سحابة الحزن.. فارس المدرعات مهند إبراهيم فضل “أب سبحة”
متابعات – المقرن
نعى قائد فيلق البراء بن مالك، المصباح أبوزيد طلحة، الشهيد مهند إبراهيم فضل الشهير بـ(أب سبحة)، مسؤول العمليات بفيلق البراء بن مالك، وأحد أبطال سلاح المدرعات وقائد متحرك “مسك الختام” ومحبوب الشعب السوداني، الذي استُشهِد في معارك شمال كردفان بمنطقة “أم قعود”.وقال المصباح: “مهند نال ما تمنى وربح البيع. عهداً معك يا أخي أن نظل على الدرب الذي بدأناه معاً، نلقاك عليه أنت وحذيفة وخطاب والبقية. على مهند فلتبكِ البواكي، فاليوم لا أجد ما أكتبه”.وكان آخر ما خطّه الشهيد مهند على صفحته بـ”فيسبوك” قوله:“اليوم ذكرى البطولة والجسارة بالمدرعات، والخطوة التي اتخذناها بأننا عبرنا تلك الملاحم وقلبنا صفحة التاريخ، وبدأنا نكتب في كردفان ودارفور مسك الختام. فلسنا ممن يعيشون على الذكريات، بل نصنع الأحداث والمستقبل. ففرّوا إلى الله ومقارعة الأعداء، فلا خير في سعة من الدنيا تُضيّع طريق الآخرة، فإنما هو الله والجنة”.اشتهر مهند فضل كأحد المقاتلين الذين صمدوا في سلاح المدرعات بالشجرة ومنعوا سقوطه، وعُرف بين إخوانه بـ“أب سبحة” لكثرة حمله لها حيث لم تفارقه أينما ذهب. وقد أصيب مرتين أثناء المعارك في المدرعات، وبعد تلقيه العلاج وتمام شفائه عاد مجدداً إلى الميدان.وكان الشهيد ضمن المجموعة التي ساهمت في فك حصار القيادة العامة للجيش من جهة المدرعات، وكان من أوائل الذين دخلوا منطقة وسط الخرطوم ضمن قوات العمل الخاص. وقد عُرف بين الشعب السوداني بثباته العظيم في الميدان، إذ لم يتخلّف عن أي تحرك أو مهمة خاصة.كما نعت منصة القدرات العسكرية السودانية الشهيد مهند فضل بقولها:“الحمد لله الذي شرف هذه الأرض برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعى المنصة أحد فرسان هذا الوطن وأحد ركائز سلاح المدرعات الصلبة، الباسل الشهيد مهند إبراهيم فضل، الذي مضى على درب الشهداء بعد حياة ملؤها الجندية والإقدام والتضحية”.وأضاف البيان: “عرفه رفاقه في سلاح المدرعات فارساً جسوراً حمل أمانة الدفاع عن الخرطوم في أحلك لحظاتها، فثبت كالطود في وجه ميليشيا الغدر والعدوان، وكان من الذين صاغوا بدمائهم وعرقهم معادلة الصمود والانتصار يوم كان الحصار جاثماً والوطن يبحث عن جذوة أمل تثبت ركائزه”.وتابع البيان: “لم يرضَ الشهيد أن يقف عند حدود العاصمة المحررة، بل أبى إلا أن يحمل بأسه وصلابته إلى ربوع كردفان نصرةً لبقية الوطن، وإيماناً بأن معركة الحرية والسيادة لا تتجزأ، وأن دماء الأبطال هي القناديل التي تنير درب النصر”.واختتمت المنصة نعيها قائلة: “إن رحيل الشهيد مهند إبراهيم فضل ليس فقداً لأسرته أو رفاقه فحسب، بل هو خسارة لوطن بأكمله. غير أن عزاءنا أنه مضى في أشرف الميادين، مقبلاً غير مدبر، ثابتاً على العهد، مخلصاً لدينه وأرضه ودماء إخوانه”.
إرسال التعليق