تشكيل “حكومة حرب” ضرورة لتعزيز قوة الدولة وإنهاء التمرد حرباً او سلماً
ماحدث في القاهرة يؤكد عدم احترام الادارة الامريكية للسودان ولا جديتها في تحقيق السلام
خطر المليشيا يمتد لدول الجوار.. والتقارير كشفت دور هذه الدول في دعم التمرد
في حال عدم تنفيذ اتفاق جدة.. لا خيار امام الجيش الا استمرار العمليات العسكرية حتى حسم التمرد
حاوره: محجوب ابوالقاسم
تشهد الاوضاع بالبلاد متغيرات كبيرة على صعيد الحرب التي اشعلها تمرد الدعم السريع في 15 ابريل وتحولت بعدها الى حرب بالوكالة عبر تمويل وتسليح دولي واقليمي..
وتواصل (المقرن) حواراتها مع شتى الوان الطيف السياسي للوقوف على قراءات الاحزاب والقوى السياسية لمجريات الاحداث وفرص الوصول الى حلول للازمة السودانية وإنهاء الحرب، بجانب التعرف على الآراء حول التحركات الخارجية للقوى السياسية والموقف من المفاوضات بين الحكومة ومليشيا الدعم السريع المتمردة من اتفاق جدة الذي لم يجد التنفيذ الى المبادرة الامريكية الفاشلة في جنيف..
وفي هذه المساحة نلتقى بالقيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الاستاذ خالد الفحل.
كيف تقرأ إلغاء اجتماع القاهرة بين الحكومة والمبعوث الامريكي؟
الحكومة السودانية ظلت تتقبل كل الدعوات تتعامل مع أى مبادرة بكل جدية ولكن فى ذات الوقت تتعامل بحذر شديد فى ظل استمرار المؤامرات الخارجية التى تهدف إلى إيجاد موطئ قدم للمليشيات عبر المبادرات الخارجية، وقد فشلت مباحثات جدة التمهدية بسبب عدم تقيد المبعوث الامريكي وأطراف بتنفيذ إتفاق جدة نصاً لذلك عاد الوفد الحكومي دون الوصول إلى اى اتفاق، وبالرغم من ذلك قبلت الحكومة الدعوة لمشاورات القاهرة دون تردد وتكرر ذات السيناريو بعدم التزام المبعوث الامريكي الذي غادر القاهرة صبيحة وصول وفد حكومة السودان، وهذا يؤكد عدم جدية الإدارة الأمريكية فى احترام موقف الحكومة ومحاولة فتح منبر جديد يتجاوز اتفاق جدة.
هل يؤثر الغاء الاجتماع على المباحثات في جنيف التي تشارك فيها اطراف دولية بجانب المليشيا وتنسيقية تقدم؟
مشاورات القاهرة لا ترتبط بما يحدث فى جنيف حيث أن موقف الحكومة من منبر جنيف وأطرافه معلومة عبر بيانات رسمية وليس هنالك أى التزام لما يترتب على منبر جنيف، الحكومة السودانية لديها شروط محددة تتعلق بتنفيذ إتفاق جدة دون إضافة مسهلين او فتح الاتفاق لإعادة التفاوض من جديد هنالك رؤية سوف تقدمها حال نجح لقاء القاهرة تتعلق بالالية المطلوب لتنفيذ الاتفاق وجدول المواقيت الزمنية وغيرها من القضايا التى ترتبط بتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع
ماهو مصير اتفاق جدة والحرب بالسودان مع تطورات الموقف الامريكي واصراره على مشاركة الجيش في جنيف؟
إيقاف الحرب فى السودان يرتبط بتنفيذ إتفاق جدة واذا كان المجتمع الدولي حريص على إيقاف نزيف الدماء وإعادة المواطنين إلى بيوتهم عليه ان يستخدم كل الآليات للضغط على المليشيات لتنفيذ الاتفاق وإيقاف مأساة الشعب السوداني، ودون ذلك ليس هنالك خيار أمام الجيش سوى الاستمرار فى العمليات العسكرية إلى أن يتم حسم التمرد.
استضافت اثيوبيا تأسيس تحالف جديد بين الدعم السريع وتنسيقية حمدوك برعاية اماراتية،، ما رأيك؟
كل هذه التشكيلات أدوات تستخدمها المليشيات للضغط على الحكومة لتوقيع اتفاق سلام يعيدهم إلى الحياة السياسية لذلك بدأت المليشيات تعدد الواجهات السياسية ولكن سجل المليشيات الاجرامي وما ارتكبته من جرائم إبادة جماعية وتدمير البنية التحتية وتهجير الشعب السوداني يضع كل هذه المحاولات فى سله المهملات وعدم تأثيرها على الداخل لفرض وجود مرتزقة ارتكبوا أسوأ الجرائم اللا انسانية ضد شعب متسامح كريم منحهم كل هذه القوة من موارده التى كان فى أشد الحاجة لها لتطوير مؤسسات الدولة وترقية الخدمات ولكنها تحولت إلى ترسانه لقتل الشعب السودانى .
