*كنت في مدينة الابيض عندما تقدم القائد العظيم رجل القوات المسلحة الذي كتب أحد اهم سطور التاريخ للوفاء بالعهد والتنحي عن السلطة في الوقت الذي وعد به، سعادة المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب، واعلن الاطاحة بالرئيس جعفر النميري في انتفاضة رجب / ابريل 1985م.. في ذلك الزمان عرفنا الاخبار الاولى للانقلاب من محطات اذاعية خارجية في ظل تعثر إلتقاط الاذاعة السودانية، وغياب كل الصحف من مكتبات الابيض.
*الشاهد ان معظم السودانيين حتى تاريخ اليوم يلجأون للاعلام الخارجي لمتابعة احداث السودان، فتجدهم يستمعون للاذاعات الدولية ويتحلقون امام الشاشات لمشاهدة القنوات الاخبارية العربية، ويتجاوزون بمؤشر الريموت القنوات السودانية، وسبب ذلك فقدان الثقة في الاعلام الوطني وصحافتنا المحلية، رغم الجهود المقدرة التي يبذلها الزملاء في تطوير المهنة وتوفير ادواتها والإرتقاء بمهنية العاملين فيها.
*مع تطاول ازمة الحرب وتصاعد معركة القوات المسلحة في معركة الكرامة ودحر التمرد المدعوم اقليميا ودوليا بالمال والسلاح والمليشيا، ارتفع إيقاع الاعلام الوطني وتصاعدت اسهم الصحفيين السودانيين في الاخبار والتحليل والمعلومات المساعدة لحوار الشخصيات داخليا وخارجيا، وعادت وجوه اعلامية مخضرمة وشابة في الاطلالة عبر الفضائيات ومن خلال تغريدات “تويتر X” للتحليل وقراءة تطورات الحرب ضد السودان واهل السودان، وحظى الكثير من قادة الاعلام بالاهتمام والمتابعة في مقدمتهم الاستاذ الكبير احمد البلال الطيب عبر منصة (X) بالخبر والمعلومات والاستاذ خالد الاعيسر ضيفا ومحللا مقتدرا عبر معظم الفضائيات.
*الفترة الماضية شهدت تحركات ايجابية وجهود مقدرة من الاعلاميين والصحفيين السودانيين لتسليط الاضواء أكثر تركيزا على جهود قيادة الدولة والقوات المسلحة في مساري الحرب والتفاوض، وتحركت وفود الاعلاميين من مختلف دول الاقامة الاضطرارية الى العاصمة الادارية بورتسودان، فكانت ضربة البداية مبادرة مركز عنقرة للخدمات الصحفية الذي نظم ورشة اعلامية برعاية نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار وبمشاركة معظم اهل الصحافة والاعلام ونجحت الورشة التي نظمها الخبير الاعلامي المخضرم الاستاذ جمال عنقرة في رفع متابعة الاخبار والاحداث الى سطح التداول.
*ثم استقبلت بورتسودان وفد صحفي بخبرات كبيرة من دول الخليج بتنسيق الاستاذ مزمل ابوالقاسم ومشاركة زملاء وممثلي قنوات فضائية وتداولت المواقع الاخبارية تفاصيل لقاءات الوفد بكبار قيادات الدولة.
*غير ان الوفد الصحفي الذي توجه الى بورتسودان منذ يومين في تقديري تميز بمشاركة اعلام وصحافة مصر التي لا يستطيع احد تجاوز قوة تأثيرها الاعلامي في المنطقة العربية والاقليمية والدولية، وقد نجحت الجهة المنظمة لهذه الزيارة في اختيار اساتذة وخبراء اعلام سودانيين ومصريين لهم تميزهم ونجوميتهم وشهرتهم لذلك وصف كثير من الزملاء الزيارة بالنجاح منذ اليوم الاول بمستوى لقاء قادة وشخصيات لها وزنها وتعتبر صانعة للاحدات ووثيقة الصلة بمعلوماتها وتفاصيلها، لذلك احدثت حراكا اعلاميا غير مسبوق في ساحة معركة الكرامة، فالتحية للاساتذة عبر منسق الزيارة الاستاذ الهندي عزالدين، والتحية للزملاء من الاعلام المصري المشارك في الوفد.
*وبالتاكيد يستحق مستشاري رئيس مجلس السيادة ونائبه وكل من ساهم في تنفيذ زيارات الوفود الاعلامية، التحية والتقدير لنظرتهم الثاقبة لدور الاعلام في الاطلاع على تطورات المشهد السوداني وفتح الابواب على مصراعيها لتمكين الصحافة السودانية والعربية تدوين سطور جديدة مستمرة بلا نقطة نهاية حول المشهد، بعد الحصول على المعلومات الصحيحة من مصادرها المباشرة في قيادة الدولة.. مما سيكون له اثر بالغ في تحول اهتمام والمشاهدين والقراء نحو الاعلام الوطني بمواقعه الالكترونية وفضائياته ومقالات كتاب الراي والتحليل.
سلام وتحية لرموز وشباب صحافة واعلام السودان.