لابد من الإشادة بوفد حكومة السودان الي مشاورات جده مع الادراة الامريكية بقيادة الاخ الوزير محمد بشير ابونمو ، تمتّع الوفد المفاوض بدرجة عالية من المناورة السياسية و القدرة التفاوضية ، حيث تمكن الوفد من اكتشاف النوايا الحقيقية من نقل المفاوضات من جده إلى سويسرا و هي محاولة للتخلص من منبر جده و التخلص من التزامات مليشيا الدعم السريع في جده بالكامل و تأسيس منبر جديد لإنفاذ استراتيجية جديدة.
تمكن الوفد من التعرف على دوافع الاصرار المدهش للإدارة الامريكية علي وجود دولة الإمارات في المفاوضات ( طبعاً الحضور بصفة المراقب هذا فقط للتسطيح ) و ايضاً تكّشف خداع الامريكان لحكومة السودان بإصرارهم للذهاب إلى سويسرا بوفد بقيادة عسكرية عليا و تصريحاتهم حول عدم اعطاء شرعية للأطراف مما يعني اتصال وزير الخارجية الأمريكي بلنكن برئيس مجلس السيادة و اعترافه له كان مجرد خداع و تضليل .
يعني باختصار مفاوضات سويسرا تعني:
– انهاء منبر جده
– انهاء التزامات منبر جده و بالتالي تخليص مليشيا الدعم السريع من التزاماته السابقة في جده
– تخليص دولة الامارات من اي تبعات قانونية من خلال وجودها كوسيط في عملية صنع السلام و عليه شكاوى السودان في مجلس الامن و المحاكم الدولية او اي شكاوى اخرى يقوم بها اي جهة او شخص تصبح بلا قيمة .
لكل ذلك علي حكومة السودان ان تتحرك سريعاً منذ الان للتحسب لرد فعل الادارة الامريكية المباشر و عبر وكلائها سياسياًو عسكرياً، و هذا يتطلب
سرعة إبرام كل الاتفاقيات المطلوبة و المتوقّفة مع روسيا والصين و تركيا و ايران و قطر و مصر .
يجب إلا يحدثني احد عن سياسة المحاور وضرورة الحياد ، سياسة المحاور تصبح ضرورة عندما تصبح الدولة السودانية مهددة في وجودها كدولة.
مع ملاحظة الانتباه أنه يجب توقيع هذه الاتفاقيات بمقابل استراتيجي واضح عسكرياً و اقتصادياً و سياسياً و دبلوماسياً يقبض الجزء الأساسي منه في الحال.
كما يجب ان تقتنع القيادة منذ الان بأننا لا يمكن أن نعمل استراتيجياً مع امريكا بشكل خاص والغرب بشكل عام وعليه يجب تصميم سياسة مبنية علي علاقات عامة لا نجاهر بالعداء معها ولا نتعامل معها استراتيجياً.
و الاهم من كل ذلك ضرورة تقوية الميدان العسكري ذلك بدعم القوات المسلحة بكافة مطلوبات القتال من البشر و المعدات بأسرع ما يمكن و بدعمها بالمقاومة الشعبية المسلحة و القوات المشتركة و كافّة المستنفرين.
علي الشعب السوداني أن يدرك بوضوح ان هذه الحرب فرضت على السودان بعناية و منذ فترة برعاية دولية و اقليمية و بوكالة دولة الامارات و تنفيذ مليشيات الدعم السريع علي الارض بأجندات منسقة و مرتبة من كافة مستويات التآمر وعليه الا تتوقعوا بأنّ رعاتها سوف يتوقّفون عنها بسهولة.
فقط هم يحاولون احيانا اعطاء بعض الوقت لالتقاط الأنفاس او تأجليها لفترة أطول نسبياً ذلك بإبقاء علي مليشيا الدعم السريع من خلال هدنة طويلة نسبياً تبقي على قوتين عسكريتين او دمج شبه متساوي ، هذا هو سر الاصرار علي التفاوض باسم جيشين.
برغم من الدمار الذي لحق بالبلاد و المعاناة الإنسانية المستمرة للشعب في كل شرائحه يجب أن ننبه بانه اي وقف إطلاق نار و من ثم انهاء الحرب لا يقوم على قاعدة الجيش الوطني الواحد اي الدمج المباشر دون اي تأخير لكل القوات بدون استثناء في القوات المسلحة السودانية ، سوف تندلع الحرب مرة اخري ، عندئذ سوف تدفعون ثمناً اكثر مما يجري الان في كافة الجوانب و سوف لن تجدون السودان مرة.
اذاً محكوم علينا الان الاجتهاد و الصبر للوصول إلى حل مستدام لا تكرر الحرب مرة أخرى.
مساحة جميلة لكل مجتهد فيها نصيب .
نتطلع لوقف الحرب وإبعاد شبح المجاعة .