وذلك كله مجرد مظهر سياسي لا يمثل أى إضافة لان المكونات التى التقت فى أديس أبابا غالبها خلع البزة العسكرية وارتدى الزى المدني بعد فشل العمليات العسكرية ومحاولة الاستيلاء على السلطة عبر البندقية الان يبحثون عن موطئ قدم سياسي؟
ليس هنالك إعتراف بالهزيمة اكثر من ذلك
كيف تقرأ تحركات القوى السياسية الداعمه للجيش خارجيا وتأثيراتها على المشهد بالداخل؟
مؤتمر الحوار السودانى السودانى التمهيدي تحت رعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوي فى أديس أبابا شكل موقف مساند للجيش الوطني من خلال إدانة انتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة وشكل موقف القوى السياسية الداعمة للجيش الوطني إضافة خارجية بإعتبار ان المجتمع الدولي ظل يتلقى تقارير تفتقر إلى المصداقية من القوى المؤيدة للتمرد وقد سبق مؤتمر أديس أبابا مؤتمر القاهرة الذي شاركت فيه قوى سياسية مؤيدة للجيش الوطني وتوسعت دائرة النشاط السياسي الخارجي وتضييق مساحات تحرك الحاضنة السياسية للمليشيات وقد شكلت هذه النشاطات تقدم كبير فى الموقف السياسي والدبلوسي لدعم الجيش الوطني داخليا وخارجيا.
ماهو الدور الذي يمكن لدول الجوار القيام به لوقف الحرب؟
خطر المليشيات ليس على السودان وإنما حتى على دول الجوار التى لعب بعضها دور فى التآمر على السودان من خلال تمرير الإمداد العسكري والمرتزقة لدعم الجنجويد ولكن فات عليهم بأن الميليشيات خطرها ليس على السودان وإنما على المنطقة ككل لذلك كان يجب ان يرتقي دور الجوار التى تتآمر على السودان بأن يتم التنسيق لعدم السماح بمرور الإمداد العسكري وقد أثبتت التقارير تورط دولة تشاد وجنوب السودان وغيرها من الدول التى تعمل على تسهيل وصول المرتزقة والسلاح لذلك هذا الإسناد ساعد المليشيا على الاستمرارية ،هنالك دور مطلوب من دول الجوار بأن تعيد النظر فى التعاون مع المليشيات وإغلاق أى تعاون معهم مما قد يساعد فى القضاء على التمرد واستعادة الأمان فى السودان و دول الجوار.
كثر الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة بديلا للحالية المؤقتة هل تتفق مع ذلك؟ وفي تقديرك هل تكون الاولية لايقاف الحرب ام تشكيل حكومة؟
هنالك ضرورة لتشكيل حكومة حرب ومعالجة القصور فى أجهزة الدولة التنفيذية فان الحرب على السودان تحتاج الدفع بعناصر قوية على مستوي الجهاز التنفيذي لقيادة الحراك السياسي والدبلوسي ومعالجة الأزمة الاقتصادية ،
كما أن تشكيل الحكومة يعزز من قوة الدولة تنفيذيا واعلاميا ودبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا مما يسرع الخطوات فى إنهاء التمرد اما حربا او سلما.
تعليقك على زيارة رئيس المخابرات المصري ولقائه البرهان ؟؟
زيارة الوزير عباس كامل مدير المخابرات المصرية تأتي فى صياغ الوساطة التى ظلت تدفع بها واشنطن لقبول الحكومة المشاركة فى منبر جنيف ولكن موقف الحكومة ظل ثابت وغير قابل للتفاوض الا بعد تنفيذ اتفاق جدة ،،
مشاركة الحكومة في منبر جنيف عبر الشروط الأمريكية تعنى هزيمة للسودان لصالح المليشيات واطرافها الخارجية لذلك لن توافق الحكومة على أى وساطة للمشاركة فى منبر جنيف ولكن تظل الفرصة مواتية لان تلعب القاهرة دور مكمل لتنفيذ اتفاق جدة باسنئناف المشاورات مع الادارة الامريكية والمصرية دون إضافة او فتح الاتفاق لمناقشة قضايا تم حسمها منذ عام ونيف وان تنحصر المشاورات فى وضع الإطار العام لتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع.
رسالة اخيرة في بريد من تبعثها
التحية والتقدير لقواتنا المسلحة وشعبنا الأبي صانع المعجزات ومعلم الشعوب معنى الكفاح والنضال من أجل الحرية والاستقلال.