(زرقاء اليمامة هي شخصية عربية جاهلية من أهل اليمامة كانت مضربًا للمثل في حدِّة النظر وجودة البصر، إذ قيل أنها كانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام وبهذه القدرة أنذرت قومها بأن وفود حسان بن تبع الحميري وجموعه قادمة إليهم مستترة بالأشجار تريد غزوهم، ولكنهم إتهموها بالخرف ولم يصدقوها فاجتاحهم الأخير وقضى عليهم).
يجدر بنا ان نستلهم الدروس والعبر ونستخلص العظات ونحن على بعد يومين من اللقاء الكبير بين الهلال والمريخ وهو الثالث تقريبا خارج حدود الوطن وقد شهدت الدوحة وأيدتها أبوظبي على تفوق الأسياد عندما أعلى الهلال كعبه للمرة الثانية وكرر إنجازه و(دبل) للمريخ.
نشفق على الهلال و نكاد نشعر بحالة من التراخي سببها الشعور بالتضخم عقب التأهل للمجموعات ، ومنبعها الإستخفاف بالمريخ كونه غادر التمهيدي كما جرت العادة، ويعاني جملة من المشاكل وغارق في الأزمات المالية والفنية، وإختلاف كبير حول مدرب الإيطالي وسياسته الإقصائية وإبعاده عددا كبيرا من اللاعبين وسط صمت المجلس وذهول المشجعين.
لا نمارس التضخيم عندما نسترجع زرقاء اليمامة ولكن من باب الحيطة والحذر… نضع الواقع محل التهويل حتى لا يظن فلوران وكتيبته أن نقاط المباراة مضمونة في الجيب الخلفي وفي حرز أمين.
نقرع جرس الإنتباه لأجل اليقظة والإعتبار ونفض غبار الكسل وطرد الغفلة، والتعاطي معها على انها قمة وأن المريخ هو الند التقليدي للهلال مهما كانت ظروفه ومستواه الفني ومشاكله الإدارية.
القمة لا تعترف بمستوى ونتائج ما قبلها بل بالحاضر داخل الملعب ، والمريخ لا يملك ما يخسره وسيعمل على مباغتة الهلال مثلما فعل من قبل بأقدام السماني الصاوي وكان الأسياد وقتها في قمة الجاهزية الفنية والبدنية ومرشحا كالعادة لمنح المريخ المعلوم.
نعلم أن فترة التوقف الدولي أثرت على سير التدريبات ، ووجهت المنتخبات ضربة جديدة للهلال في ظل إحتمال غياب دياو وقاسوما للإصابة مثلما حرمته قبلا من خدمات أبوعاقلة وروفا.
وكما أسلفنا فإن المنتخبات تسبب في إرسال العديد من اللاعبين حول العالم لغرف العلاج والجراحة والعمليات.
ونال الهلال نصيبه منها… فكلما لعب المنتخب كلما بات الفريق منقوصا من خدمات لاعبين إثنين أو أكثر… ولكنها ضريبة الأوطان.
إذا أحكم الغرور قبضته على لاعبي الهلال وسيطر عليهم ودخلوا القمة بخيلاء الطاؤوس وقدلة الزهو فإن النتيجة ستكون محبطة الأنصار ومخيبة للآمال.
نذكر بما رأته عينا زرقاء اليمامة ونصحها لأهلها الذين لم يستبينوه حتى وقع المحظور.
نعلم منهج فلوران في التعاطي مع المباريات وجديته وموقفه الصارم في التعامل معها فكلها عنده مهمة وضرورة.
لكننا نخشى تسلل الغرور لنفوس اللاعبين وتحويل موجبات التأهل للمجموعات ، والمساهمة الرفيعة في نتائج المنتخب إلى معول لهدم تلك الإشراقات والتواضع أمام المريخ في العرض والنتيجة.
اتمنى ان يكذب اللاعبون هذا الشعور ويخذلتي الطاقم الفني برؤية الجدية تتدفق على أرض التدريب الختامي وفي يوم الإمتحان على مسرح المواجهة.
ووقتها أسمح لهم إتهامي بقصر النظر.
وحتى ذلك الوقت… إني أرى شجرا يسير.