حوار: عبود عبدالرحيم – محجوب ابوالقاسم – أحمد قاسم
التفاصيل الكاملة لحوار صحيفة (المقرن) مع رئيس هيئة الأركان الأسبق الفريق أول هاشم عبدالمطلب
الجيش قدم تنازلات كبيرة للقوى المدنية وكنت شاهداً على ذلك
الدعم السريع أطلق رصاصة الحرب الاولى من مطار مروي قبل يوم 15 ابريل
موت وحياة “حميدتي” أقاويل في انتظار الخبر اليقين
الفريق اول هاشم عبدالمطلب أحمد رئيس هيئة الاركان الأسبق بالقوات المسلحة وواحد من ابرز القادة الذين اثاروا جدلا واسعا خلال السنوات الماضية بعد اتهامه مع عدد من العسكريين في يوليو من العام 2019 بتدبير محاولة انقلابية والحكم عليه بالسجن (9) سنوات قبل تخفيضها باستئناف ثم إطلاق سراحه لاحقا.
هيئة تحرير صحيفة (المقرن) سجلت زيارة لسعادة الفريق أول هاشم عبدالمطلب واستنطقته بحضور رئيس مجلس الادارة د.عمار زكريا، وجاء الحوار كاشفا للكثير من الخفايا والوضع العام في البلاد التي تشهد حربا ضد التمرد، وقدم رؤيته بحكم خبرته وقربه من الاحداث التي سبقت اندلاع الحرب.
وخلال الحوار ابدى سعادة الفريق أول هاشم تحفظات حول بعض محاور الاسئلة وقال ان وقت الحديث عنها لازال مبكرا وأشار الى انه بصدد اصدار كتاب حول فترة خدمته في القوات المسلحة وكان حريصا على عدم التقليل من معنويات الجيش السوداني وهو يخوض الحرب من اجل الوطن والمواطن.. فإلى مضابط الحوار:
*اولا حمد لله على سلامتكم بإطلاق سراحكم.. ماهي ملابسات واقعة اعتقالكم ومحاكمتكم بشأن المحاولة الانقلابية؟!*
اولا التحية لكل الشعب السوداني والتحية للقوات المسلحة وكل المرابطين وكل من حمل السلاح وكل من دعم القوات المسلحة معنويا في معركتها معركة الكرامة المعركة الفاصلة بين الحق والباطل ونسأل الله أن يتقبل الشهداء جميعاً ويشفي الجرحى ويعيد المفقودين.
اما عن المحاكمة وما ادراك بالمحاكمة نعم تم اتهامنا بتقويض النظام الدستوري وان كان الدستور وقتها عطل مع اول خطاب لابن عوف ولكن الآن ليس الوقت للحديث عن المحاكمة ولكن هناك كتاب فيه كل ماحدث يمثل شهادة حقيقية عن كل ما حدث منذ قيام الثورة ومن ثم بعد ذلك سلبت وحتى معركة الكرامة، كل ذلك سنتحدث عنه في كتاب يمثل الشهادة الحقيقية ولم يكتمل بعد، انا حوكمت ب(9) سنوات سجن تم تخفيضها الى (5) سنوات بواسطة محكمة الاستئناف (عسكرية) ومن ثم اطلق سراحي بعدها وغادرت إلى القاهرة في رحلة استشفاء.
*راج فيديو استجواب حميدتي لسعادتكم بعد اعتقالكم ماذا دار بينكم من حديث ؟*
لم يتم استجوابي بواسطة حميدتي كما راج، ماحدث وقتها جاء بناءا على معلومات إن هناك مجموعة من الضباط يعملون على صناعة انقلاب وتم اعتقالهم وانا واحد منهم، وكنا في جلسة نقاش بيني والبرهان، وتدخل حميدتي محاولاً اثبات أن الحركة الإسلامية وراء محاولة انقلابية يقودها هاشم عبدالمطلب ومعه آخرين ، وكان حواري أساسا مع البرهان وليس حميدتي ، أما التحقيق معي والمتهمين الآخرين فقد تم بواسطة لجنة من مدير هيئة الاستخبارات الفريق أول جمال محمد عبدالمجيد ومدير جهاز المخابرات الفريق أبوبكر دمبلاب وآخرين.
