عزاء ” قور ” الوطن ” زول من أبيي

عزاء ” قور ” الوطن ” زول من أبيي “

القاهرة في : ٢٣ / ٨ / ٢٠٢٥بدر الدين العتاق

تعزية : بدر الدين العتَّاق في مشهد مهيب يختصر كلمة ( سوداني، وخليك سوداني ) ويجسد الروابط والعلاقات الإنسانية السودانية بين كافة أطياف وأفراد الشعب السوداني بمختلف سحناتهم وانتماءاتهم ومناطقهم ولهجاتهم وخلافاتهم واختلافاتهم وصفاتهم وألقابهم ودرجاتهم ومقاماتهم بلا تمييز أو استثناء أو انحياز أو محسوبية أو خلافه ، ويحسم في ذات الوقت جدلية الهوية الوطنية ويؤطر لفلسفة المواطنة وحقوق الإنسان ويقيم على الأرض قانون السلام في العالم والسودان على وجه الخصوص، ويناهض بلا منازع فكرة الحروب الرجعية والهزلية ، أقيم ليلة أمس بقاعة مسجد الحمد أول حي فيصل القاهري، مراسم عزاء الراحل المقيم البروفيسور / أبو القاسم قور حامد، أستاذ الدراسات الإنسانية في الخير والمعرفة والسلام والمحبة والتواضع والفضيلة ورتق النسيج الوطني الاجتماعي السوداني، بحضور ضخم ضاق عنه المكان بما رحب مما يشير إلى محبة الرجل وأثره في حياة الناس والشعب السوداني الأصيل.عرف الراحل بدوره المشهود في التدريس الجامعي بالسودان وتنزانيا وعموم دول أفريقيا وأوروبا وأميركا وهولندا ، ومشاركاته في المحافل الدولية والإقليمية والمحلية لرفع اسم الوطن عالياً خفاقاً ( السودان أولاً، السودان دائماً ) وبصماته الواضحة في إرساء دعائم السلام الإنساني العالمي وفض النزاعات بمختلف أنواعها ودرجاتها وتأسيس مراكز البحث العلمي في أبحاث ودراسات السلام بالسودان والوطن العربي، كما عرف بدوره الرائد في تأسيس مركز أبحاث المسرح وطرح نظريته المعرفية ( الفلسفة الغربية والمذاهب المسرحية – مقاربة نظرية الدراما من التطهير إلى التحمل ) التي ناقشها آخر فبراير المنصرم في هذا العام ٢٠٢٥ بقاعة ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، وأثره الجلي في مناقشة عدد من البحوث العلمية لطلبة الدراسات العليا بالجامعات والمعاهد ذات الصلة.الراحل المقيم قيادي في ثقافة السلام ويعتبر من أعمدة المعرفة في السودان وخارجه وأحد أهم رواد المسرح والفلسفة والدراما والتأليف وداعية السلام الأول في البلاد وبرحيله فقدت البلاد أهم رجالاتها الأفذاذ الذين سعوا جاهدين بكل صدق وطيب نفس وبذل الغالي والرخيص في تحقيق السلام على أرض الواقع المليء بالصراعات والحروب لبلاد مزقتها الحروب أشد تمزيق وجعلتهم بين لاجئ في المنافي ونازح في الفيافي وشردت أغلب سكانه على مر التاريخ في القرن الحادي والعشرين، بلا من ولا أذى .الجدير بالذكر أن البروفيسور الراحل المقيم / أبو القاسم قور حامد، من مواليد مدينة أبيي بجنوب السودان سنة ( ١٩٦٢ – ٢٠٢٥ ) وخريج كلية الدراما والمسرح واستاذاً للفلسفة والنقد المسرحي بمعهد الموسيقا والمسرح ومؤسس مركز ثقافة السلام بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. حصل على درجة الأستاذية في ثقافة السلام من جامعة السودان سنة ٢٠٢١ كما درس المسرح والقانون والفلسفة وحاصل على دكتوراة في الفلسفة، وله عديد من المؤلفات أشهرها مسرحياته ( ثلاثية الحرب المرفوضة ) التي كتبها بعد نشوب الحرب في السودان. عاش متنقلاً بين القاهرة وأميركا وتنزانيا وحط رحله ورحاله في أرض مصر الكنانة، وهو صاحب المقولة الرائعة التي يلخص فيها فكرته نحو التعايش السلمي الإنساني العالمي وفي السودان تحديداً وقالها حين ألقى محاضرته في منظمة الأحلام المحققة قبل أكثر من شهر : ( لو انحنا ما كنا يد واحدة في بعض، بدر الدين جاي من الشمالية وإسلام من بني هلبه وكاشا من الرزيقات وأنا من أبيي، وخالد من كسلا ، كنا قعدنا كلنا في حتة واحدة زي القعدة دي )؟ يشير إلى الهوية الوطنية السودانية ( السودان ) .

عمل الراحل لأكثر من خمس وثلاثين سنة في مجال التعليم الجامعي وفوق الجامعي وأستاذاً في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي بأوروبا وأفريقيا وأميركا التي آثر تركها وهو يحمل بطاقتها الخضراء ليكون بين أحبابه ومعارفه وأهله بجمهورية مصر العربية وليقدم عطائه السخي لأفراد المجتمع الدولي من خلال أطروحاته وأفكاره القيمة بلا من ولا أذى.رحم الله فقيد البلاد المفدى وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وبفقده انطوت إحدى صفحات العلم والمعرفة في كل العالم والسودان تحديداً وسيظل في ذاكرة الأوفياء الأنقياء من أبناء الشعب السوداني وفي قلوب محبيه وتلاميذه وعارفي فضله وسيسطر له التاريخ أروع المواقف الوطنية والإنسانية بلا شك. ” إنا لله وإنا إليه راجعون ” .وما كان فقده فقد واحد * إنما بنيان قوم قد تهدماد. م. بدر الدين العتَّاق القاهرة

إرسال التعليق

You May Have Missed

error: Content is protected !!