراء والمستنفرين والمجاهدين وقيادات الأحزاب الوطنية والإدارة الأهلية والكيانات والمنظمات والفئات من الشباب والمرأة والطلاب وكل من غبر اقدامه وتصدى بفكره وقلمه وألقى بسهم في معركة الكرامة وهم يشكلون لوحة رائعة بالوان علم السودان ويرددون نحن جند الله جند الوطن
نحتاج بعد التحرير لكامل تراب الوطن لمراجعة شاملة وفترة انتقالية جديدة تقودها القوات المسلحة بقيادتها الحالية لاتتجاوز الثلاثة أعوام يستوعبها تعديل الوثيقة الدستورية الذي اكتمل ويتم إختيار رئيس وزراء بمواصفات تحتاجها المرحلة الجديدة وحكومة رشيقة للتكنوقراط والخبراء فيها النصيب الأوفر يراعى فيها تمثيل كل السودان بقسطاس مستقيم قومية وطنية وفاعلة
وعلى الأحزاب كافة أن تعيد ترتيب صفوفها وتخضع اجهزتها التنظيمية لتمارين ديمقراطية حقيقية لتفرز قيادات مجمع عليها تقدم رؤيتها وكتابها لتنافس حر شريف بنهاية الفترة الإنتقالية ليختار الشعب عبر استفتاء نزيه ومراقب من يقوده في الم رحلة القادمة ووجود معارضة وطنية تسهم في البناء الوطني وإعادة الاعمار في كل المجالات والخدمات
ونعود لنقدم التحية لكل أهل السودان عامة ومواطني الجزيرة خاصة بالداخل والخارج ونهديهم رباعيات من اوبريت الراحل الشريف زين العابدين الهندي لكل اصقاع السودان على قبره صالح الدعوات والرحمات
إذ يقول للجزيرة

محصولك دهب ما بكيلو بي العبار
مواسمك عده محسوبات طوال وكتار
أرضك في الجمال محسوبه بي الأشبار
مشكله بي التراب لكن لجين ونضار

قرانك بزيم من كنت انت بلاد
تقاقيبك تضوي الليل زناد في زناد
ماشقاك ضلال إلا انشبح وانحاد
وماجال فيك ظلوم إلا انكبح وانقاد
صدقت سيدي الشريف زين العابدين فهاهو الظلوم ينكبح وينقاد
وهاهي الجزيرة تعود عروسا مجرتقة بدماء الشهداء وصمود الأوفياء بشارة بمقدم التحرير الكامل والشامل لكل ربوع الوطن الحبيب
والله أكبر والعزة للسودان.

إرسال التعليق

You May Have Missed

error: Content is protected !!