*في اعتقادك هل هناك وجود لحميدتي؟!*
حسب معرفتي بحميدتي إنه يحب الظهور ولكن هناك من يقول إن لديه توجيهات بعدم الظهور وهناك من يقول إنه مصاب إصابة بالغة واخرين يتحدثون بانه قد مات وكلها اقاويل إلى ان ياتي الخبر اليقين.
*ماهو تقييمكم للشراكة التي تمت بين الجيش وقوى الحرية والتغيير بعد الاطاحة بنظام البشير؟!*
ليتهم اعتمدوا التجارب السابقة في انتفاضة (85) ونجاح ثورة الشعب كان مجلس عسكري خالص ليس فيه اي جهة اخرى وكان هناك نيابة وقضاء مستقل ومحكمة دستورية وتمت بعدها حكومة منتخبة من قبل الشعب لذلك تجربة المجلس المشترك كما رأيناها مع الاحزاب بحكم انتماءاتها كانت كلها مشاكسات حتى بين المدنيين في بعضهم البعض وهذا ادى لعدم نجاح الفترة.
*(مقاطعة):هل تعتقد ان الجيش قدم تنازلات للمدنيين؟!*
نعم الجيش قدم تنازلات كبيرة جدا حتى انهم كانوا مختلفين مع بعضهم وانا كنت شاهدا على ذلك اعطوا العسكرين (35%) مقابل (65%) للمدنيين.
*هل يمكن القول إن هذه الاختلالات كانت سببا في قيام الحرب ومن هو الذي تسبب في الحرب؟!*
طبعا لا يختلف الا عمي البصيرة في ان هذه الحرب اشعلها الدعم السريع وهناك مؤشرات كثيرة تدل على ذلك اولها ادخال الدعم السريع قوات كبيرة جدا إلى العاصمة بدون تعليمات بدون اتفاق بدون الإجراءات الإدارية لحركة هذه الناقلات بعدها ادخال مدرعات إلى الخرطوم وكان كل ذلك مرصودا كذلك احتلال مطار مروي. قبل يوم 15 أبريل ولعلها هي الطلقة الأولى وليس كما راج ان الطلقة الأولى كانت يوم 15 ابريل في معسكر المدينة الرياضية.
*تقييمكم للوضع العسكري الحالي من حيث ميزان القوى مابين الجيش والقوات المتمردة؟!*
نبشر الشعب السوداني ونبشر الذين نزحوا انهم سيعودون قريبا جدا معززين مكرمين إلى بلادهم، لان التمرد بداية الحرب حشد كل ما يمكن حشده ودفع بكل ما يملك من إمكانياته ودعم الخارج دعما كبيرا جدا في بداية الحرب وما زال يدعم ولكن بحكم خبرة القوات المسلحة في الحرب تم تجريده من القوة الصلبة حتى إن ادارتهم للمعركة الآن فيها الكثير مما يؤكد انهم فقدوا الكثير ماديا ومعنويا مع غياب كامل للقيادة الفاعلة المسيطرة على قوات التمرد وكذلك أساليب القتال (وهذا يفهمه من خبر أساليب القتال من أفراد القوات المسلحة).
*كيف تنظر إلى معنويات الجيش؟!*
اساس الجيش هو الروح المعنوية حتى حينما قال الله تعالى (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مئتين) هنا القوة المقصودة ليست القوة البدنية فقط وإنما القوة المعنوية، الانسان السوداني عموما بطبعه لديه من الصفات من خلال الجرعات التدريبية المدروسة في المعاهد والكليات والمراكز العسكرية، ليصبح مؤهل معنويا بدرجة عالية مقارنة مع غيره.
