بقلم: عقيد ركن حافظ الهميم
صاحبت حرب الكرامة للجيش والأمة السودانية، منذ انطلاقها، حرب إعلامية شرسة شنّتها المليشيات المتمردة وأعوانها وداعموها، مستخدمة كل وسائل الإعلام الحديثة وبأعلى التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
وبحمد الله وتوفيقه، نهض الإعلام الوطني بكل مؤسساته وأدواته، ولعب دوراً محورياً في مواجهة الشائعات والحرب النفسية، داخلياً وخارجياً، حتى كشف زيف المخطط وداعميه.
وقد أسفرت هذه الجهود عن حشد الدعم الشعبي للقوات المسلحة والتفاف الأمة حولها، بالإضافة إلى تغير كبير في مواقف المجتمع الدولي تجاه الأحداث الجارية في السودان.
واليوم، وبعد الانتصارات المتتالية التي تحققها قواتنا المسلحة في العديد من المناطق، بات الحسم النهائي للمعركة لصالح إرادة الشعب أمراً حتمياً. ومع ذلك، يتوقع أن تشنّ مليشيات العدو وحلفاؤها حرباً إعلامية جديدة، تستهدف عدة أبعاد:
*البعد الأول:*
الادعاء بارتكاب القوات المسلحة انتهاكات ضد المدنيين، مثل استهداف المناطق السكنية والمرافق المدنية، وذلك بهدف تشويه صورتها وتقويض الدعم الشعبي لها.
*البعد الثاني:*
التضخيم عن انتصارات المليشيات وادعاءاتها، ونشر أخبار كاذبة عن استيلائها على مناطق أو أسرها أعداداً كبيرة من الجنود، بهدف رفع معنويات مقاتليها وإضعاف معنويات القوات الحكومية.
*البعد الثالث:*
الترويج لشائعات حول مستقبل السودان بعد انتهاء الحرب، مثل الادعاء بأن الحكومة ستتجه إلى تحالفات إقليمية معينة، أو أن الجيش سيسعى إلى الاستئثار بالسلطة وإقصاء المدنيين.
*البعد الرابع:*
التدخل من قبل منظمات إقليمية ودولية بحجة تقديم المساعدات الإنسانية، أو طرح مبادرات لوقف إطلاق النار، بهدف إطالة أمد الصراع وإعادة المليشيات إلى المشهد السياسي.
*البعد الاخير:*
محاولة النيل من الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الشعب السوداني، والذي أثبت ولاءه المطلق للقوات المسلحة وتأييده الكامل لجهودها في محاربة أي خائن وعميل.
إن الشعب السوداني، بوعيه وإدراكه، قادر على تفويت الفرصة على أعدائه، ومواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضده، بثبات وصمود.
“جيش واحد، شعب واحد” هو الشعار الذي يجمعنا، وسنظل أوفياء لهذا العهد حتى تحقيق النصر النهائي.