مركز إسبيشل يطلق ندوة “الفاشر: صرخة صمود” لمناصرة المتضررين ودعم المجهود الوطني
القاهرة— إسلام أمين
انعقدت مساء أمس الثلاثاء الموافق 11 نوفمبر 2025، بمباني معهد اسبيشل للاستشارات والتدريب واللغات والتنمية البشرية أمسيةٌ تحت شعار «الفاشر: صرخة صمود»، وذلك برعاية من مركز إسبيشل للتدريب والاستشارات، وفكرة الأستاذة ندى يونس.افتُتحت الأمسية بتلاوةٍ عطرة من القرآن الكريم، أعقبتها كلمة لمدير مركز إسبيشل أوضح خلالها أن الهدف من المبادرة هو تسليط الضوء على المأساة الإنسانية في الفاشر، وكشف الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين العزل، والتي تفوق الوصف. كما شهدت الفعالية عرضًا مرئيًا مؤثرًا كشف معاناة أهل الفاشر والفظائع التي طالتهم.
توالى المتحدثون في جلساتٍ مليئة بالحماس والتأييد، حيث أكد الوليد قمر الدين، إعلامي في هيئة علماء السودان، والأستاذة أحلام يوسف، أمينة أمانة الإعلام بمشروع إعادة رتق النسيج الاجتماعي، على عمق المأساة.من جانبه، كشف الدكتور عمار زكريا عن الفظائع التي لم تُنقل إعلاميًا في الفاشر، من قتل منهجي وتشريد ونهب واغتصاب، مشيرًا إلى أن مشاركة ما يقارب 18 دولة في هذه الحرب تجعلها «حربًا دولية بامتياز».
أثرى الدكتور حسن رجائي، رئيس المجلس الأمريكي في الشرق الأوسط، الحضور بتوجيهه نداءً هامًا للسودانيين بضرورة توجيه الخطاب للعالم العربي والأمة الدولية، وعدم الحديث في دوامةٍ مغلقة. كما دعا إلى إعادة بناء الثقة وفضِّ النزاعات، معلنًا عن مبادرات دعم ملموسة من المجلس الأمريكي تشمل مشروع ريادة الأعمال وبرنامج الاستشارات النفسية للأطفال لمعالجة آثار ما بعد الحرب.
تم تكريم معهد إسبيشل للاستشارات والتدريب واللغات والتنمية البشرية واللجنة المنظمة، وُقِّدمت شهادات تقديرية لعدة شخصيات، من بينها الصحفيتان إسلام أمين وآفاق عبد الله ضمن إعلام المركز، والأستاذة ندى بسيوني، والأستاذة مواهب الحاج والمذيع القضنفر، وقدم وسام الشرف الي سعاده المستشار إبراهيم الماظ دينق.قدمها الدكتور حسن رجائي، رئيس المجلس الأمريكي.كما جاءت كلمة الفريق إبراهيم الماظ شهادةً قويةً من قلب الأحداث، حيث أوضح الأبعاد الخبيثة للصراع التي تستهدف وحدة السودان واستقراره.
وبشر الحضور بأن الفاشر عائدةٌ بإذن الله، وأن الاستعدادات لتحريرها اكتملت، مؤكدًا أن «سماء السودان أصبحت محروثة».
ووجَّه نداءً عاجلاً للشباب بالالتحاق بمعركة الكرامة، شاكرًا في الوقت ذاته وقوف الأخوة في جمهورية مصر العربية مع إخوانهم السودانيين.تخلل الحفل تقديم مسرحيةٍ صامتة عبرتْ بإبداعٍ عن مأساة الإنسان السوداني.
تحدثت الدكتورة أحلام مهدي صالح، مديرة جمعية الأحلام الأفروـآسيوية المحققة للتنمية، عن الشعب السوداني عمومًا، وعن أهل دارفور خصوصًا، مشيرةً إلى أنها منذ قدومها إلى جمهورية مصر العربية في عام 2013 كانت تستقبل النازحين والفارين من جحيم الحرب، وأن جمعيتها كانت منذ ذلك الحين صرحًا لاستقبال المتضررين. قالت: «أنقذوا ما تبقى؛ دعونا نتكاتف ونقف مع أهلنا في الفاشر لأنهم صرخةٌ من القلب».
كما تحدّث مدثر فضل موسى مؤكدًا ضرورة توحيد كلّ الكيانات والمبادرات والجمعيات، ووَصَفَ أهمية تكوين كيانٍ شاملٍ موحَّدٍ لنْجدة أهلنا في الفاشر.
وأشار اللواء د. المحمود إبراهيم إلى أن ما بدا من إحباطٍ بعد سقوط الفاشر كان أيضا في الخرطوم والجزيرة وجبل موية وبارا، قد تلاشى بفضل انتصاراتٍ حققها الجيش السوداني، مؤكِّدًا: «أبشِّركم: الفاشر سوف ترجع بإذن الله، والإمكانيات العسكرية في كامل جاهزيتها إن شاء الله».
وختم بدعاءٍ بالرحمة للشهداء، وشفاءً عاجلًا للجرحى والمصابين، وعودةً حميدةً للمفقودين.
خرج الحضور برسالةٍ واضحة مفادها أن معركة استرداد الفاشر هي معركة مصير، وأن الصرخة التي أطلقتها الأمسية يجب أن تتحول إلى فعلٍ على الأرض، بدءًا من دعم المجهود الحربي والإغاثي، ومرورًا بكشف الجرائم دوليًا، ووصولًا إلى إعادة الإعمار وبناء الإنسان، في مسيرةٍ لا تتوقف حتى يعود السلام والأمان إلى كلِّ شبرٍ من أرض السودان




إرسال التعليق