عادت قحت تقدم.. والتي هي في الحقيقة.. “قحط تقزُّم”.. عادت تمارس عادتها القديمة وهي المتاجرة بالدم وقضايا الشعب السوداني.
وإبتلعت قحت حبوب منع الخجل ورفعت صوتها وأطلقت كوادرها وجدادها الإلكتروني للمتاجرة دون حياء بدم السودانيين لأن هذا الدم يخدم خطهم وأهدافهم، فأي دم سوداني لا يخدم هذه الأهداف لن يتبنوه وإن إحمر نهر النيل بدم الشعب السوداني.
وخرجت علينا قحت وبدون حياء لترفع شعارها القديم البالي.. الدم قصاد الدم ما بنقبل الدِيَّة.. هذا الشعار الذي ضلَّلَت به الشعب السوداني وقادتهم به للشوارع، وما أن صعدت على كرسي الحكم حتى تنَكَّرَت لهذا الدم، بل تحالفت مع من هم أكثر دموية.. مليشيا الدم السريع.. وصارت بلا خجل.. جناحها السياسي.
غَضَّت قحت تقزُّم طرفها عن مئات الأرواح التي قُتِلَت في فض الإعتصام، وعمَّقَت علاقتها مع قاتلهم حميدتي، بل جعلت منه حامي لها وراعي لكل مناشطها، ونَصَّبَتهُ نائباً للمجلس السيادي ورئيساً للجانها الإقتصادية.
وتنازلت قحت تقزُّم للدعم السريع عن جبل عامر بقرار رسمي من وزير مالية حمدوك.. هبة محمد علي.. كما أصدرت قرار آخر يسمح لشركات الدعم السريع بإحتكار تصدير الدهب وإستيراد السلع الإستراتيحية.
قحت تقزُّم تبيع الدم متى ما حقق هذا الدم مصالحها، وتُصَفِّق لسافِك الدم إن كان سيعيدها لكرسي الحكم، فهي التي صمتت وما زالت تصمت عن جرائم الإبادة الجماعية التي نفذتها المليشيا في الجنينة وسنار والجزيرة والخرطوم والفاشر وبابنوسة وكل ولايات السودان، وظلَّت داعم وشريك سياسي أساسي للدعم السريع، تُوَفِّر له الغطاء السياسي وتقِف معه في خندق واحد ضد الشعب السوداني.
وتبقى قحت تقزُّم في نوم وثبات عميق كلما قتلت ونهبت وإغتصبت مليشيا آل دقلو الشعب السوداني ويرتفع صوتها إن ضرب الطيران السوداني تجمعات المليشيا في الأسواق أو الأحياء.
وها هي قد خرجت علينا تقزُّم اليوم ببيان تطالب فيه بتسليم عناصر المخابرات العامة بكسلا للعدالة، وهي كلمة حق من فمٍ مجرم ومن بوقٍ ظلَّ يُطَبِّل للباطل، فقد قتل حميدتي الآلاف وشرد وإغتصب وباع الملايين ولم تطالبه تقزُّم بتسليم نفسه أو عناصره للعدالة، بل دعت الشعب السوداني لرفع صوته بمقولة.. لا للحرب.. وطالبت القوات المسلحة بالتفاوض مع المليشيا وعدم محاسبتها على كل هذه الجرائم، بل طالبت بإعادة المليشيا إلى الحياة السياسية والعسكرية بالسودان.
مقتل سوداني واحد يمثل لنا جميعاً حدث عظيم وكبير، ويتطلب التحقيق والمساءلة، وهذا هو الطبيعي في دولة القانون، ويُترَك هذا الأمر للمؤسسات العدلية التي ستُحَدِّد سبب الوفاة ومدى قانونية الإعتقال وخفايا وأبعاد القضية.
ولقد إستنكر الرأي العام السوداني مقتل مواطن في الحبس وطالب بتمليكه المعلومات والحقيقة، لكن ذات الشعب والرأي العام لم يصرخ لمقتل آلاف السودانيين في حراسات آل دقلو، لأن الشعب يعلم أن هذه الأفعال والجرائم هو السلوك الطبيعي للمليشيا، وأن المؤسسات العسكرية والنظامية هذا السلوك ليس أصيل فيها، فهي مؤسسات مهنية منضبطة تؤدي واجبها وفق القانون والدستور.
وستحاول قحت تقزُّم وأجهزة المخابرات الإقليمية والدولية للنيل من جهاز المخابرات السوداني وإثارة الرأي العام، لكن سيَخِيب مرادهم، فشعبنا قد وَعَى تماماً من الدرس السابق، ويعلم أهداف الحملة على الجهاز وشرق السودان على وجه الخصوص، ويعلم شعبنا حجم التضحيات التي ظلَّ يقدمها الجهاز للمحافظة على السودان من الإنهيار، فقد قَدَّم الجهاز آلاف الشهداء في معركة الكرامة والمعارك التي سبقتها، وقَدَّم الجهاز ولا زال يُقدِّم الشهيد تِلْوَ الشهيد دفاعاً عن وحدة السودان ومنع تفككه وإنهيار كيان الدولة.
وقَدَّم الجهاز ولا زال يُقدِّم الشُهدَاء والجَرحَى دفاعاً عن أعراض وممتلكات الشعب السوداني، ومن يُقَدِّم نفسه رخيصة لحماية السودانيين لن يَتعَمَّد قتل سوداني واحد.
ستعمل واجهات ومنصات أجهزة المخابرات المعادية للسودان والقنوات الإعلامية لدويلة الشر.. الإمارات.. ستعمل على تأجيج نار الفتنة في الشرق لتجد لها مدخل لضرب وحدته وإشعال الحرب فيه، فلعاب كثير من الدُوَل يسيل عندما يُذكَر شرق السودان، لاسيما وأن لهم فيه أطماع ومصالح كثيرة.
وبإذن الله، سَتَمُر هذه القضية عبر المؤسسات القانونية والعدلية، وسيأخذ كل صاحب حق حقه وفق القانون، لكن لن تصعد قحت وتقزُّم لمسرح العمل السياسي عبر هذه القضية أو أي قضية أخرى، فقحت تقزُّم التي تحالفت مع قاتل الشعب السوداني غير جديرة بالدفاع عن دم أو حق أي سوداني بل هي شريك أصيل في كل الدم السوداني الذي تسفكه المليشيا كل يوم.
وستظل كسلا الوريفة عَصِيَّة على كل محاولات الفتنة، وسَيُخَيِّب أهل كسلا ظن كل من يعتقد أنه سَيُحدِث شرخاً بينهم وبين جهاز المخابرات العامة، وستبقى كسلا رمزاً للوحدة والتعايش السلمي الآمِن، وستظل حصناً من حصون السودان الصامدة، ولن يكشف شعبها ظهر السودان، بل ستكون كما العهد شامخة بشموخ توتيل ومعطاءة بعطاء القاش، وستبقى كسلا الوريفة في خندق واحد مع قواتها النظامية، تَرفُد المؤسسة العسكرية والأمنية بفلذات أكبادها حماية للسودان ووحدة شعبه وأرضه.