من جهة أخرى عبود عبدالرحيم

إلهان عمر.. على خطى الأمير “بن سلمان”أخيراً.. ينتبه العالم لما يجري في السودان، ويفتح عينيه باتساعهما ليشهد تفاصيل أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر، وانتهاكات غير مسبوقة، وللأسف بسلاح وتمويل دولة الإمارات “العربية” ومليشيا سودانية ومرتزقة من أنحاء العالم، يقتلون وينتهكون الأعراض ويشرّدون الناس.انتباه العالم لما يجري في السودان، سخّر الله له سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي لفت نظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كارثية الحرب في السودان وما يحدث من فظائع.الاهتمام الأميركي والتحرك المباشر من ترامب، وإعلانه النظر في الأمر بعد نصف ساعة فقط، دفعا بحماسةٍ إلى تنشيط الانتباه لقضية أهل السودان من كل أنحاء العالم.ولم تعد انتهاكات المليشيا في الفاشر ودارفور وكردفان مجرد أخبار محلية؛ بل اتخذت حقها من الاهتمام والإدانة الدولية المتلاحقة.وهذا ما فعلته عضو مجلس النواب الأميركي الشهيرة إلهان عمر، التي كسرت حاجز المجاملة وكشفت القبح كما يظهر على أرض الواقع. وقبل يومين، دوّنت منشوراً على منصة (X) وصفت فيه الوضع الإنساني في السودان بأنه “مروّع”، وقالت إن الحقيقة أبشع من الكلمات، وإن “الصور التي تغزو المنصات تُظهر مدينة تُخنق ببطء، وسكاناً محاصرين بين رصاص المليشيا وجوع الحصار. ما يحدث ليس فوضى حرب، بل جريمة ممنهجة تُدار بوعي كامل”.قيمة حديث النائبة الأميركية أنه لم يقف عند حدود الإدانة للمليشيا فقط، بل تجاوز ذلك إلى فضح من يقفون خلفها. إن اتهامها الصريح للإمارات يمثل تحولاً مهماً في المواقف؛ فالتواطؤ لم يعد سرّاً، وخطوط الإمداد لم تعد “تحليلات”، بل ظهرت خرائطها ومسارات رحلات طائراتها عبر أصوات جهيرة وتداولها داخل الكونغرس الأميركي وبالأسماء.إن تصاعد الإدانات الدولية، وبالكلمات القوية المباشرة التي أبرزتها إلهان عمر، يجب ألا يظل في حدود البيانات الإعلامية؛ فإيقاف مجازر المليشيا في دارفور يستوجب إجراءات عملية حاسمة لقطع شريان السلاح الإماراتي، وتحميل محمد بن زايد ومستشاريه وعملائه محلياً وإقليمياً كامل المسؤولية عن الدماء التي روت أرض السودان، والحرائر اللائي انتهكت أعراضهن، والضحايا الذين فقدوا كل شيء. لا بد من حسابٍ دنيويّ عسير قبل الآخرة عند مليكٍ مقتدر.السودان الآن لا يحتاج إلى تعاطف دولي فقط، وإن كان قد حرك مشاعر الشعوب، لكنه يحتاج عملياً إلى إغلاق أبواب تزهق عبرها الأرواح ويتشريد منها الناس، وذلك باحكام السيطرة على منافذ دخول سلاح الشر وردع حكام دولة الإمارات، وتقديم أذيالها في الداخل إلى مقصلة تاريخ الإنسانية للمحاسبة على حريق دارفور والانتهاكات البشعة ذات الطابع العرقي القبلي.تبقى كلمات إلهان عمر امتداداً للإدانات الواسعة، ولفتاً للأنظار لما يجري في السودان، مكملة لجهد ولي العهد السعودي في تحريك ركود الاهتمام الأميركي والدولي.

إرسال التعليق

You May Have Missed

error: Content is protected !!