*ما رأيك في التحركات الخارجية لبعض القوى السياسية المتمثلة في تقدم ؟!*
هذه القوى معروف اتجاهها وموقفها المتماهي مع التمرد منذ البداية ولن يكون لهم اي دور مستقبلا والشعب السوداني اصبح واعيا، ومن مظاهر فشلهم هو فشل الاجتماع الذي كان مقررا اليوم الخميس في القاهرة بين الحكومة والمبعوث الأمريكي وكذلك فشل مفاوضات جنيف، كل ذلك كان من ترتيبهم بالتنسيق مع الأجنبي.
*(مقاطعا) رايك في دور المجتمع الدولي في تقديم المساعدات او عرقلة الحلول السلمية؟!*
طبعا نحن لدينا تجربة في هذا الجانب ومن الخطأ جدا فتح أي معبر دون إشراف وسيطرة القوات المسلحة والجهات الفنية المختصة السودانية وذلك بحكم التجارب السابقة.
*اذاً ما رأيك في موافقة الحكومة على فتح معبر أدري؟!*
من المفترض ان يكون هذا الاتفاق مكتملا بان يكون هذا الطريق مراقب من قبل الجيش السوداني وجهات الاختصاص الفنية السودانية.
*ماهي رؤيتك لمستقبل السودان في ظل تطاول امدها؟!*
هذه الحرب لن تطول كثيرا وستنتهي قريبا كل الشعب يلتف حول قواته المسلحة الا اصحاب الاجندات الخارجية، ودليلا على ذلك الحركات المسلحة التي كانت تقاتل في الجيش كلها الآن انضمت للقوات المسلحة وتقاتل بجانبها.
*من واقع خبرتكم كخبير في المجال العسكري ماهي الخطوات التي يمكن ان يتبعها الجيش بعد ان طال امد هذه الحرب وكانت كل التوقعات انها ستنتهي في الاسبوع الأول؟!*
تقديرات الحرب والعمليات الجارية لا يمكن الحكم عليها ببساطة، وفي اعتقادي هي تقديرات تنبني على قراءت الواقع ومن هو في ميدان المعركة هوالاقرب لبناء هذه التقديرات من خلال معرفته بإمكانيات قواته وإمكانيات العدو وبناء على الموقف، الذي يدير المعركة هو من يقرر متى يهاجم ومتى يدافع لذلك قد يتبين لاحقا كل الاحكام على موقف العمليات الجارية خاطئة، وأطمئنك إن الجيش به من الخبراء والكفاءات ما يمكنهم من وضع الخطط السليمة لحسم التمرد وبأقل خسائر ممكنة وستنتهي الحرب لصالح القوات المسلحة قريبا إن شاء الله والهدف الاستراتيجي للجيش هو تحقيق اكبر خسائر في صفوف التمرد، وهذا ماحدث وسيحدث.
*احتفلت القوات المسلحة بعيدها ال(٧٠) ولكن ياتي هذا الاحتفال في ظروف مختلفة؟!*
في بعض الاحتفالات السابقة ايضا كانت تشهد البلاد حرب ولكن الحرب وقتها كانت بعيدة عن المركز حتى اثناء حرب الجنوب احتفلت القوات المسلحة بعيدها في الجنوب كذلك في دارفور وفي الشرق، القوات المسلحة تعمل في كل الظروف ولكن هذا الاحتفال جاء مختلفا والتف فيه الناس حول قواتهم المسلحة وهذا اكبر احتفال .
*رسالة اخيرة للشعب السوداني وللقوات المسلحة؟!*
-الرسالة الاولى للقوات المسلحة والقوات النظامية وكل من حمل السلاح بجانب القوات المسلحة من المستنفرين والمجاهدين اصبروا وصابروا فإن النصر آتٕ، اما رسالتي بالنسبة للشعب فأقول له ان يواصل الوقوف مع قواته المسلحة وان يتناسى كل الانتماءات فنحن مستهدفين كشعب وكأرض.