دخول هجليج…خنق الإقتصاد

لم يترك المتمردون والمرتزقة ودولة الأمارات الداعمة عسكرياً وبشرياً ومادياً أي مؤسسة خدمية تهم المواطن إلا ودمروها…يتم هذا بالتزامن مع الإغتيال الممنهج والتشريد للمواطن وتركه بين لاجئ ونازح وإحتلال منازلهم وتخريبها من بعد ذلك بعد نهب كل محتوياتها… يستمر الإعتداء علي السودان بالمسيرات والتي لا تستهدف المواقع العسكرية وإنما المستشفيات ورياض الأطفال ومحطات الكهرباء والمياه مما يعني لكل ذي بصيرة ومتابع أن المواطن هو الهدف الأول لهذا الإعتداء وما أحداث الخرطوم والجزيرة وسنار وسنجة في بداية الحرب إلا نموذجاً وشاهداً قبل تنتقل المعارك ضد مواطني الفاشر حصارا وتجويعا لأكثر من عامين وبعد إحتلالها إغتيال مايزيد عن الألفين وتشريد ما تبقي من أهلها والذين وجدوا في الولاية الشمالية المكان الآمن والإستقبال اللائق خلافا لما كان يدعيه البعض لدق إسفين بين مكونات المجتمع السوداني… لم يكتف من يغذي نيران الحرب ضد المواطن بهذه الأعمال الإجرامية وإنما تمدد في الأجزاء الآمنة في ولايات كردفان في بارا وبابنوسة وفي كلوقي وكادوقلي في جنوب كردفان التي يتآمر فيها المتمرد عبد العزيز الحلو علي أهله بعد أن وضع يده في أيد التمرد وحظي بمنصب نائب رئيس مجلس ما سمي بحكومة تأسيس… بالأمس دخل المتمردون الي منطقة هجليج في غرب كردفان والتي لا تبعد كثيرا عن دولة جنوب السودان التي ثبت دعمها الواضح للمليشيا سواء أكان ذلك برضاء الحكومة وعلمها أم كان بغض الطرف عما يحدث أم من بعض من يعارضون حكومة الفريق سلفاكير او بكل ذلك ولكن الشاهد أن ارض الجنوب أصبحت مكان لتمرير الأسلحة ولتدريب الجنود المتمردين المشاركين في حرب السودان فضلا عن استغلال التمرد لأراضيها ومستشفياتها ومطاراتها لصالح التمرد… واضح أن من خططوا ومولوا الحرب ضد السودان قد إستغلوا بعض دول الجوار السودان ووزعوا علي المهام والأدوار مقابل الدرهم الأمارات فحفتر ليبيا عليه بالجنود وتسيير الغوافل وتشاد عبور الأسلحة والمعدات وجنوب السودان إكمال ما تبقي من عناصر المؤامرة..كل ذلك يتم ودول الجوار السوداني تمارس أدواراً مرسومة بعناية.. دخول التمرد الي هجليج واضح أنه موجه هذه المرة لخنق الإقتصاد السوداني لما يجلبه عائد البترول لخزينة الدولة في ظل انحسار الموارد الأخري بسبب الحرب…ومن الواضح جدا ان هناك إتفاقاً ربما غير معلن مع دولة الجنوب بأنها لن تخسر نصيبها من البترول الذي يستخرج ويعالج في منطقة هجليج والشواهد تبدو واضحة بظهور ضباط من الجيش الشعبي مع المتمردين في هجليج بما يعني أن دولة الأمارات قد جهزت المشهد ونفذته أذرعها التي لا ترد لها طلباً… لا نتحدث في ظل ذلك عن حقوق إنسان منتهكة علناً او عن جرائم حرب مثبتة بالأدلة والبراهين أو حتي عن تطبيق القوانين الدولية علي من يجب تصنيفهم منظمات إرهابية أو مجرمي حرب ولكن يجب ان يكون التعويل مباشرة علي الجيش القومي والمشتركة وجهاز المخابرات العامة والمستنفرين من أبناء الشعب السوداني والقوي السياسية الوطنية التي إن ضاع الوطن لن تجد أرضاً تمارس فيها سياسة أو حكم…بأن تتوحد كل تلك القوي ووقف هذا الإحتلال والمتواصل لمدن وقري يزداد وتيرته يوما بعد يوم….رغم التضحيات الجسام للجيش بكل مكوناته خلال هذه الحرب لمجابهة هذا الإعتداء الذي أصبح فعلاً مهدداً أمنياً للمواطن السوداني الذي مازال يؤكد دعمه للجيش وللحكومة لتطهير البلاد من هذا المخطط الممنهج الذي لا سقف له…

إرسال التعليق

You May Have Missed

error: Content is protected !!